"نيران صديقة".. الحزب الجمهوري يستعد للإطاحة برئيس "النواب" الأمريكي
يبدو أن مجلس النواب الأمريكي على وشك أن يشهد معركة داخلية في الحزب الجمهوري بين المحافظين وأنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.
فرئيس المجلس، الجمهوري كيفن مكارثي، يواجه اختبارا لسحب الثقة منه، بناء على دعوة نائب أمريكي جمهوري من الجناح اليميني المتشدد لتنحية مكارثى.
مات جايتز، النائب الجمهوري عن فلوريدا طرح مذكرة داخل المجلس تعلن شغور منصب رئيس مجلس النواب وتحتاج لإقرارها أغلبية في المجلس، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وهذه المناورة الإجرائية التي نادرا ما تم اللجوء إليها في تاريخ الولايات المتحدة تأتي في أعقاب إقرار الكونجرس السبت الماضي ميزانية مؤقتة للإدارة الديمقراطية رغم معارضة العديد من البرلمانيين الجمهوريين لهذه الخطوة.
واعتبرت مصادر إعلامية أمريكية أن نتيجة هذا التصويت ستقرر ما إذا كانت ستتم إقالة مكارثي أم لا.
ويواجه مكارثي "تهديدا" لرئاسته مجلس النواب الأمريكي بعد أن دعا جايتز داخل حزبه إلى إجراء تصويت للإطاحة به بعد إقرار مشروع قانون لتمويل الحكومة.
ومن المرجح أن تعيد هذه المذكرة إشعال المعركة في صفوف الحزب الجمهوري الذي يتمتع بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب.
وفي وقت سابق، أعلن جايتز تقدمه باقتراح لعزل رئيس مجلس النواب على خلفية إبرامه اتفاقا مع الديمقراطيين لتجنب "إغلاق حكومي" لكنه لم يتضمن اقتطاعات في الإنفاق يطالب بها الجناح اليميني في الحزب.
وجايتز زعيم بارز في "تكتل الحرية" في مجلس النواب، وهو عبارة عن مجموعة تضم عددا من المشرعين الجمهوريين المتشددين دفعوا بالبلاد إلى شفير إغلاق المؤسسات الفيدرالية برفضهم إتاحة تمويل فيدرالي إضافي من دون إقرار اقتطاعات في الإنفاق.
وانتخب مكارثي على رأس مجلس النواب الأمريكي في يناير/كانون الثاني الماضي بأغلبية بسيطة، وبشق الأنفس بعد 15 محاولة تصويت، وهو أمر لم يحدث في التاريخ السياسي الأمريكي منذ 160 عاما.
ووصل مكارثي (57 عاما) إلى منصب الرجل الثالث في النظام السياسي الأمريكي بعد أن قدم تنازلات كبيرة لحوال 20 نائبا من أنصار الرئيس السابق ترامب.
وتشمل تلك التنازلات تعديل النظام الداخلي للحزب، بحيث سيكون بمقدور أي نائب ساعة يشاء أن يدعو لإجراء تصويت لتنحية مكارثي.
وسيتعين على قيادة مجلس النواب تحديد موعد للتصويت على هذه المسألة في غضون يومين تشريعيين.
ومع ذلك، اعترف غايتز بأن جهوده لعزل مكارثي قد تبوء بالفشل، على الأقل في المرحلة الأولى.
لكنه اعتبر أن تلك الخطوة ستفتح المجال أمام إطاحة رئيس مجلس النواب لاحقا مع تزايد دعم هذه الفكرة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4yNTAg جزيرة ام اند امز