رحلة القديس جورج بأديس أبابا.. من متحف مقتنيات إلى معرض دائم لـ43 فنانا
تعود قصة متحف "القديس جورج" إلى الإثيوبية سابا إليني، كهاوية للفن التشكيلي ومحبة للتراث والتحف التقليدية، وهو ما دفعها إلى تأسيس معرض فني باسم "القديس جورج"، وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قبل 3 عقود.
وبعد أن كان معرض "القديس جورج"، عبارة عن متحف للمقتنيات التقليدية وموقع لحفظ الثقافة والتراث المادي لقوميات وشعوب إثيوبيا، أصبح معرضا دائما لعشرات اللوحات الفنية لنحو 43 فنانا تشكيليا بإثيوبيا.
ويعرض الفنانون أعمالهم تعزيزا لدور المعرض وأعماله التي ظل يقدمها للإثيوبيين من التراث الثقافي المتنوع لـ 83 قومية إثيوبية بمختلف عاداتها وثقافاتها المتباينة.
ويعد استعراض 43 فنانا تشكيليا إثيوبيا لأعمالهم الفنية بشكل دائم في معرض "القديس جورج" وسط مدينة أديس أبابا نقلة نوعية، وتأكيدا لدور المعرض الذي ظل يقدم صورة مضيئة لمقتنيات الشعوب والقوميات الإثيوبية.
وتحدثت سلاماويت إليني، شقيقة مؤسسة معرض "القديس جورج"، بشيء من الاعتزاز الممزوج بالانتصار لما حققته فكرة وحكاية معرضها شقيقتها من متحف للمقتنيات التقليدية والتراث الثقافي إلى معرض دائم يرتاده العشرات يوميا بفضل التنوع الذي أصبح يلازمه.
وقالت سلاماويت، لـ"العين الإخبارية"، إن المعرض الذي كان عبارة عن متحف للمقتنيات أسسته شقيقتي سابا مطلع تسعينيات القرن الماضي، أصبح اليوم معرضا دائما يحتوي عددا من الأعمال الفنية بأشكالها المتنوعة، ويمكن القول إنه جمع كل المعارض الفنية الإثيوبية في بوتقة واحدة عبر ستة أقسام".
وأشارت إلى أن المعرض وجد اهتماما وتم تسجيله بمكتب الثقافة والسياحة في إدارة مدينة أديس أبابا التي تتمتع بحكم ذاتي.
وقالت سلاماويت، خلال مقابلة أجرتها معها "العين الإخبارية"، إن إدارة العاصمة أقدمت على هذه الخطوة نظرا لأهمية الأعمال التي قدمها معرض القديس جورج للإثيوبيين ودوره الكبير في عكس التراث الثقافي الجميل للكثير من ثقافة وتراث الشعوب الإثيوبية بمختلف تبايناتها.
وعبرت سلاماويت، عن سعادتها لتزايد زوار المعرض مؤخرا، وقالت: "يشهد المعرض تزايدا في زواره في الوقت الحالي بعد التعافي من انتشار فيروس كورونا الفترة الماضية"، مضيفة: "في الوقت الراهن بدأ الزوار يرتادون هذا المعرض الذي يجمع أعمالا لـ43 فنانا تشكيليا يرسمون على لوحات وأثاث وفخار ومنسوجات ومشغولات يدوية وغيرها".
والمعرض، الذي يوجد وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بالقرب من أكبر وأفخم فنادق العاصمة، من المقرر أن يكون متحفًا في المستقبل، وفق إفادة سلاماويت.
وتعود نشأت فكرة معرض "القديس جورج"، الذي تم تأسيسه داخل منزل قديم يعود لثلاثينيات القرن الماضي، إلى الهاوية الإثيوبية سابا أليني، شقيقة سلاماويت، التي يعود الفضل إليها في تعزيز وتطوير فكرة المعرض حتى وصل اليوم إلى معرض دائم لعشرات الفنانين الإثيوبيين.
فيما تعود قصة مؤسسة المعرض سابا إليني، مع بداية عملها في مجال صناعة الأثاث المنزلي والتصميم الداخلي بأديس أبابا خلال ثمانينيات القرن العشرين، في وقت كان من النادر أن تجد امرأة تعمل في هذه الصناعة، تبع ذلك تعلمها فنون النجارة وتصميم الديكور؛ لتصبح رائدة في هذا المجال.
ولفتت سلاماويت، إلى أن شقيقتها سابا أسست المعرض عام 1991، ليصبح أول معرض لفن التصميم الداخلي والديكور في إثيوبيا، ومع مرور الوقت صار واحدا من أهم الأماكن السياحية في أديس أبابا.
وأوضحت إليني، أن المعرض ساعد على الترويج لأعمال الفنانين الإثيوبيين والثقافة المحلية، وتعريف السياح بالأثاث الإفريقي المعاصر، مشيرة إلى أن التصاميم التي يذخر بها المعرض جميعها مصنوعة يدويًا داخل مبنى "القديس جورج"، وتعكس الثقافة والإرث الإثيوبي الأصيل.
ومن بين التحف المتوفرة في المعرض الكراسي الكبيرة التي يزيد قطرها على 3 أقدام، منحوتة من قطعة خشبية واحدة، والكراسي الجلدية والأرائك، وطاولات القهوة، ومساند الرأس، والطبول، والسلال، والأطباق والمجوهرات الإثيوبية، مثل القلادات والأساور الفضية.
وتقديراً لمساهمة أليني في الحفاظ على الثقافة والتراث الإثيوبي، حصلت على الميدالية الذهبية من المنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 2005، كما نالت جائزة أفضل معرض لفن التصميم الداخلي والديكور في أديس أبابا عام 2018.