أزمة "النواب" الأمريكي.. مطلب بايدن وكلمة مكارثي الأخيرة
يعقد مجلس النواب الأمريكي اليوم الأربعاء جلسة لانتخاب رئيس جديد خلفا للمعزول كيفن مكارثي.
وعزل مكارثي من منصبه في سابقة هي الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تأييد 216 نائبا للقرار فيما رفضه 210.
وفي مؤتمر صحفي أعقب الجلسة التاريخية قال مكارثي للصحفيين إنه لا يعتزم الترشح للمنصب مجددا، مؤكدا أنه "كان شرفا عظيما لي أن أكون رئيسا لمجلس النواب".
وأشار مكارثي إلى أنه لن يتخلى عن الشعب الأمريكي وهناك الكثير من الأمور التي يمكن أن يقدمها لخدمته.
وتابع: "لم أعمل لمصلحتي وعملي مع الديمقراطيين في أزمة الدين الحكومي كان لصالح الأمة".
ويقف نواب جمهوريون مناصرون للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلف عزل مكارثي في تمرد نادر.
وقاد التمرد النائب مات جيتس، وهو جمهوري من اليمين المتطرف عن ولاية فلوريدا وخصم لمكارثي كان يتهمه بعدم بذل ما يكفي من جهد لخفض الإنفاق الاتحادي.
وقال جيتس للصحفيين بعد التصويت "كيفن مكارثي... وصل إلى السلطة من خلال جمع أموال منافع خاصة وإعادة توزيع تلك الأموال مقابل خدمات".
وكانت تلك أحدث اللحظات المشحونة في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون خلال عام، بعدما دفع المجلس واشنطن إلى حافة تخلف كارثي عن سداد ديون بقيمة 31.4 تريليون دولار وأيضا إلى حافة إغلاق جزئي للحكومة.
ويسيطر الجمهوريون على المجلس بأغلبية بسيطة بواقع 221 مقعدا مقابل 212، مما يعني أنهم لا يستطيعون خسارة ما يزيد على خمسة أصوات إذا اتحد الديمقراطيون ضدهم.
وستؤدي الإطاحة بمكارثي إلى توقف النشاط التشريعي في مجلس النواب، بينما يلوح في الأفق موعد نهائي آخر لإغلاق الحكومة في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني إذا لم يمدد الكونغرس التمويل.
وفي أول تعليق على عزل مكارثي قال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن يعرب عن أمله في انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب بشكل سريع.
وأضاف أن بايدن حريص على العمل مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس بحسن نية.
وأثار مكارثي غضب الديمقراطيين مرارا في الأسابيع القليلة الماضية، من خلال إطلاق تحقيق بهدف مساءلة الرئيس جو بايدن، ويوم السبت من خلال منحهم القليل من الوقت لقراءة مشروع قانون الإنفاق المؤقت الذي أدى لتفادي إغلاق الحكومة والذي احتاج إلى أصواتهم لتمريره.
وكان بوسع الديمقراطيين إنقاذ مكارثي، ولكنهم قالوا بعد دراسة الأمر إنهم لن يساعدوا الجمهوريين على حل مشاكلهم.
كما يقول الديمقراطيون إنهم يعتبرون مكارثي غير جدير بالثقة بعد أن خرق اتفاقا بشأن الإنفاق أبرم مع بايدن في مايو أيار.
وقد يكون قادة جمهوريون آخرون، مثل ستيف سكاليس وتوم إيمير، مرشحين لكن لم يبد أي منهم اهتمامه بالمنصب علانية. وتم تعيين عضو آخر في فريق القيادة، هو النائب باتريك مكهنري، في المنصب بشكل مؤقت.
وقد تنحى آخر رئيسين جمهوريين للمجلس، وهما بول رايان وجون بينر، من الكونجرس بعد خلافات مع اليمين.