هاريس وقادة العالم.. علاقات قوية ونقاط ضعف
مع توليه منصبه، نجح الرئيس الأمريكي جو بايدن في الاستفادة من علاقاته الشخصية التي استمرت لعقود مع قادة العالم في جهوده لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة.
لكن الأمر سيكون مختلفا مع كامالا هاريس التي تحمل جزءا بسيطا من خبرة بايدن.
ويثير احتمال انتخاب هاريس رئيسة جديدة للولايات المتحدة التساؤلات حول الطريقة التي ستتعامل بها مع التحديات الدبلوماسية والجيوسياسية خاصة مع وجود ملفات مشتعلة بانتظار الرئيس القادم، مثل التوترات مع الصين والحرب في أوكرانيا والأوضاع المتفجرة في الشرق الأوسط.
وبصفتها نائبة للرئيس احتفظت هاريس بعلاقات عمل مع بعض رؤساء الدول المتحالفة والبعض الآخر سيتعين عليها العمل على بنائها، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها.
وفي التقرير الذي طالعته "العين الإخبارية"، استعرضت "بوليتيكو" أكثر من 100 من المكالمات والاجتماعات المتاحة علنًا لهاريس مع قادة العالم، بصفتها نائبة للرئيس وهو ما يكشف عن نقاط قوتها الحالية في السياسة الخارجية والعلاقات التي يتعين عليها العمل على تقويتها.
وقال جون هانا، الذي عمل مساعداً للسياسة الخارجية في الإدارات الديمقراطية والجمهورية وعمل مستشاراً للأمن القومي لنائب الرئيس ديك تشيني ،"كان من الصعب تتبع نفوذها من الخارج".
ومع ذلك، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أن هاريس كانت أساسية في الاستراتيجية الدولية لإدارة بايدن حيث عمل الرئيس ونائبته لإرسال "رسالة واحدة للحلفاء والخصوم" مشيرا إلى أنها "تضفي جاذبيتها الخاصة على المناقشات والعلاقات.
آسيا
تحتفظ هاريس بعلاقات وثيقة مع رؤساء دول المحيطين الهندي والهادئ، وحلت محل بايدن في مؤتمرات القمة مع رؤساء دول جزر آسيا والمحيط الهادئ، وسافرت أيضًا إلى المنطقة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في 2022.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن هاريس يُنظر إليها داخل البيت الأبيض على أنها "لاعب أساسي في سياسة إدارة بايدن هاريس تجاه الصين".
وكان أكبر قدر من تفاعلات هاريس آسيويا مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور الذي التقته 6 مرات وطورت معه "علاقة شخصية وثيقة" كما التقت نائبته وزارت جزيرة بالاوان في بحر الصين الجنوبي.
الأمر نفسه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الذي التقته 5 مرات كما قادت الوفد الأمريكي الرسمي إلى جنازة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في سبتمبر/أيلول 2022.
كما التقت أو تحدثت هاريس مع زعماء فيتنام والهند وتايلاند وإندونيسيا وبابوا غينيا الجديدة وسنغافورة وكوريا الجنوبية .
إسرائيل والشرق الأوسط
وتتمتع هاريس بعلاقات وثيقة مع القادة الإسرائيليين، حيث التقت وتحدثت مع عدد كبير من المسؤولين الإسرائيليين رفيعي المستوى، بما في ذلك نتنياهو ورئيس سلفه يائير لابيد وزعيم المعارضة بيني غانتس.
وقال البيت الأبيض إن هاريس تتابع مكالمات بايدن مع المسؤولين الإسرائيليين ودائما ما تكون على الهاتف أو في الغرفة أثناء مكالمات الرئيس مع نتنياهو.
لكن علاقتها الأقرب هي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الذي التقته خلال زيارتها إلى تل أبيب عندما كانت عضوًا في مجلس الشيوخ وكان آنذاك زعيمًا للمعارضة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجرت هاريس 5 مكالمات هاتفية مع هرتسوغ والتقت به شخصيا في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام.
ومن بين دول الشرق الأوسط، التقت هاريس وتحدثت مع قادة الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والبحرين وقطر.
أوكرانيا
التقت هاريس 6 مرات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكانت آخر مسؤول التقى به قبل اندلاع الحرب في فبراير/شباط 2022 خلال مؤتمر الأمن في ميونخ حيث شاركت معه أحدث المعلومات الاستخبارية ووضعت استراتيجية حول استعداد أوكرانيا للحرب.
وتعمل كييف على تعميق علاقاتها مع الدائرة الداخلية لهاريس وتحدث أندريه يرماك، كبير مستشاري زيلينسكي، عبر الهاتف مع مستشارها للأمن القومي فيل جوردون أمس الثلاثاء.
الخصوم
أجرت هاريس محادثة واحدة فقط مع الرئيس الصيني شي على هامش قمة أبيك في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 كما أنها لم تتفاعل أبدا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو ما يرجع جزئيا إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
ويتناقض ذلك مع سلوك نواب الرئيس السابقين حيث التقى مايك بنس نائب الرئيس السابق دونالد ترامب مع كل من بوتين وشي في قمة آسيان عام 2018، كما التقى بايدن خلال عمله نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما مع بوتين ومع الرئيس الصيني السابق هو جين تاو.
الأمريكتين
تحافظ هاريس على علاقات عمل مع قادة دول الأمريكتين بما يتماشى مع دورها كلاعب رئيسي في ملف الهجرة في إدارة بايدن، إذ عقدت عدة اجتماعات ومكالمات هاتفية مع الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وتحدثت مع رؤساء غواتيمالا وكوستاريكا وهندوراس.
كما عقدت هاريس 3 اجتماعات رسمية فردية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، إضافة إلى لقاءتهما الأخرى خلال الفعاليات الدولية مثل لقائهما في بولندا بعد أسابيع فقط من حرب أوكرانيا.
وكانت أول مكالمة هاتفية تجريها هاريس باعتبارها نائبة للرئيس عام 2021 كانت مع ترودو.
ولم تتحدث هاريس مع أي من زعماء أمريكا الجنوبية مثل الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الذي تحدث معه بايدن عدة مرات وأيضا رئيس السلفادور نجيب بوكيلة الذي تعد بلاده واحدة من أكبر النقاط المحورية لملف الهجرة.
أوروبا
لا يعد زيلينسكي الحليف الأوروبي الوحيد الذي التقته هاريس فسبق والتقت وتحدثت مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وخلفها أولاف شولز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسي الوزراء البريطانيين بوريس جونسون وريشي سوناك، وقادة العديد من دول أوروبا الشرقية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
لكن هاريس لم تتحدث أو تلتق بعض الزعماء الأوروبيين الرئيسيين، بما في ذلك رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني.
وقال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إن البعض يرى أنه "كان ينبغي على التكتل بذل المزيد من الجهد لتعزيز العلاقات مع هاريس، بالنظر إلى عمر بايدن.. لكن من ناحية أخرى، لم تجعل هاريس الأمر بهذه السهولة.. لم يكن من السهل العثور على مناسبات للقائها".
أفريقيا
كافحت إدارة بايدن لمواجهة صعود الصين في أفريقيا ودعم الشراكات هناك فأصبحت رحلة بايدن المتوقعة إلى أفريقيا خلال ولايته الأولى في طي النسيان فيما عقد الرئيس اجتماعات ومكالمات مع رؤساء الدول الأفريقية أقل مما كان متوقعا.
ووقع جزء من تواصل إدارة بايدن مع أفريقيا على عاتق هاريس التي كانت أعلى مسؤول إداري يزور أفريقيا حيث التقت برؤساء تنزانيا وزامبيا وغانا خلال جولتها في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2023.
واستضافت هاريس رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا في واشنطن، عام 2022 كما تحدثت عبر الهاتف مع الرئيس النيجيري بولا تينوبو في ذروة مرحلة ما بعد الانقلاب في النيجر.
aXA6IDE4LjExOC4zNy44NSA= جزيرة ام اند امز