8 أعوام منذ هزيمة هيلاري كلينتون.. هل يختار الأمريكيون أول رئيسة؟
على مدار الأشهر الماضية وُصفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بأنها مباراة عودة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب.
والآن ومع انسحاب بايدن من السباق تبدو الانتخابات مباراة عودة من نوع آخر يواجه خلالها بايدن كامالا هاريس التي بات من شبه المؤكد أن تصبح المرشحة الرئاسية للحزب الديمقراطي بعد نحو 8 سنوات من مواجهة الرئيس السابق لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي كانت أول امرأة تخوض سباق البيت الأبيض.
- «انقلاب قصر».. خفايا إزاحة الديمقراطيين بايدن من البيت الأبيض
- زوج كامالا هاريس.. «السيد الأول» المحتمل في البيت الأبيض؟
ورغم فوزها بالأصوات الشعبية إلا أن كلينتون خسرت في المجمع الانتخابي أمام ترامب الذي سيواجه مرة أخرى امرأة شغلت منصبًا إداريًا رفيعًا وخدمت في مجلس الشيوخ.
وتواجه هاريس بعضا من نفس الأسئلة المتعلقة بقدرتها على الفوز بالانتخابات والتي واجهتها كلينتون عام 2016 في دولة لم تختر بعد امرأة كزعيمة لها على العكس من العديد من دول العالم وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وعلى مدار السنوات الثماني التي تلت فشل هيلاري كلينتون في الوصول للبيت الأبيض شهد المجتمع الأمريكي العديد من التغيرات مثل نمو قوة العمل لأول مرة لتشمل عدداً أكبر من النساء من خريجات الجامعات.
كما أطاحت حركة " مي تو" للكشف عن التحرش الجنسي برجال أقوياء، في حين ألغت المحكمة العليا الحق الفيدرالي في الإجهاض والسؤال الآن هل ستحدث أي من هذه التطورات فرقًا بالنسبة لمعركة هاريس الرئاسية؟
وفي حين أشار الناخبون المتحمسون لانتخاب أول رئيسة إلى الغضب من فقدان حقوق الإجهاض، لكنهم أقروا أيضًا بالمخاوف من أن يكون صعبا على هاريس التغلب على التمييز الجنسي.
وفي حال حصولها على ترشيح الحزب رسميا ستواجه هاريس ديناميكيات مختلفة فهي لا تمتلك الإرث السياسي لكلينتون كما أنها ملونة ومن أصل جنوب آسيوي في المقابل أصبح ترامب شخصا معروفا الآن.
وقالت كارين كراولي،( 64 عاماً)، وهي ناخبة مستقلة وممرضة متقاعدة في كونكورد بولاية نيو هامبشاير لم تصوت لصالح ترامب إنها لم تشعر أنها تستطيع دعم بايدن لكنها تخطط الآن لدعم هاريس وأكدت أن "النساء أكثر غضباً، وهذا يمكن أن يكون محفزاً.. قد يكون من الممكن الآن أن تتولى امرأة منصب الرئاسة".
لكنها أقرت بأن "هناك الكثير من الرجال البيض المسنين الذين يريدون إيقافها. العيب الوحيد فيها هو أنها امرأة."
ورغم أن مناقشة جنس أحد السياسيين يمكن أن تبدو مختزلة ورجعية، لكن عندما تترشح امرأة لمنصب رسمي في الولايات المتحدة، فإن العديد من الناخبين ما زالوا يذكرون جنسها ويعتبرونه مصدر قلق ليس شرطا لأنفسهم ولكن لجمهور الناخبين الأوسع.
وقالت جوليا بليك، (80 عاماً) إن صديقاتها يرون أنه من غير الممكن انتخاب رئيسة، وأضافت "إذا اعتقدت النساء أن المرأة لا تستطيع الفوز، وتكرر ذلك عامًا بعد عام، فلن نحصل أبدًا على رئيسة".
وأدى احتمال أن تصبح هاريس المرشحة الديمقراطية للانتخابات إلى تنشيط بعض الناخبين الذين يتطلعون إلى انتخاب رئيسة لكنها أعادت المخاوف القديمة من أن ترامب خسر أمام رجل لكنه هزم امرأة في إشارة إلى بايدن وكلينتون.
وقالت كريستينا ولبريشت، عالمة السياسة في جامعة نوتردام التي تدرس أنماط تصويت المرأة، إن هزيمة ترامب ستؤكد أن ترشيح كلينتون قد غير فكرة ما هو ممكن وأشارت إلى أن الناخبين أصبحوا مرتاحين بشكل متزايد لفكرة وجود رئيسة.
ووفقا لتقرير لمركز بيو العام الماضي، شعرت 42% من النساء أنه من المهم إلى حد ما على الأقل انتخاب امرأة كرئيسة في حياتهن وقال 39% من المشاركين (ذكورا وإناثا) إن الرئيسة ستكون أفضل في التوصل إلى حلول وسط، وقال 37% إنها ستكون أفضل في الحفاظ على لهجة محترمة في السياسة في حين قال أكثر من النصف إن الجنس لا يهم.
وتتمتع هاريس تتمتع بعلاقة خاصة مع النساء ذوي البشرة السمراء بشكل خاص واللاتي يشكلن جزءًا رئيسيًا من القاعدة الديمقراطية.
ويرغب بعض الناخبين في التوقف تماما عن الحديث عن النوع الاجتماعي وقالت مارلين ماكدول من ويسكونسن، "علينا أن نتخلص من التركيز على أمور تحديد الجنس لأن هذا وصمة عار وأضرار كبيرة للنساء.. هذا ليس عدلا" وأضافت أن هاريس "تتمتع بالخبرة في العمل".