مسؤولون أردنيون: تدشين "بينونة" باستثمارات إماراتية خطوة عملاقة لإنهاء استيراد الطاقة
قدم الأردن خطوة عملاقة على طريق إنهاء استيراد الطاقة عبر تدشين "بينونة" محطة الطاقة الشمسية الأكبر في البلاد، وفقا لمسؤولين أردنيين.
وأكد مسؤولون في قطاع الطاقة المتجددة بالأردن أن "بينونة" التي تم تدشينها بدعم إماراتي ستعمل على تعزيز جهود زيادة الاعتماد على الموارد المحلية للتغلب على تحدي استيراد الطاقة والوقود الذي يثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
ويأتي ذلك في تعقيب منهم على أهمية محطة "بينونة" للطاقة الشمسية والكهروضوئيَّة التي دشنت صباح السبت في منطقة الموقَّر شرقي العاصمة عمَّان، والتي تعد أكبر مشروع من نوعه في المملكة، بقدرة إنتاجية تبلغ الإنتاجية 200 ميغاواط.
مشروع رائد
وقال الدكتور دريد محاسنة رئيس مجلس إدارة جمعية "إدامة" للطاقة والبيئة والمياه (جمعية أعمال أردنية غير ربحية) إن المشروع رائد من نوعه يهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة بكلفة قليلة.
وأوضح، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن تدشين هذه المحطة يأتي في وقت أحوج ما يكون فيه الأردن للطاقة في وقت يعاني فيه من ارتفاع كلف استيراد الطاقة والنفط، وهي فرصة مواتية للعمل على استبدال محطات الوقود التقليدي في النظام الكهربائي بمصادر نظيفة، الأمر الذي يساعد أيضا على خفض نسب انبعاث الكربون.
وقال محاسنة إن هذه المحطة ليست أولى استثمارات دولة الإمارات في قطاع الطاقة من خلال شركة مصدر، بل سبقه محطة أخرى للرياح، عدا عن الاستثمارات الإماراتية المتعددة في قطاعات حيوية في الأردن، آملا أن تسهم اللقاءات المشتركة في تدشين مشاريع أخرى ودعم مشاريع حيوية في البلاد.
وتشكل نسبة مساهمة مصادر الطاقة المتجددة من إجمالي الكهرباء المنتجة في المملكة نحو 29% مقارنة مع 20.1% في نهاية العام الماضي وفقا لوزارة الطاقة والثروة المعدنية.
وتبلغ قدرة النظام الكهربائي الأردني حاليا نحو 4600 ميغاواط.
300 ميغاواط باستثمارات إماراتية
من جهته، قال مدير عام شركة قعوار للطاقة حنا زغلول إن الاستثمارات الإمارتية في مجال الطاقة بالأردن توفر ما لا يقل عن 300 ميغاواط بكلفة منخفضة، منها 200 ميغاواط تم تدشينها رسميا اليوم في محطة بينونة ما ينعكس على كلفة خليط التعرفة الكهربائية.
وأكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أهمية دعم دولة الإمارات في هذا المجال باعتبارها رائدة في المنطقة في تكنولوجيات الطاقة المتجددة والاستثمار فيها وتشجيع الدول الصديقة لها ودعمها على إنجاز مشاريع طاقة متجددة، كما أنها تحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA.
يذكر أن وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية أعلنت بداية العام الحالي أسسا جديدة للسماح بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة التي تفوق استطاعتها 1 ميغاواط بهدف جذب المزيد من الاستثمارات والتوسع في فرص العمل، وذلك ضمن مساعي التوسع في استغلال مصادر الطاقة المتجددة ورفع نسبة مساهمتها في توليد الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030.
تحفيز الطاقة المتجددة
وأكد تقرير دولي حديث أن الأردن كان من بين عدد من الدول التي اتخذت إجراءات من أجل تحفيز الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة.
وبين التقرير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا)، مؤخرا، أنه من بين الإجراءات التي قامت بها بعض هذه الدول، آلية معالجة مخاطر العملات الأجنبية وتسهيل الإقراض بالعملة المحلية للمشاريع التي يتم توجيه رؤوس أموال التنمية إليها من خلال وسطاء، بما في ذلك البنوك الوطنية أو المؤسسات المالية غير المصرفية.
وقال الدكتور أحمد حياصات المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية الأردنية (المشغل للنظام الكهربائي الأردني) لـ"العين الإخبارية" إن إنتاج المحطة يعزز من القدرة التوليدية للنظام الكهربائي الأردني، ويخفض كم كلفة إنتاج الكيلوواط ساعة، وهذا يكون له أثر في النهاية على أسعار المستهلكين.
وأكد الخبرة الكبيرة لدولة الإمارات في هذا المجال، حيث نجحت فعلا في تدشين وتشغيل العديد من المحطات التي تعمل بموارد الطاقة النظيفة.
ووفقا لما أعلنته الحكومة الأردنية، اليوم، فإن المحطة تعد أكبر مشروع من نوعه في المملكة، تدشِّنها شركة بينونة للطاقة الشمسية، المشروع المشترك ما بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، ومجموعة الاستثمار وإدارة الأصول الفنلندية "تاليري"، وتبلغ قدرتها الإنتاجية (200) ميغاوات.