"إيمان.. أمل.. سلام.. محبة"، شعار اتخذه "مستشفى الواحة" طيلة 6 عقود، كان فيها شاهداً على ولادة أكثر من 120 ألفا من أبنائها
يستعد مستشفى "كند" في مدينة العين الإماراتية للاحتفال بالذكرى 60 لتأسيسه على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كأول مركز صحي من نوعه في إمارة أبوظبي.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجّه بإطلاق الهوية الجديدة لمستشفى "كند" الذي كان معروفا باسم "مستشفى الواحة" سابقاً، تقديراً وعرفاناً للدور الذي قام به مؤسسا المستشفى الزوجان بات وماريانا كينيدي في تطوير الرعاية الصحية، ولتوثيق الاسم المتداول للمستشفى والمتعارف عليه بين سكان مدينة العين.
"إيمان، أمل، سلام، محبة"
"إيمان.. أمل.. سلام.. محبة"، شعار اتخذه "مستشفى الواحة" طيلة 6 عقود، كان فيها شاهداً على ذكريات مدينة العين، وولادة أكثر من 120 ألفا من أبنائها، وكثير من أفراد الأسرة الحاكمة في أبوظبي، وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
معلم تاريخي
في 1960، وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الدعوة للطبيبين كينيدي إلى إقامة مرفق لتقديم خدمات الرعاية الصحية لحديثي الولادة، في مدينة العين، في ظل تأثر المواليد بالأمراض التي كانت منتشرة آنذاك، وأدت إلى ازدياد حالات الوفاة بين الرضع.
ومنذ تأسيسه، يعدّ مستشفى الواحة في العين الذي تغير اسمه إلى "كند" أول مرفق صحي في تاريخ المدينة، آخذاً على عاتقه منذ افتتاحه تقديم خدمات الرعاية الصحية للأهالي الذين كانوا بحاجة إليها في ذلك الحين بدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وصل الدكتور بات وزوجته ماريانا كينيدي، وأطفالهما لأول مرة إلى العين في نوفمبر/تشرين الثاني 1960، وكان معدل وفيات الرضع والأمهات مرتفعاً بشكل غير عادي، خصوصاً مع انتشار الأمراض المستوطنة مثل الملاريا والسلّ.
وطلب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، من الدكتور بات كينيدي أن يتولى تأسيس مستشفى الواحة في دار الضيافة الخاص به، لتقديم الرعاية الصحية للأمهات والأطفال في مدينة العين.
في 1964، تمكّن كينيدي وفريقه الصغير من تقديم أول رعاية صحية حديثة في المنطقة، وأقاموا أول مبنى من الطابوق الإسمنتي في العين، ضم 20 غرفة للمرضى ومركزاً للممرضات وحضانة وغرفة للمرافق.
كان المستشفى هو المصدر الوحيد للعلاج الطبي لمرضى مدينة العين، حيث كان يستقبل نحو 200 مريض يومياً، وفي السبعينيات تطور المستشفى وتوسّعت أقسامه وضم قسماً للأشعة وغرفاً إضافية ومساكن للهيئة الطبية والتمريضية، فضلاً عن إنشاء مرافق جديدة للولادة والجراحة العامة وصحة الأطفال.
عمل الدكتور بات وماريانا كينيدي وفريقهما الطبي في مستشفى الواحة وسط ظروف صعبة، وكان سكان العين يطلقون على زوجة الدكتور بات ماما لطيفة، وفي عام 1975، سافر الدكتور بات مع زوجته وأبنائهما إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية ليستقرا في مسقط رأسهما ويتركا كمّاً من الذكريات والتعاطف والحب مع جميع سكان مدينة العين.
تطور المستشفى
مر المستشفى بعدة مراحل تطويرية، ففي 2006، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عزم حكومة أبوظبي إنشاء مبنى جديد لمستشفى الواحة وفق أحدث المواصفات والمعايير العالمية، ليبدأ العمل فعلياً في بناء المستشفى الجديد.
وفي 2015، افتتح المستشفى مبنى جديدا مجهزا بأحدث المعدات والمرافق الطبية، لتقديم الرعاية لنحو 9 آلاف طفل شهرياً في مواسم الذروة بالعيادات الخارجية.
تكريم وعرفان
وتقديراً للطبيبين كينيدي، حرصت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على تكريم من وضعا بصمة راسخة في مسيرة الرعاية الصحية بمدينة العين، والتعبير عن الامتنان والتقدير لكل من أسهم في رحلة التقدم والتطوير التي شهدتها الدولة.
في عام 2005، نالت الدكتورة كينيدي جائزة أبوظبي في نسختها الأولى، وقدم لها الجائزة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقديرا وعرفاناً لدور الزوجين كينيدي في تقديم الرعاية الطبية والصحية لأبناء الإمارات.