رسائل كامالا هاريس حول «مساعدات أوكرانيا» تفشل في طمأنة أوروبا
لم تفلح جهود نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في طمأنة قادة أوروبا وأوكرانيا باستمرار المساعدات الأمريكية، التي يعرقلها الجمهوريون بالكونغرس.
عندما توجهت هاريس إلى ألمانيا لحضور مؤتمر ميونخ للأمن العام الماضي، أكدت للمشاركين في المؤتمر أن "الولايات المتحدة ستواصل دعمها لأوكرانيا مهما تكلف الأمر"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
لكن رسالتها هذا العام شهدت تغييرا، حيث أكدت للقادة "أنها والرئيس بايدن سيواصلان دعم أوكرانيا".
لم تذكر هاريس الولايات المتحدة في رسالتها هذه المرة، بل أكدت دعمها هي وبايدن. كان ذلك تعهدًا شخصيًا يمكنها أن تقطعه بالنيابة عن نفسها وعن رئيسها، لكنها لم تكن على يقين بشأن بلدها، وهو ما شكل تحولًا بالنسبة للمراقبين.
ووفقا للصحيفة، يحجب الجمهوريون في مجلس النواب 60 مليار دولار من المساعدات الأمنية، رغم اضطرار القوات الأوكرانية التي تعاني من نقص الذخيرة والأسلحة إلى الانسحاب من مدينة أفدييفكا، واحتمالات عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أقل من 9 أشهر عبر الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
لم تكن هاريس تحاول، خلال رحلتها إلى ميونخ، التنصل من المساعدات، بل على العكس تمامًا، كانت تفعل كل ما في وسعها لطمأنة الأوكرانيين والأوروبيين الذين أعربوا عن قلقهم بشأن نوايا إدارتها.
القلق ذاته، أعرب عنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع هاريس إذ قال "القضية الرئيسية بالنسبة لنا الآن هي الحفاظ على الدعم الأمريكي. أوكرانيا وجميع مقاتلينا بحاجة إلى الذخيرة وينتظرون الموافقة على حزمة المساعدات، وأعتقد أن الجميع يدرك مدى اعتماد ذلك على إجراء التصويت في مجلس النواب".
بدورها، أكدت هاريس أنه لا تزال هناك أغلبية من الحزبين في مجلسي الكونغرس تدعم مساعدة أوكرانيا، وقالت له إنه في حال وصول مشروع القانون إلى قاعة مجلس النواب، فليس لديها أدنى شك في المصادقة عليه، تمامًا كما حدث من قبل في مجلس الشيوخ.
كما اتصل بايدن بزيلينسكي، لتعزيز رسالة هاريس وقال "أنا واثق من أننا سنحصل على هذه الأموال".
لكن القليل من المشاركين في مؤتمر ميونخ كانت لديهم ثقة كبيرة في إمكانية الموافقة على المساعدات. فقد استمع القادة الأوروبيون، الذين أقروا حزمة المساعدات الخاصة بهم، إلى الضمانات الأمريكية لعدة أشهر، ثم اكتشفوا أنه لا يوجد شيء مضمون على الإطلاق.
وفي خطابها في مؤتمر ميونخ للأمن يوم الجمعة الماضي، كانت هاريس أكثر عزمًا على مخاطبة الجمهور الأمريكي، أكثر من القادة والدبلوماسيين في الغرفة، إذ حاولت توضيح سبب أهمية التمسك بأوكرانيا والوقوف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينما يتحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الساعي بقوة للعودة للبيت الأبيض، عن تشجيع روسيا على مهاجمة حلفاء الناتو الذين لا يدفعون نصيبهم العادل.