كريم حقي يُجيب لـ"العين الرياضية": كيف يرتقي الدوري السعودي لمستوى البريميرليغ؟
يعد كريم حقي أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم التونسية على مستوى خط الدفاع، بعد أن دافع عن قميص منتخب بلاده لأكثر من 10 سنوات كاملة.
وخاض المدافع المميز 82 مباراة دولية مع منتخب تونس سجل خلالها 5 أهداف، كما أسهم بشكل كبير في تتويجه بلقبه الوحيد في كأس أمم أفريقيا، نسخة عام 2004.
وفرض حقي نفسه كأحد أبرز اكتشافات النسخة 24 من البطولة الأبرز في القارة الأفريقية، وهو ما فتح أمامه أبواب الاحتراف الأوروبي من بوابة فريق ستراسبورغ الفرنسي.
وبدأ النجم الأسبق لمنتخب تونس مسيرته الكروية في مسقط رأسه بالقصرين، قبل أن يلتحق بمدرسة شبان النجم الساحلي، وقدم هناك أوراق اعتماده ليتم تصعيده للفريق الأول في موسم 2003-2004.
وقضى كريم حقي أفضل فترة في مشواره الاحترافي بألمانيا، عندما لعب لصالح عدة فرق معروفة من بينها باير ليفركوزن وهانوفر 96 وشتوتغارت وفورتونا دوسلدورف.
ويملك النجم الأسبق لمنتخب تونس في سجله 172 مباراة بالدوري الألماني، سجل خلالها 11 هدفا وأهدى 3 تمريرات حاسمة.
وودع القائد السابق لمنتخب تونس عالم "الساحرة المستديرة" في عام 2018، بعد مغامرة أخيرة بقميص فريق سانت غالن السويسري.
واقتحم كريم حقي بعدها عالم الإدارة الرياضية من بوابة ناديه السابق النجم الساحلي، وخاض بعدها مغامرة التحليل الرياضي مع "راديو موزاييك" التونسي.
وفي حواره مع "العين الرياضية" تحدث كريم حقي عن المباراة المرتقبة بين الجيش الملكي المغربي والنجم الساحلي في إياب دور الـ32 من دوري أبطال أفريقيا، بجانب العوامل التي أسهمت في تراجع نتائج الأندية التونسية على المستوى القاري.
المهاجم الأسبق لمنتخب تونس تحدث أيضا عن حظوظ "نسور قرطاج" في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، وكشف عن الفرق بين الجيل الحالي ونظيره في عام 2004.
وفي ختام حواره تطرق كريم حقي لثورة التعاقدات التي قامت بها الأندية السعودية والشروط الكفيلة بجعل الدوري السعودي للمحترفين منافسا قويا لنظيره الإنجليزي "البريميرليغ"، المصنف الأقوى على مستوى العالم.
أسبقية النجم الساحلي
رشح كريم حقي فريق النجم الساحلي لتجاوز عقبة الجيش الملكي في دور الـ32 من دوري أبطال أفريقيا، وبلوغ دور المجموعات في البطولة الأبرز بالقارة السمراء على صعيد الأندية.
وكان الفريق الساحلي حقق فوزا ثمينا بهدف دون رد في مباراة الذهاب التي احتضنها الملعب الأوليمبي بسوسة، يوم السبت قبل الماضي.
وقال حقي في هذا الصدد: "النجم قطع خطوة كبيرة في سباق التأهل لدور المجموعات بعد الفوز الذي حققه في مباراة الذهاب، خاصة أنه يملك لاعبين يُجيدون التصرف مع المباريات الصعبة، بجانب الصلابة الدفاعية التي أظهرها الفريق في مباريات الموسم الحالي بشكل خاص".
وتابع قائلا: "صحيح أن الجيش الملكي أظهر إمكانات كبيرة في مباراة الذهاب، إلا أن فريقنا حقق المهم من خلال التسجيل في مرمى المنافس دون قبول أي هدف".
وختم "مباريات الديربي كثيرا ما تكون مغلقة وبالتالي أعتقد أن النجم الساحلي قطع خطوة كبيرة نحو التأهل بعد مباراة الذهاب، ولو أنه يجب عليه التحلي بتركيز عال جدا من أجل تفادي سيناريو كارثي قد يطيح به من البطولة".
