بايدن وشي.. بكين تترك الأمريكيين "يتصببون عرقا" من أجل لقاء بالي
ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن مسؤولي الصين يماطلون الجهود الأمريكية لتأكيد الاجتماع المباشر المخطط له بين قائدي البلدين.
ويتم التخطيط منذ فترة طويلة لعقد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بالي الشهر المقبل.
ونقلت المجلة الأمريكية عن مسؤول مطلع على الخطط، قوله إن بكين لم تنخرط مع المسؤولين الأمريكيين الذين يحاولون صياغة أجندة للاجتماع، وهي خطوة قد تمنع حدوث ذلك على الإطلاق.
وينظر إلى الاجتماع الذي طال انتظاره على أنه فرصة لبايدن وشي في الاستفادة من العلاقة الشخصية التي تشكلت خلال الفترة التي أمضاها بايدن بمنصب نائب الرئيس، لتفريغ بعض الضغائن من العلاقات الأمريكية الصينية التي انحدرت إلى خصومة ثنائية مريرة بسبب قضايا من بينها تايوان والتجارة.
لكن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة بشأن نفس القضايا، من تعهد بايدن الأخير بالدفاع العسكري عن تايوان حال غزتها الصين، إلى قيود الصادرات على أشباه الموصلات التي تحتاجها أنظمة الأسلحة من الجيل الثاني، تغضب الصين إلى درجة كبيرة.
وقال مصدر مطلع، طلب عدم ذكر اسمه: "عادة، عندما يكون هناك اجتماع رئاسي تبدأ الأعمال والمناقشات على جدول الأعمال قبله بفترة، لكن يقول الدبلوماسيون الصينيون: أنتم يا رجال توجهون لنا ضربات عنيفة كل يوم، إذا كانت هذه هي الأوضاع، كيف نتوقع نتيجة إيجابية من اجتماع شي وبايدن؟"
وأضاف المصدر: "إذا لم يحصلوا على نتيجة إيجابية، وجهة نظرهم هي: هل يجب عقد اجتماع؟".
ولم ترد السفارة الصينية على طلب الصحيفة، التعليق. وأنكر البيت الأبيض أي مشاكل في التفاوض على الاجتماع المخطط له بين بايدن وشي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، خلال رسالة بريد إلكتروني: "هذه القصة خاطئة 100%. قولنا بالفعل إن الرئيسين كلفا فرقهما بالبحث في الاجتماع. ولن أسهب أكثر فيما يتعلق بالتوقيت والمكان حاليا".
وبدأت التحضيرات للاجتماع المحتمل بين بايدن وشي قبل شهور. وأعلن البيت الأبيض في يوليو/تموز بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين أن كلا الجانبين اتفقا على "قيمة الاجتماع وجها لوجه"، وسيحددان "وقتا يتفق عليه الطرفان للقيام بذلك".
وأرسلت وزارة الخارجية الصينية وفدا إلى إندونيسيا في أغسطس/آب للتحضير للاجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي.
لكن مع تبقي شهر واحد حتى افتتاح اجتماع مجموعة العشرين في بالي، أصبحت هناك حالة عدم يقين بشأن ما إذا كان بايدن سيحصل على الاجتماع المباشر مع شي.
وقال دبلوماسي في واشنطن، مطلع على الخطط للقاء: "لم يتأكد بعد."
ويعتبر الاجتماع أساسيا لجهود إدارة بايدن – كما حددتها في استراتيجية الأمن القومي – لإيجاد سبل للتعاون مع الصين في مجالات مثل تغير المناخ في نفس الوقت الذي يضغط فيه على البلد بقيود الصادرات وحشد الحلفاء للتصدي للتحركات العدائية الصينية المتزايدة بالمحيطين الهادئ والهندي.
ورأى الباحث بشؤون الصين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كريج سينجلتون، أن تأخيرات بكين قد تكون مجرد وسيلة لإزعاج الإدارة قبل إضفاء الطابع الرسمي على الاجتماع.
وأضاف: "بالوقت الراهن، تبدو إدارة بايدن أكثر حرصا على هذا الاجتماع من بكين، لذلك ليس لدى الصين حافز كبير للموافقة على الاجتماع بشروط واشنطن أو جدولها الزمني. والأفضل بدلا من ذلك جعل البيت الأبيض يتصبب عرقا، حتى ولو لبضعة أسابيع أخرى فقط."
وربما يعكس تردد الحكومة الصينية أيضًا في إنهاء أجندة الاجتماع رغبة بكين في تأجيل تأكيد التواصل الدبلوماسي الهام حتى مشاورة المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، الذي سيبدأ الأحد.