مؤتمر الحزب الحاكم والسياسة الدولية.. الصين نحو "قوة عظمى مسؤولة"
توقع خبراء أن تعزز الصين خلال المؤتمر العام لحزبها الحاكم المقرر انطلاقه الأحد المقبل حضورها على الساحة الدولية كقوة عظمى مسؤولة.
بحسب صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، سيرسم المؤتمر الوطني العشرون المقبل للحزب الشيوعي مسار تنمية البلاد على مدار الأعوام الخمسة المقبلة وما بعدها، ويتوقع الخبراء الدوليون أن تلعب الصين دورًا أكبر في جهود الاستدامة والسلام العالميين.
ونقلت الصحيفة عن كيتي براسيرتسوك أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تاماسات التايلاندية، قوله: "سيكون الموضوع الرئيسي للسياسة الدولية... قوة عظمى مسؤولة".
وإلى جانب تناول قضايا داخلية مثل جائحة كوفيد-19 والتنمية الريفية، أضاف كيتي أنه يتوقع أن تحاول الصين تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية مع تعزيزها التعاون الدولي في مجالات مثل مبادرة الحزام والطريق والبيئة.
مسار
وسيراجع المؤتمر عمل الحزب على مدار الأعوام الخمسة الماضية، وسيرسم مسارا للأعوام لخمسة المقبلة وما بعدها، بينما يدرس بدقة الوضع المحلي والدولي الحالي. كما سينتخب لجنة مركزية جديدة بالحزب الشيوعي ولجنة مركزية جديدة لفحص الانضباط بالحزب.
ويتوقع كيتي أن يتناول المؤتمر عدة موضوعات رئيسية تتعلق بالسياسة الخارجية، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق، والوضع العالمي، والبيئة، والقوة الناعمة، قائلًا: "برت الصين كنصير للتجارة الحرة، وستود الصين حماية النظام العالمي للتجارة الحرة والعولمة."
وأشار إلى وجود تحديات بالنظر إلى محاولة الولايات المتحدة فصل سلسلة التوريد من خلال الحرب التجارية و"الحرب الباردة" التكنولوجية" ضد الصين.
ومن خلال مبادرات مثل الحزام والطريق، يجب أن تواصل الصين مشاركة المجتمع العالمي وتحقيق إنجازات اجتماعية واقتصادية، لا سيما في الدول النامية، بحسب بيتر تشانج، نائب مدير معهد الدراسات الصينية بجامعة مالايا في كوالالمبور.
وقال تشانج إنه يمكن للصين مشاركة ونشر خبرتها في التكنولوجيا الخضراء والصحة العامة لمساعدة العالم في الاستعداد والتجهيز بشكل أفضل للتغلب على تحديات مثل التدهور البيئي والجائحة.
وأضاف تشانج: "يشهد العالم عملية حيوية لإعادة توازن القوى العالمية، وتلعب الصين دورًا حيويا في استقرار هذا النقل للسلطة وتخفيف مخاطر إعادة التشكيل الجيوسياسي المشحون".
وفي حين تلعب مبادرة الحزام والطريق دورًا مهما في المجتمع الدولي، قال كي سيريفاث، المدير العام لمعهد الدراسات الصينية في الأكاديمية الملكية الكمبودية، إن الموضوع الرئيسي الذي يجب متابعته بالمؤتمر الوطني هو دبلوماسية الصين الاقتصادية، بالنظر إلى التوترات التي تحيط بمسألة تايوان والصراع الروسي الأوكراني، مشيرًا إلى أنه يجب على الصين المشاركة في إعادة تنظيم النظام العالمي المستمر.
وسيقدم المؤتمر فرصة للعالم لمعرفة المزيد عن نجاحات الصين – ليس فقط من الناحية الاقتصادية، لكن أيضًا فيما يتعلق، والديمقراطية، والرعاية الاجتماعية، بحسب شكيل أحمد راماي، الرئيس التنفيذي للمعهد الآسيوي لبحوث الحضارة الإيكولوجية وتنميتها في باكستان.
وأضاف أنه يمكن للصين أيضًا تحسين مشاركتها ومشاركة قيمها وأدواتها الثقافية من أجل نبذ المعلومات المضللة التي ينشرها الساسة الغربيون.
وفيما يتعلق بتعاون الصين مع الدول المجاورة، سلط سيريفاث الضوء على أهمية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة للروابط الاقتصادية مع أعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وقال تشانج من جامعة مالايا: "خلال العقد الماضي، ساعد التواصل الاقتصادي الصيني في تحويل اقتصادات العديد من البلدان في الجنوب العالمي"، مشيرًا إلى أنه يمكن للصين مواصلة لعب دور محوري في قيادة ودفع التطور الاقتصادي والاجتماعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لاسيما عبر الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ومبادرة الحزام والطريق.
وأشار إلى أنه من المهم للصين أن تظل ملتزمة بمبادئ تعددية الأطراف على الأحادية، والتعايش على المواجهة، والتعاون على تفكيك العولمة.
وقال كيتي من جامعة تاماسات إنه يعتقد أن الصين ستواصل تكثيف جهودها لحماية البيئة وأن تكون قوة كبرى مسؤولة.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg
جزيرة ام اند امز