الصين في السياسة الأمريكية.. تقرير: تحدٍّ استراتيجي وليست عدوا
تعتبر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في استراتيجيتها للأمن القومي، أن الصين تمثل "التحدي الاستراتيجي الأكبر لأمريكا".
يأتي هذا التصنيف الأمريكي رغم أن الصين لم تدخل حتى الآن في أي مواجهة مسلحة ضد أمريكا بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقال مايكل أو هالنون، زميل معهد بروكينجز، في مقال نشره موقع ذا هيل، إنه لدى وزارة الدفاع (البنتاجون) سبب وجيه للقول بإنه في "تحدي سرعة" في تنافسه مع الصين.
ويكفي النظر إلى أن الميزانية العسكرية للصين، والتي تتراوح بين 250 مليار دولار و350 مليار دولار، هي ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم، فضلا عن جهود البحث والتطوير ذات الصلة بالأمن القومي والتي تحظى بثاني أكبر ميزانية أيضا على الصعيد العالمي.
هذا كله إلى جانب أن القاعدة التصنيعية للصين هي الأكبر بالطبع على كوكب الأرض، بحسب هالتون.
وقال الكاتب إنه رغم ذلك، فإن الصين قد تكون الآن التحدي الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة، لكنها "ليست العدو رقم 1".
وحدد الكاتب أوجه المخاوف الأمريكية تجاه بكين، وكيف أنه مع الوقت وصلت الصين لهذا المستوى من التنافس مع واشنطن.
الإنفاق العسكري الصيني
تضاعفت ميزانية جيش التحرير الشعبي الصيني بشكل كبير خلال العقد الماضي، وتمثل حوالي 1.5 في المائة إلى 1.75 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لمجتمع الاستخبارات الأمريكي والمراقبين المستقلين مثل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن،
ولا شك أنه لدى الصين الكثير من الأموال لاستثمارها في قواتها المسلحة، وتستثمر بكين بالفعل الكثير منها بشكل جيد، وهو أحد أوجه المخاوف الأمريكية.
فمثلا من بين النتائج المرصودة حتى الآن في مسار تطوير الجيش الصيني، أعداد ضخمة من الصواريخ الدقيقة، والغواصات الأكثر هدوءًا، والطائرات شبه الشبحية (ذات القدرة على التخفي)، والكثير من الأقمار الصناعية، وحاملتي طائرات.
كما يعد أسطول الصين البحري الذي يتم الترويج له كثيرًا الآن، واحدا من الأكبر في العالم من حيث عدد السفن، ولكنه في الواقع لا يزال نصف حجم البحرية الأمريكية.
واعتبر الكاتب أنه رغم كل ذلك، فإن النقطة العامة هنا هي أن الصين تبني قوتها العسكرية بثبات وبشكل مثير للإعجاب، لكن ليس في إطار سباق تسلح بمعناه الكلاسيكي.
استخدام القوة الصينية
التقرير قال إن الصين تتحرك كثيرًا حول حدودها، وهي تحلق بالطائرات والسفن الشراعية بالقرب من المياه الإقليمية لجزر سينكاكو قرب اليابان وكذلك تايوان ومواقع مختلفة في بحر الصين الجنوبي أو في المياه الإقليمية.
لكن الصين لم تخض حربا منذ عام 1979 ونادرا ما تستخدم القوة المميتة على نطاق أصغر، لذلك فإن جيش التحرير الشعبي بالتأكيد ربما يستحق جائزة نوبل للسلام.
ووفقًا لمعايير القوى الصاعدة، فيبدو أن الصين تقدر العواقب الهائلة للعدوان العسكري ولا يبدو أنها تميل إلى شن الحرب بسهولة.
دعم الصين لروسيا
الكاتب قال إن بكين، رغم علاقاتها القوية مع موسكو، فرضت قيودًا صارمة على مساعدتها الفعلية المقدمة لروسيا، معتبرا أن المخاوف الأمريكية من وجود محور روسي - صيني، يجب أن يتم وضعها في الإطار المناسب.
وتابع أن علاقة الصين وروسيا لا ترقى إلى مستوى تحالف عسكري أو حتى شراكة استراتيجية وثيقة في الوقت الحاضر.
وأكد الكاتب أن واشنطن والغرب يحتاجون أيضًا إلى تجنب دفع الصين أكثر نحو روسيا أو معاملتها كخصم بطريقة تساهم في تحقق النبوءة نفسها.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز