حصن ضد الانقسام.. شي جين بينج يوحد الصين بتراث عمره 5 آلاف عام
تحت شعار "صين واحدة يجمعها تراث مشترك يعود إلى أكثر من 5000 عام"، ترتكز جهود الرئيس الرئيس شي جين بينج، لدمج المجموعات العرقية.
تلك الجهود يعتبرها الرئيس الصيني ركيزة أساسية في حكمه، باعتبارها حصنا ضد الانقسامات الداخلية وتهديدات الغرب، فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مسؤولي الحزب الشيوعي يعملون جاهدين لنشر أفكار شي جين بينغ في قرى التبت جنوب غرب الصين، حول الوحدة الوطنية.
• رئيسة تايوان: المواجهة مع الصين ليست "خيارا على الإطلاق"
ولتحقيق رؤى الزعيم الصيني، اجتمع آلاف المسؤولين في منطقة غانزي التبتية بمقاطعة سيتشوان مع عائلات لجمع المعلومات وتقديم الهدايا من الأرز وزيت الطهي وصور للرئيس شي، بهدف صياغة رسالته حول الهوية الصينية الشاملة، من شينجيانغ في الغرب إلى جزيرة تايوان المتنازع عليها في الشرق، بحسب "نيويورك تايمز".
ونقلت صحيفة محلية عن شين يانغ، سكرتير الحزب الشيوعي في غانزي، قوله لإحدى الأسر: "في المستقبل سأكون أيضًا فردًا من أفراد عائلتكم".
روابط ثقافية
تتخلص رؤية الرئيس الصيني، في أن جميع الصينيين، بغض النظر عن أعراقهم، تربطهم بروابط ثقافية تعود إلى ما قبل الأباطرة الأوائل. كما تهدف في الوقت ذاته إلى تحصين الصين ضد التأثيرات غير المرغوب فيها، خاصة من الغرب.
ولم تقتصر جهود الترويج لرؤية شي بين التبتيين والمنغوليين والمسلمين من عرقية الهوي، بل امتدت إلى هونج كونج وتايوان، حيث يؤكد الرئيس الصيني أن "الهوية الثقافية هي أعمق أنواع الهوية".
ووفقا لخطة الحكومة الخمسية لعلم الآثار، ضخت الحكومة تمويلات "هائلة" في البحوث التاريخية والأثرية التي تعكس الرواية الرسمية، بشأن تكون وتطور حضارة صينية متنوعة ومتحدة، بحسب "نيويورك تايمز"، التي قالت إن الهدف يكمن في إثارة شعور من بموروث الثقافة الصينية.
كما قام شي بتسريع حملة غرس اللغة والثقافة الصينية في الأقليات العرقية، والتي انتشرت على نطاق واسع في شينجيانج، والأقليات التبتية والمنغولية. وأصدرت وزارة التعليم الصينية العام الماضي أوامر بأن تكون المدرسة التمهيدية لجميع الأطفال من الأقليات العرقية بلغة الماندرين.
بناء الوحدة
وفيما تقلصت في عهد الرئيس شي، مساحة اللغات المحلية، كثفت المدارس من مطالبها بضرورة تعليم التلاميذ باللغة الصينية فقط.
وتقوم السلطات المحلية منذ عام 2016، بإرسال أعداد متزايدة من الأطفال التبتيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أو 5 سنوات، إلى المدارس الداخلية لتسريع انغماسهم في اللغة الصينية، في خطوة بدت آثارها واضحة عندما عاد الأطفال إلى منازلهم لقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
حملة شي تهدف –كذلك- إلى بناء الوحدة بين شعب الهان في الصين، الذين يشكلون 91% من سكانها، في خطوة يعتبرها المسؤولون أداة لتوجيه المشاعر العامة والحفاظ على جبهة موحدة في مواجهة العداء المتزايد، خاصة من واشنطن وحلفائها. كما تشكل القوة الدافعة وراء محاولة شي ضم تايوان إلى الصين.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز