عزل مكارثي.. من هو زعيم أول "انقلاب" في "النواب" الأمريكي؟
قصص تقفز للواجهة لتميط اللثام في كل مرة عن جزء من كواليس السقوط المدوي لرئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي.
ووسط حالة الانقسام التى تعيشها الولايات المتحدة بشكل عام والحزب الجمهوري بشكل خاص، برز اسم نائب فلوريدا مات غايتس الذي قاد حملة الإطاحة بمكارثي.
خطوة يرى خبراء أنها جاءت لتعزيز الموقع السياسي لغايتس تمهيدا لخوض الانتخابات على منصب حاكم الولاية، لتبدو الأزمة السياسية الخطيرة وكأنها مناورة انتخابية مبكرة.
وبعد نجاحه في إقصاء مكارثي الثلاثاء الماضي، برز غايتس كواحد من أكثر الجمهوريين نفوذا في البلاد بحسب موقع "بوليتيكو" الذي وصف نائب فلوريدا بأنه "زعيم أول انقلاب ناجح في مجلس النواب الأمريكي".
انتقادات
لكن هذا النجاح جلب الانتقادات لغايتس الذي تعرض لهجوم عنيف وفوري من جانب بعض الجمهوريين في فلوريدا مثل النائب جون رذرفورد، الذي هاجم غايتس لأنه "دفع أمتنا نحو حافة إغلاق حكومي آخر" واعتبر أن سلوكه هذا هو من أجل الأموال وتعزيز موقعه على الصعيد الوطني. وعموما، ينظر الجمهوريون في مجلس النواب لتحركات غايتس الأخيرة باعتبارها محاولة لتعزيز مكانته السياسية على مستوى الوطن.
لكن غايتس نفى احتمال ترشحه لمنصب حاكم فلوريدا في 2026 خلفا للمرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 رون ديسانتس.
وقال غايتس في مقابلة قصيرة في وقت سابق إنه "ليس لديه خطط للترشح لمنصب الحاكم"، لكنه أقر أن "تالاهاسي أجمل بكثير من واشنطن".
وقال أحد الناشطين السابقين في الحزب الجمهوري رفض الكشف عن هويته إن غايتس يمضي المزيد من الوقت في فلوريدا وأضاف "يظهر في فلوريدا أكثر مما رأيناه فيه في السنوات الست الماضية.. لم نره لسنوات وفجأة أصبح له وجود مرة أخرى".
وزاد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب من الاهتمام بغايتس حيث أشاد به ووصفه بأنه "رجل عظيم، وشخص رائع".
ويخوض غايتس الذى يقدم نفسه كجمهوري متشدد العديد من الخلافات السياسية ومن بينها خلافه مع النائب الجمهوري عن فلوريدا بايرون دونالدز الذي يقدم نفسه كمتشدد، وهو الخلاف الذي شمل ملفات مثل إغلاق الحكومة وإقالة مكارثي.
ورغم إنكار الرجلين، فإن خلافهما يظهر كانعكاس لمعركتهما المبكرة على مقعد حاكم فلوريدا في 2026 لينتقل الصراع السياسي من مستوى الولاية إلى المستوى الوطني.
وفي مقابلة قصيرة بمبنى الكابيتول هذا الأسبوع، نفى دونالدز أن تكون خلافاته مع غايتس تتعلق فعلا بالسباق على خلافة حاكم فلوريدا.
واعتبر أن الانتخابات مازالت بعيدة في 2026 ووصف نفسه بأنه "مختلف تكتيكيًا" عن غايتس، لكنه أكد أيضًا أنه مهتم بالترشح لمنصب الحاكم، سواء ترشح غايتس أم لا.
وقد يواجه غايتس ودونالدز، اللذان أيدا الرئيس السابق دونالد ترامب، منافسة من اثنين على الأقل من حلفاء ديسانتيس، وهما الملازمة الحاكمة جانيت نونيز وآشلي مودي، المدعي العام لفلوريدا. ومن بين المرشحين المحتملين أيضا النائب الجمهوري مايك والتز وجيمي باترونيس، المدير المالي للحزب الجمهوري في فلوريدا.
فلوريدا
ويعكس الاهتمام المبكر بالسباق الانتخابي على منصب حاكم فلوريدا يعكس الدور الكبير الذي تلعبه الولاية في السياسة الوطنية.
وبعيدا عن صراعات الكونغرس، فإن قيادة ثالث أكبر ولاية من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة تمنح الحكام منصة ضخمة لسياساتهم وأهدافهم السياسية.
ونجح الحاكم الحالي لفلوريدا رون دي سانتيس في بناء سمعته الوطنية من خلال إدارته للولاية خلال فترة وباء كورونا وإعادة تشكيل المدارس وأجندته للصحة والاقتصاد، مما ساعد على تحول فلوريدا وهي واحدة من أكبر الولايات المتأرجحة إلى الحزب الجمهوري.
ومع ذلك لم يحدث من قبل انتخاب أي حاكم للولاية رئيسا للبلاد فيما يُعرف باسم "لعنة رجل فلوريدا"، فخلال الخمسين عاما الماضية، حاول 6 من حكام الولاية الوصول للبيت الأبيض لكن دون جدوى.