جويس مسويا.. مسؤولة أممية في مهمة إعادة الضوء لليمن
بعد 6 أشهر على زيارة النجمة الأمريكية أنجلينا جولي لليمن، دفعت الأمم المتحدة بعالمة الأحياء التنزانية جويس مسويا في مهمة إعادة الأضواء.
ولا تختلف مهمة "مسويا" التي وصلت قبل يومين إلى اليمن وسط أضواء خافتة عن مهمة "جولي"، والتي رغم عدم نجاح زيارتها في حشد التبرعات إلا أنها لفتت أضواء العالم لدعم تثبيت اتفاق الهدنة في 2 أبريل/نيسان الماضي.
وتأمل الأمم المتحدة أن تعيد "مسويا" الزخم الدولي لدعم تمديد هدنة اليمن التي انهارت في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى جانب المهمة الإنسانية والمتمثلة بجذب أنظار العالم إلى المعاناة الإنسانية في البلاد المنسية من أجل حشد مزيد التبرعات للبرامج الأممية المتعثرة.
وصارت جويس مسويا، الشهيرة بعالمة علم الأحياء الدقيقة، تعمل منذ عام 2021 أمينا عاما مساعدا للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقبل ذلك شغلت منصب نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة برتبة أمين عام مساعد منذ عام 2018 وحتى العام الماضي، لتلقى زيارتها إلى البلد الغارق في الحرب كسوريا وليبيا الكثير من الأضواء.
ما برنامج زيارتها في اليمن؟
بحسب بيان للأمم المتحدة حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن برنامج المسؤولة الأممية البارزة يتضمن زيارة 4 محافظات خلال أسبوع واحد، ابتداء من العاصمة المؤقتة عدن والحديدة مرورا بمأرب ثم صنعاء.
كما ستلتقي عددا من المتضررين والمسؤولين في الحكومة اليمنية وقيادات حوثية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية لمناقشة التحديات الملحة والحلول الإنسانية.
ويأتي تركيز برنامج مسويا على مأرب والحديدة بجانب عدن وصنعاء، باعتبارهما أكبر مواطن النزوح في اليمن، حيث تأوي مأرب أكثر من مليوني نازح وكبرى مخيمات النازحين.
فيما الحديدة تشكل جوهر اتفاق سلام أممي إلى جانب جهود أممية تسعى لنقل مخيمات للنازحين ينظر إليها الحوثيون كعقبة ويهددون بقصفها في المناطق المحررة، وفقا لمصادر يمنية لـ"العين الإخبارية".
وكانت جويس مسويا عقدت لدى وصولها عدن لقاءً موسعاً مع فريق تنسيق العمل الإنساني بالعاصمة المؤقتة لمناقشة الاحتياجات الإنسانية في اليمن والأولويات والتحديات.
وقالت إن "اليمن لا يزال يمثل أولوية قصوى بالنسبة للأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومجتمع العمل الإنساني بشكل عام".
وأضافت أن الحرب الحوثية "لأكثر من سبع سنوات أدت إلى حدوث مستويات عالية جدا من الاحتياجات الإنسانية، وانهيار الاقتصاد اليمني، وتدمير العديد من البنى التحتية للبلد".
وبحسب بيان عن مكتب الشؤون الإنسانية في اليمن فإن زيارة المسؤولة الأممية التي تستمر حتى 15 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تستهدف تأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه اليمن، والاطلاع على الاحتياجات الإنسانية وعقد مقابلات مع شركاء الإغاثة ومسؤولين في عدن وقيادات حوثية بصنعاء.
هل تنجح مهمة جويس مسويا؟
لا يبدو طريق مسويا سالكا كالنجمة الأمريكية أنجلينا جولي التي زارت اليمن في مارس/آذار الماضي في وقت كانت الجهود الأممية حققت اختراقا في اتفاق الهدنة، إلى جانب المؤتمر السنوي لحشد التبرعات للبلاد.
ووفقا لمراقبين، فإن جويس مسويا ستجري زيارات مكوكية في توقيت يضع الجميع أصابعهم على الزناد وينتظرون ساعة الصفر لا سيما مليشيات الحوثي، والتي تعمدت إفشال الهدنة الإنسانية لتسعير الحرب.
وقالت جويس مسويا على حسابها في "تويتر" إن ملايين الرجال والنساء والأطفال في اليمن يحتاجون إلى المساعدة في تلبية الضروريات الأساسية للحياة.
وحذرت من خطورة تجاهل الأزمة الإنسانية الحادة في اليمن، وقالت "بينما تتجه أنظار العالم إلى صراعات أخرى، لا يمكننا ترك اليمن يتحول إلى أزمة منسية أخرى"، إشارة إلى تداعيات الحرب الأوكرانية على اليمن.
وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة أرباع السكان في اليمن، أي أكثر من 23 مليون شخص، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والحماية، ويمثل هذا العدد زيادة على المستويات التي كانت مرتفعة في عام 2021.
كما ويهدد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بدفع الناس إلى المزيد من المعاناة، طبقا لذات المصدر.