«لا تشتكي أبدا ولا تشرح مطلقا».. نهج ملكي في بريطانيا فقد صلاحيته
عندما أجرى هاري وميغان مقابلتهما مع أوبرا، وانتقدا "العائلة المالكة" كان الرد هو الصمت التزاما باستراتيجية العلاقات العامة الصارمة.
كان الصمت ولا يزال ديدن العائلة المالكة، ضمن قاعدة "لا تشتكي أبدا، ولا تشرح مطلقا"، التي اتسم بها عهد الملكة إليزابيث الثانية، وفقا لموقع "بيزنس إنسايدر".
لكن الملك تشارلز انحرف عن هذه القاعدة قليلا عندما خاض معركة الطلاق وأجرى مقابلات صحفية حول زواجه بالأميرة ديانا وانهيار الزواج. بيد أن القصر امتنع بشكل عام عن التعليق أو دحض الادعاءات ضد أفراد الأسرة أو الشكوى من كيفية معاملتهم.
لكن حجاب الصمت لم ينتهك في الأغلب فيما يتعلق بصحة الأسرة، إذ لم يتضمن بيان الملك تشارلز بشأن تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير/ شباط سوى تفاصيل قليلة. وعندما خضعت كيت "لجراحة مخطط لها في البطن" في يناير/كانون الثاني، لم تنشر سوى تفاصيل محدودة حول حالتها الصحية، رغم بلوغ نظريات المؤامرة حول مكان وجودها مستويات محمومة.
ويرى البعض في الصمت المطبق، استراتيجية ناجعة مجربة ومختبرة، والخيار الأكثر راحة وأمانًا للعائلة المالكة. إذ يعتمد الكثير من دخلها على استقرارهم واستمرار وجودهم.
وفي عام 2023، أنفقت العائلة المالكة البريطانية 136 مليون دولار، وهو ما يتجاوز الرواتب البالغة 109.1 مليون دولار الذي تلقته الملكية من المنحة السيادية، وهو مبلغ إجمالي سنوي تمنحه حكومة المملكة المتحدة للحفاظ على النظام الملكي.
وبحكم وضعها الملكي تملك العائلة أيضا استثمارات واسعة النطاق. فيجني الملك أرباحًا تقدر بالملايين من دوقية لانكستر، وهي عقار خاص ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن قيمته تبلغ حوالي 838 مليون دولار. ويستفيد الأمير ويليام – الذي يحمل لقب دوق كورنوال – من دوقية كورنوال، وهي عقارات تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار وحققت أرباحًا تبلغ حوالي 30 مليون دولار في السنة المالية 2022 إلى 2023.
وارتبطت قاعدة "لا تشتكي أبدًا، ولا تشرح مطلقا" منذ فترة طويلة بإليزابيث الثانية، ولكن يُعتقد أن رئيس الوزراء البريطاني في القرن التاسع عشر بنيامين دزرائيلي هو من ابتكر هذه القاعدة، كما ذكرت مجلة ماري كلير.
وقالت كريستين ماينزر، المعلقة الملكية، لبيزنس إنسايدر، إن هذه القاعدة أثبتت نجاحها مع الملكة الراحلة لأنها اعتلت العرش خلال حقبة "كانت فيها الصحافة وعامة الناس لا يزالون يحافظون على مستوى معين من تبجيل الشخصيات الملكية".
وأضافت ماينزر: "بعبارة أخرى، لم تكن إليزابيث فقط هي التي كانت تتبع هذا الشعار، بل كانت الصحافة والجمهور كذلك".
تولت الملكة إليزابيث العرش عام 1952 وحكمت لمدة 70 عامًا حتى وفاتها عام 2022.