"احتواء الصين" و"تقييد روسيا" .. واشنطن تكشف استراتيجية أمنها القومي
أعلن البيت الأبيض اليوم الأربعاء استراتيجيته للأمن القومي، التي تأخر خروجها للنور بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتسعى الاستراتيجية الجديدة إلى "احتواء صعود الصين"، بينما تعيد التأكيد على أهمية العمل مع الحلفاء للتصدي للتحديات التي تواجه الدول الديمقراطية، فيما ستعمل على "كبح جماح روسيا الخطرة".
وخلت الوثيقة، الصادرة في 48 صفحة، من أي تحولات كبرى في العقيدة السياسية أو أي نظريات جديدة في سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن الخارجية.
واعتبرت الوثيقة أن واشنطن هي الركيزة الأساسية للتغلب على تهديدات عالمية مثل التغير المناخي وصعود أنظمة استبدادية.
وبحسب الوثيقة ذاتها فإن "عشرينيات القرن الحادي والعشرين ستكون عقدا حاسما لأمريكا والعالم من أجل الحد من الصراعات ومواجهة التهديد الرئيسي المشترك المتمثل في تغير المناخ".
واعتبر البيت الأبيض، أنه رغم العملية العسكرية في أوكرانيا المستمرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي، فإن الصين تمثل التحدي الأكثر أهمية للنظام العالمي، مؤكدا أن الولايات المتحدة لابد أن تفوز بسباق التسلح الاقتصادي مع القوى العظمى إن كانت تأمل في مواصلة ممارسة نفوذها على مستوى العالم.
وترى واشنطن الصين "المنافس الوحيد الذي لديه نية لإعادة تشكيل النظام الدولي و(تملك) بشكل متزايد القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتحقيق هذا الهدف".
وقالت الاستراتيجية "سنعطي الأولوية للحفاظ على أفضلية تنافسية دائمة على جمهورية الصين الشعبية مع تقييد روسيا التي لا تزال شديدة الخطورة".
واعتبرت واشنطن أن روسيا "تشكل تهديدا مباشرا للنظام الدولي الحر والمفتوح، وتنتهك اليوم بشكل متهور القوانين الأساسية للنظام الدولي، كما أظهرت حربها ضد أوكرانيا".
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في أثناء استعراضه للاستراتيجية الجديدة اليوم الأربعاء إن "جمهورية الصين الشعبية عاقدة العزم وقادرة، بشكل متزايد، على إعادة تشكيل النظام العالمي لصالح نظام من شأنه أن يميل الساحة العالمية لما فيه صالحه، حتى وإن بقيت الولايات المتحدة ملتزمة بإدارة المنافسة بين دولتينا بشكل مسؤول".
واعتبر أن واشنطن عليها أن تدير العلاقة مع الصين، بينما تتعامل مع مجموعة من التحديات الانتقالية التي تؤثر على الناس في كل مكان، ومن ضمنها التغير المناخي وانعدام الأمن الغذائي والأمراض المعدية والإرهاب ونقل الطاقة والتضخم.
وبقيت بعض المناقشات المتعلقة بالسياسة الخارجية الرئيسية دون حل، بما في ذلك الرسوم الجمركية على السلع الصينية التي وضعها الرئيس السابق دونالد ترامب والتي تكلف المستوردين الأمريكيين مليارات الدولارات.
وكان يفترض أن ترسل الحكومة الاستراتيجية للكونجرس في نفس وقت تسليم ميزانيتها المقترحة، في 28 مارس/آذار الماضي.
مستشار الأمن القومي الأمريكي قال إن "أزمة أوكرانيا أرجأت الأمر لكنها لم "تغير بشكل جذري" نهج بايدن بشأن السياسة الخارجية، ولكنها كانت بمثابة مثال واقعي في العمل السياسي".
وأضاف سوليفان "أعتقد أن الأزمة تضرب مثالا حيا على العناصر الرئيسية لنهجنا، أهمية الحلفاء، أهمية التعاضد مع العالم الديمقراطي، والدفاع عن الديمقراطيات الأخرى والقيم الديمقراطية".
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز