"الجياشة".. وسم "الحب" بين شعب السودان وقواته المسلحة
اعتصام السودانيين أما مقر قيادة الجيش أظهر الحب المتبادل بين الشعب السوداني وقواته المسلحة بعد أن اختفت هذه المشاعر على مدى 3 عقود
"الجياشة" مصطلح سوداني عامي، ألفته الساحة ككنية للجيش ووسم "للحب" المتبادل بين شعب السودان وقواته المسلحة، والذي يستند إلى تاريخ ضارب في القدم، حيث تغنى به السودانيون وكثيراً من رموز الفن بالبلاد.
- مخطط قطري "خبيث" لإجهاض إرادة الشعب السوداني
- المجلس العسكري السوداني: نعمل على تشكيل حكومة مدنية بأسرع وقت
وبعد أن ظلت هذه المشاعر خافتة لنحو 3 عقود عادت "الجياشة" للواجهة مع تنفيذ آلاف السودانيين اعتصاما مفتوحا أمام القيادة العامة للقوات المسلحة 6 أبريل/نيسان الجاري.
ومنذ ذلك التاريخ، عكست أيام الاعتصام المستمر حتى الآن قصة تلاحم فريدة بين الشعب السوداني وجيشه تستلهم ذكريات الماضي الجميل.
وشكل أفراد القوات المسلحة أيقونة للاعتصام، حيث لم يكتفوا بتوفير الحماية للمعتصمين من المليشيات الأخرى فحسب، وإنما عمدوا النزول وسط المحتجين وقضاء ليالٍ من الطرب والإنشاد الوطني برفقتهم في مشاهد جسدت معنى الولاء الصادق بين شعب السودان وجيشه لبعضهما بعضا.
ويقول رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" المحلية مصطفى أبوالعزائم إن "المحبة بين الشعب السوداني والجيش لها تاريخ ضارب في القدم، وفشلت محاولات شرخها من قبل الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد منذ الاستقلال العسكري والمدنية، حيث دائما ما تنحاز إلى المواطن في كافة خلافاته مع السلطة".
وأضاف، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن حب السودانيين لقواتهم المسلحة وثقها العديد من رموز الفن والشعراء، فضلا عن التراث الشعبي وما يعرف بـ"أغاني البنات"، حيث تغنين قديماً برائعة إيقاع "الدلوكة" وهي (آلة طبل بدائية)، التي يقول مطلعها "الجياشة والجيش نقلوه فتاشة"، وهي تجسد حسرة فتاة على نقل محبوبها الجياشي ضمن قوة إلى حامية "فتاشة" البعيدة.
ولم يقتصر مدح الجيش على أغاني "البنات" وإنما امتد ليسيطر "الجياشة" على مجمل ضروب الفن السوداني.
وتغنت الفنانة السودانية الراحلة عاشة الفلاتية للقوات المسلحة قوة دفاع السودان التي شاركت في الحرب العالمية الثانية، بـ"تجو عايدين وإن شاء الله منصورين" و"جيشنا جيش الهنا، وأحلام الفارس.. والله لي الليمون سقايتوا علي".
ويؤكد مصطفى أبوالعزائم أن مطلع النشيد الوطني السوداني القائل "نحن جند الله جند الوطن" الذي كتبه الشاعر أحمد محمد صالح ولحنه عوض أحمد مرجان، في الأساس معني به القوات المسلحة.
فيما ذكر الفريق المتقاعد بالقوات المسلحة السودانية خليل محمد الصادق أن علاقة الجيش بالشعب على مدى التاريخ كانت طيبة، والسبب في ذلك عدم توجيه الجيش سلاحه في مواجهة المواطنين وظل يحميهم وينحاز إلى خياراتهم.
وقال الصادق لـ"العين الإخبارية" إن لجوء الشعب السوداني لقيادة الجيش عندما ثار على نظام البشير يعتبر خير دليل على ثقة المواطنين في القوات المسلحة، والتي لم تخذلهم مطلقا، فشكلت لهم الحماية وانحازت لخيارهم.