معركة الكوبلت.. أمريكا تظهر في ملعب الصين وروسيا
يبرز عنصر الكوبلت، كأحد المواد المهمة التي ستشهد حالة من الصراع بين أقطاب الاقتصاد في العالم، نظرا لأهميته الصناعية الكبرى.
تكمن أهمية هذا المعدن في كونه يستخدم في صناعات الإلكترونيات، وبطاريات السيارات الكهربائية، وهو ما يعطيه مكانة كبرى في ظل السباق العالمي نحو خفض الانبعاثات الكربونية.
في المشهد العالمي، تبرز أكبر 10 دول منتجة للكوبلت، ليس من بينها واشنطن ولا بكين، لكن موسكو تأتي في المركز الثاني عالميا ضمن قائمة أكبر المنتجين، بنحو 6.1 ألف طن، ما يعادل 4% من الإنتاج العالمي في عام 2019.
بينما تستحوذ الصين على معظم الكوبلت القادم من الكونجو أكبر منتج للكوبلت في العالم، بإجمالي 100 ألف طن في 2019، أي نحو 70% من إجمالي الإنتاج العالمي.
الصين تسيطر
دور الصين لا يتوقف عند هذا الحد، فهي تسيطر أيضا على معظم عمليات تكرير الكوبلت على مستوى العالم.
في ظل السيطرة الصينية والروسية على سوق أحد أهم عناصر الصناعات المستقبلية، بدأت الولايات المتحدة تتحرك تدريجيا لتظهر في المشهد، بتشييد أول مصنع بالبلاد.
في ولاية أيداهو افتتح الجمعة، أول منجم للكوبلت في أمريكا منذ عقود وسط الطلب المتزايد على المعدن الفريد.
أمريكا في المشهد
ينظر في الولايات المتحدة إلى افتتاح منشأة Jervois Global في أيداهو، بالقرب من موقع منجم الكوبلت، على أنها خطوة مهمة نحو دعم الأمن المحلي والوطني في هذا المجال.
ويرى الكثير من الخبراء أن معدن الكوبلت، يمهد لبناء اقتصاد عالمي للطاقة النظيفة، وفي أمريكا يعد مشروع منجم أيداهو الواقع بالقرب من نهر السلمون، المفتاح لهذه الرؤية.
الولايات المتحدة وجدت في أستراليا الحليف القوي لدخول هذا السوق، حيث إن شركة Jervois Global، التي تسعى لإحياء المنجم الأمريكي القديم، هي شركة أسترالية.
تبلغ احتياطيات أستراليا من العنصر نحو 1.2 مليون طن، وهو ثاني احتياطي عالمي بعد الكونجو. في عام 2019، بلغ إنتاج أستراليا من المعدن الاستراتيجي نحو 5.1 ألف طن، أي نحو 3.6% من الإنتاج العالمي من الكوبلت.
قصة المنجم الأمريكي
المنجم الأمريكي، له قصة تعود إلى القرن الماضي، حيث تم إغلاقه في عام 1982 لأسباب متعلقة بالبيئة.
لكن الصورة تغيرت فيما يتعلق بالضمانات البيئية، وفقا لمسؤول بشركة Jervois Global، والذي أخبر موقع "npr"، أن الضمانات البيئية مطبقة لمنجم هذا الجيل، بما في ذلك 44 مليون دولار مخصصة للتنظيف، وفقا لما يقتضيه القانون الفيدرالي في حالة حدوث شيء غير متوقع.
يقع منجم جيرفوا الجديد تحت الأرض في الغالب وسيتم تغطيته بمجرد انتهاء العمليات، على عكس الحفرة المفتوحة الكبيرة للمنجم القديم.
منجم أيداهو هو منجم الكوبلت الوحيد في الولايات المتحدة، لذلك هو يعتبر أحد الأصول المهمة من الناحية الاستراتيجية للبلاد.
نقطة صغيرة
وفيما يتعلق بلغة الأرقام، تبلغ تكلفة المشروع، نحو 100 مليون دولار أمريكي، والذي سيصل عند الإنتاج الكامل إلى نقطة صغيرة في السوق العالمي.
عند تشغيل المنجم بالكامل، سيوفر فقط 10% من الاحتياجات المحلية للولايات المتحدة، وهي كمية تكفي لمئات الآلاف من السيارات الكهربائية.
قد يرى البعض أن إنتاج المنجم قليل جدا، مقارنة بالأوضاع في روسيا والصين، إلا أن الأهمية تكمن في أن واشنطن وضعت قدما في السوق، ويمكنها أن تضع بصماتها على المستوى العالمي.
المستقبل هو كهربة شبكات الطاقة العالمية، ويلعب الكوبلت دورا رئيسيا في ذلك، وهو ما سيفتح الباب ويثير أيضا شهية الشركات الأمريكية لتأمين مصادر موثوقة للطاقة من الكوبلت من خلال الدول الحليفة.