إرث مكارثي.. نصيحة بيلوسي لرئيس "النواب الأمريكي" القادم
تعلمت نانسي بيلوسي، رئيس مجلس النواب الأمريكي السابقة، وآخرون ممن حملوا المطرقة أن أحد أصعب الأشياء التي يجب عليهم القيام بها هو أن يقول لا، أحيانا للأصدقاء والحلفاء.
وفي مقابلة بمكتبها قالت بيلوسي إن زملاءها من اليسار المتشدد عندما كانوا يتقدمون إليها بمطلب غير واقعي، كانت تجيبهم بردها المعتاد "أنا أتفق معك.. لدي تلك اللافتات في قبو منزلي منذ 30 عاما، ولكنك الآن في الكونغرس الأمريكي لم نعد في الشوارع حاملين اللافتات"، وفقا لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.
جاءت تصريحات بيلوسي في وقت لم يتمكن فيه الجمهوريون، الذين يتمتعون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، من الاتفاق على اختيار زعيم لهم للتعامل مع الأضرار التي خلفها كيفن مكارثي (الجمهوري من كاليفورنيا).
ترى بيلوسي أن "استرضاء مكارثي المستمر لحفنة من نواب الحزب الجمهوري هو ما أوصلنا إلى هذه اللحظة المؤسفة، فقد طرح تشريعاتهم للنقاش وهو يعلم أنها تجد موافقة، وأعطاهم مهام رئيسية في اللجنة، بل وقع على ما كان في الواقع أمر الإعدام لرئيس مجلس النواب من خلال الموافقة على السماح على قاعدة تسمح لأي عضو بالتصويت على إعفائه من منصبه".
كل هذا يجب أن يكون درسا لمن سيشغل منصب رئيس المجلس، وقد أوصى رئيس المجلس الأسبق جون بوينر (الجمهوري من ولاية أوهايو) خليفته بول ريان (الجمهوري من ولاية ويسكونسن): "يمكنك أن تعد ببذل الجهد، ولكن لا تعد بالنتائج".
بالنسبة لبيلوسي، التي تتمتع بسجل ليبرالي قوي، جاء الاختبار المبكر بعد وقت قصير من استعادة الديمقراطيين أغلبيتهم في انتخابات عام 2006 وحصولها على منصب رئيس البرلمان، وكانت القضية الأبرز في تلك الانتخابات هي حرب العراق، وكانت واحدة من أشد المعارضين لها صراحة.
ولهذا السبب شعر الكثيرون في تجمعها الحزبي بالخيانة عندما لم تقف في طريق الكونغرس لتوفير المزيد من الأموال للصراع، دون الإصرار على جدول زمني واضح لإنهائها.
وتؤكد بيلوسي أن تولي المنصب يوجب على حامل المطرقة اتخاذ مواقف قد تكون على غير رغبته، فتفسر موافقتها على توفير الأموال للحرب في العراق بأنه "طالما كانت هناك قوات في حالة حرب فيجب علينا دعمها".
في عام 1996، قدم نيوت غينغريتش تشريعا يرفع الحد الأدنى للأجور إلى مجلس النواب، وهو إجراء شعبي عارضه المحافظون ومع ذلك كانوا يعلمون أنه سيتم إقراره بمزيج من دعم الحزب الجمهوري الأكثر اعتدالا والديمقراطيين.
وتعتقد بيلوسي أن المرشح الأوفر حظا في الوقت الحالي النائب جيم جوردان (الجمهوري عن ولاية أوهايو)، يتمتع بالمصداقية اللازمة والقدرة على قول "لا"، لما يحظى به من الاحترام عبر الفصائل المختلفة داخل الحزب وما يمتلكه من قدر وافر من البراغماتية واحترام المؤسسة.
aXA6IDEzLjU5LjEyNy42MyA= جزيرة ام اند امز