500 مليون دولار.. هل يساعد الدعم الأمريكي تحول مصر للأخضر؟
خطوة أمريكية لمساعدة مصر لتمويل التحول إلى الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية.
وكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، خلال كلمته بمؤتمر المناخ Cop27 عن حزمة بـ500 مليون دولار لمساعدة مصر في التحول إلى الطاقة النظيفة ومساعدتها في تعزيز قدراتها لمواجهة التغيرات المناخية.
سياسيون مصريون وأساتذة اقتصاد يرون أن المبلغ ضعيف، إذ يأتي ذلك بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية التي يعيشها العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها جائحة كورونا.
وأضافوا خلال حديثهم لــ"العين الإخبارية" أن المبلغ سوف يساعد مصر بشكل كبير نحو طاقة مستدامة نظيفة خاصة لما تعانيه بسبب التغيرات المناخية هي ودول القارة الأفريقية.
أفريقيا الأكثر تضرراُ
رئيس قسم السياسة والاقتصاد بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، الدكتورة سالي محمد فريد، تقول إن هذه الصفقة ستسمح لمصر بالحصول على 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول 2030، وتحسين 5 جيجاوات من الطاقة المولدة بالغاز، بما يخفض الانبعاثات في نطاق 10%.
وأضافت في حديثها لــ"العين الإخبارية" أن دول قارة أفريقيا هي الأكثر تأثرا بالجفاف نتيجة التغيرات المناخية، وهذه الحزمة ستمكن مصر من تعزيز قدراتها لمواجهة التغيرات المناخية، واستكمال مسيرتها في هذا المبتغى بتحقيق النمو الاقتصادي المستدام منخفض الانبعاثات في مختلف القطاعات، بجانب بناء المرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتخفيف آثارها السلبية، وتحسين البنية التحتية لتمويل المناخ.
وأكملت أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، تتكون من 5 أهداف رئيسية تنبثق منها أهداف فرعية، والهدف الرئيسي الأول تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، والثاني بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ، والثالث تحسين حوكمة وإدارة العمل في مجال تغير المناخ.
دعم الاستراتيجية
وأشارت إلى أن برامج التخفيف التي تتضمنها الاستراتيجية الوطنية المصرية في القطاعات كافة تتكلف 211 مليار دولار، بينما يتراوح إجمالي تكلفة برامج التكيف 113 مليار دولار، وفق وزيرة البيئة.
وأوضحت أن تلك الحزمة تأتي مع خطة "صندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية" من خلال الاستثمار في المشروعات الخضراء،
فضلًا عن انضمام الصندوق لمبادرة "كوكب واحد" برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تضم عددًا من الصناديق السيادية بهدف دعم تنفيذ اتفاق باريس.
أستاذ الاقتصاد ورئيس قسم السياسة والاقتصاد كلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة، لفتت إلى أن المعالجة الفعالة لآثار تغير المناخ يساهم في تحسين نوعية الحياة للمواطن المصري، وتحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي المستدام، والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، وتعزيز ريادة مصر على المستوى الدولي في مجال تغير المناخ.
مبلغ قليل
واتفق معها مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير صلاح حليمة، الذي أكد أن 500 مليون دولار خطوة جيدة وبنّاءة لمساعدة مصر نحو الطاقة النظيفة.
ويضيف حليمة في حديثه لــ "العين الإخبارية" أن ذلك يأتي في إطار تمويلي فعال لمشروعات الطاقة النظيفة بمصر، كما يدعم جهود الحكومة المصرية في مواجهة التغيرات المناخية التي تمثل إشكاليات كبيرة للعالم أجمع خلال الفترة الأخيرة وأيضا مستمرة بالحاضر والمستقبل وأيضا.
ويتابع أنه رغم قيمة المبلغ ولكنها خطوة إيجابية نحو تواصل الدول الكبرى جهودها في توفير التمويلات اللازمة للدول النامية، خاصة الدول الأفريقية التي تأثرت بشكل سلبي كبير جراء ثورتهم الصناعية على مدار السنوات الماضية.
وأضاف أن قلة المبلغ جاءت بشكل عقلاني بعدما تسببت الأزمة الأوكرانية بالسلب على قدرات الدول الغنية في الإيفاء بما عليها من التزامات نحو التمويل، لافتا إلى أنها تسببت بتداعيات سلبية على المناخ خاصة على القارة الأفريقية والشرق الأوسط، مرتبطة بالطاقة والأمن الغذائي.
ويوضح: لذلك دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ أيام بإطلاق مبادرة من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية خلال مؤتمر المناخ.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMTE0IA== جزيرة ام اند امز