"الإسراء والمعراج" بالروح أم بالجسد؟.. علماء يجيبون على السؤال المحير (خاص)
يحتفل المسلمون كل عام في ليلة 27 رجب بذكرى رحلة الإسراء والمعراج، التي وصفها البعض بالمعجزة وآخرون بأنها فوق المعجزة، لأنها من الأحداث الفريدة في السيرة النبوية، بل وتاريخ الأمم السابقة واللاحقة.
رحلة الإسراء والمعراج تعد حدثا بكليته وتفاصيله غير مسبوق، ولم يسمع بني الإنسان عن رحلة بها كل هذه الآيات مع أي من الأنبياء السابقين، ولذلك اختلفت الآراء فيها وتنوعت المواقف.
"العين الإخبارية" تواصلت مع عدد من علماء ورجال الدين، وطرحت عليهم السؤال الأكثر طرحًا حول هذه الرحلة، وهو "هل كانت الرحلة بالروح أم بالروح والجسد معا؟".
انقسام حول الرحلة
قال الدكتور عبدالحليم العزمي، الأمين العام للاتحاد العالمي للطرق الصوفية، إن من عظمة رحلة الإسراء والمعراج انقسام الناس فيها إلى عدة أقسام.
وأوضح العزمي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن فريقا أثبت أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالجسد والروح يقظة لا مناما، وفريق آخر قال إن الإسراء كان كان بالجسم والروح، والمعراج كان بالروح فقط، بينما رأي فريق ثالث أن الرحلة كلها كانت بالروح فقط، وفريق أخير أشار إلى أنها كانت رؤية منامية.
وأكد العزمي أن رحلة الإسراء والمعراج بالجسد والروح معا، بدليل استفتاح سيدنا جبريل أبواب كل سماء، والأرواح مفتحة لهم الأبواب، وهذا واضح عند نوم النائم، حيث تسري روحه في عوالم الملك والملكوت، وعندما سأل أهل السموات جبريل: ومن معك؟ قال: معي محمد، وكلمة محمد تعنى الجسد والروح.
وتابع العزمي: "الروح لا بَصَرَ لها إذ إنها مبصرةٌ بذاتها وهى البصيرة، ولا فُؤَادَ لها كذلك، والله سبحانه وتعالى يقول (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) و(مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى)".
وأشار إلى أن ربط البراق بصخرة بيت المقدس، يؤكد أنه كانت رحلة بالأجساد، وكذلك عندما ظمئ النبي شرب اللبن، والأرواح لا تجوع ولا تظمأ، وكذلك تحية الأنبياء له بالأخ الصالح والرسول الصالح والابن الصالح والنبي الصالح، والنبوة المطلقة لا يوصف بها إلا الإنسان الكامل.
واختتم العزمي تصريحاته قائلا: "العقل لا يستطيع أن يدرك الكثير مما يحيط به من الحقائق الكونية، ولا يدرك ما هي حقيقته، وأين موضعه من الجسم، فإذا كان عجز عن معرفة نفسه، فكيف يحكم على فعل خالقه سبحانه، فالإسراء والمعراج فعل الله، والفعل على قدر الفاعل".
المعارضة دليل حدوثها بالجسد
قال الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إن رحلة الإسراء والمعراج بالروح والجسد معا، مستشهدا بقوله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا".
وأضاف سليمان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المقصود بعبده الرسول محمد (ص)، ومقام "العبودية" يقصد به الجسد والروح معا.
ولفت سليمان إلى أن معارضة المشاركين للرحلة وعدم تصديقهم لها دليل حدوثها بالجسد ولو كانت بالروح فقط لما عارضوها، لأن الإنسان لا يؤاخذ أو يراجع في الحلم، وهذا من أكبر الأدلة على أنها بالجسد والروح معا.
ركوب البراق يؤكد حدوثها بالجسد
أكد الدكتور مصطفى سعفان، من علماء وزارة الأوقاف المصرية، أن رحلة الإسراء والمعراج بالروح والجسد، لأن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الإسراء "بِعَبْدِهِ"، وكلمة العبد تعني الروح والجسد.
وأضاف سعفان، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن النبي (ص) ركب البراق، ولو كانت الرحلة بروحه ما احتاج للدابة، لأن الدابة لا تركبها الأرواح، وإنما تركبها الأجساد.
واستشهد سعفان بقوله تعالى: "فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى"، للتدليل على أن المعراج أيضا كان بالروح والجسد، مضيفا أن من حكم على الإسراء والمعراج بالعقل ضلَّ، لأن العقل البشري لا يستوعب الحدث، خصوصا أن الله عز وجل هو الذي تصرف فيه بطلاقة القدرة الإلهية.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز