القيصر البرازيلي.. أكبر خدعة نصب في تاريخ كرة القدم
كارلوس هنريك رابوسو لعب افتراضيا في مركز المهاجم، لكنه فعليا لم يلعب، رغم أن سجله يقول إنه انضم لقرابة 10 أندية.. طالع التفاصيل.
لعب كارلوس هنريك رابوسو الملقب بـ"القيصر" افتراضيا في مركز المهاجم، لكنه فعليا لم يلعب، رغم أن سجله يقول أنه انضم لقرابة 10 أندية منها مجموعة من أكبر فرق البرازيل كفلامنيجو وفلومينيزي وفاسكو دا جاما، إلا أنه على أرض الواقع لم يكن لاعبا لكرة القدم.
فيديوجراف.. البرازيليون سلاح برشلونة.. عادة مستمرة منذ 25 عاما
إنها قصة لو رويت لك من أحد لن تصدقه، وبحسابات المنطق والعقل، لو قارنتها بشخصية "زبدة" في مسلسل "الوصية" المصري الكوميدي، ستبدو القصة الخيالية التي ظهرت في المسلسل لشخص مترهل يعاني من سمنة ووزن زائد لحد بشع، يريد المشاركة مع منتخب الفراعنة في كأس العالم 2018 رغم أنه غير مقيد بنادٍ، أكثر واقعية وتصديقاً عن واقع القيصر الكاذب، رابوسو.
القيصر
سمي المهاجم المولود في 2 أبريل 1963 القيصر، بسبب التشابه الكبير بينه وبين القيصر الألماني فرانز بيكنباور قائد ألمانيا وبايرن ميونيخ في سبعينيات القرن المنقضي.
شبكة علاقات عامة
لم يكن رابوسو موهوبا في ممارسة لعب كرة القدم، وهذا ليس تجنيا على شخصه ولكنه واقع تقوله الأرقام، فهو لم يلعب أي مباراة مع أحد من الفرق العشرة التي انضم لها، ومن ثم فليس هناك أرقام أو دلائل للحكم عليه.
ولكن كيف انضم لكل تلك الأندية، ويبدو أن امتلاكه علاقات مع أسماء كروية كبيرة في بلاده، مثل كارلوس ألبيرتو توريس - صاحب أحد أهداف البرازيل في نهائي كأس العالم 1970 - وريكاردو روكا - لاعب ريال مدريد السابق وبطل العالم 1994 - وريناتو جاوتشو -نجم روما والدولي البرازيلي في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات - ، ساعدته على كل خطوة جديدة يريد أن يخطوها في عالم ممارسة كرة القدم افتراضيا.
الخدعة المستمرة
وكانت أكثر المشاهد العبثية المتكررة في قصة القيصر البرازيلي، هي عند انضمامه لأحد الفرق وبالتالي يكون عليه أن يشارك في التدريبات، ولأنه لم يكن يريد لعب كرة القدم إلا أنه يمتلك إمكانيات بدنية جيدة، تفتقد للمهارات الفنية فكان يبدأ بالحديث عن افتقاد حساسية المباريات فيقوم بإجراء تدريبات بدنية، وعندما تحين لحظة مشاركته، يدعي أنه مصاب.
وكان هناك اتفاق بينه وبين طبيب أسنان، يقوم بالادعاء أنه يعاني من مرض "الخمج البؤري" وهو مرض مرتبط بتأثير بعض الفيروسات والطفيليات وتؤثر على الجانب البدني.
ولم تكن التكنولوجيا في فترات الثمانينيات والتسعينيات قادرة على الجزم بأنه كاذب حقا أم لا.
مزيد من الكذب
في فترة نهاية التسعينيات بدأ ظهور الهاتف النقال "الموبايل" وكان القيصر من الرواد في استخدامه، حيث كان يجري به محادثات يقوم من خلالها بتغيير صوته على أنه شخص غير برازيلي للادعاء أن هناك عروضا خارجية للتعاقد معه، ليثبت أنه لاعب ذو قيمة كبيرة.
الصحافة تكذب أيضا
لم تتوقف شبكة العلاقات العامة لرابوسو عند لاعبي الكرة، بل أنها امتدت للصحافة فكانت تنشر أخبار مفبركة عنه بغرض تلميعه، بل أن الأمر وصل إلى الادعاء أن منتخب المكسيك طلب تجنسيه بسبب تألقه خلال تمثيله لفريق "بيوبلا" الذي لم يلعب له أي مباراة أيضا.
بطل لم يتوج
ادعى القيصر أنه لعب في الأرجنتين لفرق إنديبندينتي وتاليريس كوردوبا، وأنه كان ضمن المتوجين مع إنديبندينتي بثنائية كوبا ليبرتادوريس وكأس الإنتركونتينتال على حساب ليفربول في 1984، من خلال رسم صورة له كصورة اللاعب الأرجنتيني كارلوس إنريكي الذي كان ضمن القائمة الحقيقية بالفعل.
أعظم لاعب لم يلعب كرة القدم
وسرد كتاب بعنوان "القيصر: أعظم لاعب لم يمارس كرة القدم مطلقا" للصحفي روب سميث في عام 2018، قصة حياة هذا المحتال.
ضحية أمه
وكشف رابوسو المولد في بوتو أليجري عن أن والدته كانت أحد أسوأ النماذج التي من الممكن أن يراها شخص في حياته، قائلا: "لقد قامت بكل شيء سيئ يمكنك أن تتخيله، كانت سكيرة، وهذا ما جعلني أكره الشرب، كنت معارضا للشرب لأنها كانت مثالا حيا أمامي عشت معه في طفولتي".
وتابع "الحياة كانت صعبة للغاية، أمي لم تكن تريد من أبي أن يساعدنا لأنها كانت متكبرة للغاية، أما أنا فكنت أقوم بتوصيل الأطعمة وأعمل في السوبر ماركت، في الوقت الذي كنت أحتاج فيه للتدريب".
واعترف البرازيلي المولد أنه أحب لعب كرة القدم ولكن لم يحب أن يتحول للاعب محترف: "كنت في نادٍ يعتني باللاعبين في كل نواحي حياتهم، ويتحرى أنه لم يحدث لهم أي شيء سيئ".
شركاؤه اللاعبون
اعترف القيصر أنه كان يدفع بعض رفاقه في الفريق للتسبب في إصابته من خلال التداخلات العنيفة، كي يكون بإمكانه الهروب وعدم المشاركة في المباريات.
وفي إحدى المباريات التي كان أن يدخل فيها وفريقه مهزوم (0-2)، افتعل اللاعب البرازيلي مشادة مع المشجعين كي يحصل على بطاقة حمراء ويخرج من أرض الملعب.