قلة الأموال والمواهب
في إجابة عن سؤال وجه له حول الأسباب الكامنة وراء تراجع الأندية التونسية في بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية طوال السنوات الأخيرة، قال كريم حقي "بكل تأكيد المشاكل المالية التي تعاني منها كل الأندية بدون استثناء، مع اختلاف درجة الحدة من فريق لآخر، لعبت دورا كبيرا في ابتعادها عن منصة التتويج".
ولم يفز أي ناد تونسي بلقب قاري منذ تتويج الترجي بنسخة عام 2019 من بطولة دوري أبطال أفريقيا على حساب الوداد المغربي.
وتابع حقي حديثه قائلا: "في السابق، الأندية التونسية كانت تتمتع بتوازنات مالية جيدة للغاية وهو ما سمح لها بالسيطرة على مختلف المسابقات الأفريقية، المعادلة تغيرت اليوم بشكل دراماتيكي لدرجة أن عقوبات الاتحاد الدولي لكرة القدم بالمنع من التعاقد لاعبين جدد أصبحت أمرا متكررا لدينا".
وأضاف حقي "هناك عامل آخر يقف وراء هذا التراجع ويتمثل في ضعف التكوين في مدارس الشبان، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في ندرة المواهب".
منتخب تونس مرشح قوي
في سياق آخر، تطرق كريم حقي لحظوظ منتخب تونس في نهائيات كأس أمم أفريقيا التي ستحتضنها كوت ديفوار بداية العام المقبل 2024.
وقال المدافع الأسبق لليفركوزن في هذا الصدد: "كل المؤشرات تؤكد أن منتخب تونس قادر على لعب الأدوار النهائية خلال المسابقة القارية، في ظل امتلاكه عددا كبيرا من اللاعبين المميزين في معظم المراكز، فضلا عن تطور الأداء الجماعي خلال الأشهر الأخيرة".
وتابع قائلا: "منتخب تونس نجح في إيقاف منتخب الجزائر على ملعبه كما فاز على نظيره المصري بنتيجة عريضة، وهو إنجاز يستحق الإشادة."
وواصل حديثه بالقول: "نملك في سجلنا لقبا وحيدا في بطولة كأس أمم أفريقيا وهو رقم ضعيف للغاية لا يتماشى مع سمعتنا كأحد أبرز المنتخبات في القارة".
وأتم: "الجيل الحالي قادر على دخول التاريخ وإنهاء عقدة عدم الفوز باللقب الأفريقي المتواصلة منذ نسخة عام 2004".
جيل 2004 استثنائي
في ذات السياق، اعتبر كريم حقي أن المقارنة بين الجيل التاريخي لعام 2004 ونظيره الحالي لا تستقيم لعدة اعتبارات "منطقية وموضوعية".
وقال في هذا الصدد: "جيل 2004 استثنائي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنه كان يضم لاعبين من أصحاب الشخصية القوية أثبتوا وجودهم في تلك الفترة أمام منتخبات عملاقة على غرار نيجيريا والسنغال والمغرب".
وواصل قائلا: "الجيل الحالي ما زال يبحث عن نفسه ويتعين عليه أن يحقق إنجازا جديدا خلال النسخة المقبلة لكأس أمم أفريقيا من أجل كتابة التاريخ".
وختم حديثه بالقول: "بجانب فوزه بكأس أمم أفريقيا، جيل 2004 نجح في تقديم مستويات قوية خلال كأس القارات 2005 وبدرجة أقل في نهائيات كأس العالم 2006".
شرط وحيد لمنافسة البريميرليغ
في إجابة عن سؤال وجه له بخصوص قدرة الدوري السعودي على منافسة نظيره الإنجليزي على لقب أفضل دوري في العالم، قال كريم حقي: "المستقبل كفيل بتقديم إجابة صافية بخوص هذا الموضوع، ولو أنني أعتقد أن البريميرليغ يملك تقاليد كبيرة على مستوى التسويق الاقتصادي أسهمت بشكل كبير في نهضته خلال السنوات الأخيرة".
وتابع قائلا: "اليوم الأندية الإنجليزية تحقق أرباحا طائلة من عملية بيع حقوق البث وعقود الرعاية، وهو الأمر الذي أسهم في تفوق البريميرليغ على باقي الدوريات الكبرى في أوروبا".
وختم حديثه بالقول: "لو ينجح الدوري السعودي في تسويق نفسه بنفس الطريقة ويخلق آليات تمويل مستقلة ومستدامة فسيكون بإمكاننا وقتها الحديث عن إمكانية منافسته الدوري الإنجليزي".