«أريزونا» تشعل السباق الرئاسي بأمريكا.. من يحسم الولاية المتأرجحة؟
مع احتدام السباق الرئاسي الأمريكي، يسعى مرشحا الحزب الجمهوري والديمقراطي إلى المنصب الرفيع، لحسم الولايات المتأرجحة، أملا في أن تحدث نتائجها فارقًا في الانتخابات المرتقب إجراؤها بعد 3 أشهر.
إحدى هذه الولايات كانت بنسلفانيا، التي من المقرر أن يعقد المرشحان لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب وكامالا هاريس فعاليات حملتهما المتنافسة هذا الأسبوع على أراضيها.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السابق تجمعا جماهيريا يوم السبت في «ويلكس بار» شمال شرق الولاية، في حين تقوم نائبة الرئيس الأمريكي بجولة بالحافلات في غرب بنسلفانيا تبدأ في بيتسبرغ يوم الأحد، قبل انطلاق المؤتمر الوطني الديمقراطي يوم الإثنين في شيكاغو.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، بالتعاون مع كلية «سيينا»، ونشر يوم السبت، فإن هاريس تتقدم الآن على ترامب بين الناخبين المحتملين في ولاية أريزونا بنسبة 50% مقابل 45%، وكارولينا الشمالية بنسبة 49% مقابل 47%، بينما تتخلف بفارق ضئيل في نيفادا وجورجيا بهامش أربع نقاط.
لكن الولايات الثلاث الحاسمة التي تسمى بـ«حزام الصدأ»، وهي: بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، لا تزال تشغل الحملات المتنافسة، حيث تعتبر بنسلفانيا وأصواتها التسعة عشر في المجمع الانتخابي أساسية لفرص المرشحين في الفوز في نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ومنذ عام 2008، كانت هذه الثلاثية بمثابة مؤشرات موثوقة لنتائج الانتخابات الوطنية؛ فأصوات المجمع الانتخابي في بنسلفانيا، بالإضافة إلى 15 صوتاً في ميشيغان و10 في ويسكونسن، تكفي عادة لوضع المرشح في الصدارة في السباق لضمان الحصول على 270 صوتاً إجمالياً اللازمة للفوز بالبيت الأبيض.
وبحسب المتنبئ الانتخابي نيت سيلفر، فإن ولاية بنسلفانيا لديها احتمالية أكبر من ضعف أي ولاية أخرى لتكون ولاية «نقطة التحول» للفوز الرئاسي هذا الخريف.
مساع حثيثة
وتسعى الحملتان إلى الحصول على الدعم بين الناخبين البيض غير الحاصلين على تعليم جامعي، حيث تسعى بطاقة هاريس-والز إلى تعزيز الدعم بين الناخبين في الضواحي وزيادة نسبة المشاركة في التصويت في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية السوداء الكبيرة التي يأمل ترامب ومرشحه لمنصب نائب الرئيس السيناتور عن ولاية أوهايو جي دي فانس، في استقطابها.
والاستراتيجيتان الانتخابيتان «الفوز الكبير والخسارة الصغيرة»، لكن مع تركيز مختلف: بالنسبة للديمقراطيين في بنسلفانيا، تعنيان البحث عن هوامش كبيرة في مدن وضواحي فيلادلفيا وبيتسبرغ، مع الحد من الخسائر في الأجزاء الريفية من الولاية مثل مقاطعة بيفر، بالقرب من بتلر، حيث أطلق النار على ترامب، الشهر الماضي.
وفاز ترامب بولاية بنسلفانيا في عام 2016 بنحو 44 ألف صوت، بهامش أقل من نقطة مئوية واحدة، بينما فاز بايدن بأكثر من 80 ألف صوت في عام 2020، بهامش 1.2%.
هاريس تتقدم
وتتقدم هاريس على ترامب بأكثر من 2% في الولاية، وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي أجرتها جامعة كوينيبياك وصحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا – والتي أظهرت أن هاريس تتقدم بثلاث وأربع نقاط مئوية على التوالي بين الناخبين المحتملين في الولاية.
وتعد ولاية بنسلفانيا هي أكبر متلقٍ للإنفاق على الحملات الانتخابية مقارنة بأي ساحة معركة أخرى. فبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن أكثر من 110 ملايين دولار أنفقت في سبع ولايات متأرجحة منذ 22 يوليو/تموز، عندما انسحب جو بايدن من سباق إعادة انتخابه، تم توجيه 42 مليون دولار إلى الولاية.
كما خصصت المجموعات السياسية الديمقراطية والجمهورية 114 مليون دولار لوقت الإعلانات في ولاية بنسلفانيا من أواخر أغسطس/آب إلى نوفمبر/تشرين الثاني - وهو أكثر من ضعف المخطط له في ولاية أريزونا، والتي تأتي في المرتبة التالية من حيث الارتفاع، عند 55 مليون دولار.
ومن المتوقع أن تشتد الضغوط في بنسلفانيا؛ إذ سيتوقف هاريس ووالز في مقاطعتي أليغيني وبيفر يوم الأحد، في حين سيرد ترامب على مقترحات هاريس الأخيرة بشأن السياسة الاقتصادية في فعالية في يورك بولاية بنسلفانيا يوم الإثنين، وسيتواجد فانس في فيلادلفيا.
وستكون ولاية بنسلفانيا مرة أخرى في دائرة الضوء عندما تستضيف شبكة «إيه بي سي»، المناظرة الأولى بين هاريس وترامب في فيلادلفيا في 10 سبتمبر/أيلول.