كأس العالم للأندية.. مخاوف السفر والسلامة والاقتصاد تهدد نجاح المونديال

في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم للأندية، تخيم الشكوك والقلق على الحدث.
وتُلقي المخاوف المتعلقة بالسفر الدولي، وسلامة الجماهير، والظروف الاقتصادية غير المستقرة، بظلالها على البطولة التي كان يُفترض أن تكون علامة فارقة في تاريخ كرة القدم الأمريكية.
ووفقا لتقرير نشرته "أسوشيتد برس"، فإن هذا الحدث المرتقب يتم بمشاركة 32 ناديًا من مختلف أنحاء العالم، موزعين على 11 مدينة أمريكية، بجوائز مالية ضخمة تصل إلى مليار دولار.
وتُعد البطولة بمثابة بروفة لما هو أكبر قادم، وهو كأس العالم 2026 والتي ستستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ولكن، رغم أهمية الحدث، لا يبدو أن هناك حماسًا كبيرًا له، لا محليًا ولا عالميًا.
وفي حين لا يُعرف إن كانت هذه التحديات ستُعرقل نجاح كأس العالم للأندية، لكنها بالتأكيد تُشكك في استعداد الولايات المتحدة لاستضافة البطولات الكبرى على أكمل وجه.
مشكلات أساسية
أما إحدى المشكلات الرئيسية فتكمن في توسعة البطولة نفسها. فبينما يُفترض أن تعزز هذه التوسعة التنوع والتمثيل، إلا أنها أفقدت الحدث كثيرًا من مكانته الحصرية. ففي صيغته السابقة، كان يضم سبعة أندية فقط من أبطال القارات، ما منح البطولة طابعًا أكثر جدية. أما الآن، ومع مشاركة 32 فريقًا، باتت البطولة أقرب إلى تكرار لبطولات مثل دوري أبطال أوروبا.
وأثارت مبيعات التذاكر البطيئة القلق. وباستخدام نظام تسعير ديناميكي، تم خفض أسعار التذاكر بشكل كبير. على سبيل المثال، تذاكر مباراة باريس سان جيرمان وبوتافوغو في ملعب روز بول في 19 يونيو/حزيران تُعرض بأسعار تبدأ من 33 دولارًا. ورغم العروض الترويجية، مثل منح أولوية لشراء تذاكر كأس العالم 2026 لمن يشترون تذكرتين للبطولة الحالية، إلا أن الإقبال لا يزال ضعيفًا.
وبالإضافة إلى ذلك، يواجه الحدث تحديات سياسية ولوجستية كبيرة. فالسفر إلى الولايات المتحدة أصبح أكثر صعوبة في ظل السياسات المتشددة التي تبنتها إدارة الرئيس ترامب. وحالات احتجاز السائحين، وطول فترات انتظار التأشيرات، وزيادة نشاط وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية ، كلها عوامل أثارت قلق الجماهير الأجنبية.
وقد أبدت جمعية السفر الأمريكية قلقها، مشيرة إلى انخفاض كبير في أعداد الزوار الأجانب. حيث سجّلت إدارة السفر والسياحة الوطنية انخفاضًا بنسبة 9.7% في أعداد الزائرين خلال مارس/آذار مقارنةً بالعام السابق، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه بانخفاض يبلغ 9.4% خلال العام بأكمله.
ومن جانبه، شدد رئيس الجمعية، جيف فريمان، على الحاجة لتحسين إجراءات التأشيرات والجمارك قبل البطولات الكبرى القادمة مثل كأس العالم 2026 وأولمبياد لوس أنجلوس 2028. وأشار إلى أن مواعيد المقابلات للحصول على التأشيرة في بعض الدول مثل كولومبيا تصل إلى 18 شهرًا، مما يجعل حضور بعض المشجعين شبه مستحيل.
وفي جلسة استماع في الكونغرس، اقترح وزير الخارجية ماركو روبيو تمديد ساعات عمل القنصليات واستخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة التأشيرات. لكن القلق لا يزال قائمًا، خاصة بعد فرض إدارة ترامب حظر سفر على مواطني 12 دولة، وقيود إضافية على تسع دول أخرى، منها إيران التي تأهلت بالفعل للبطولة.
ورغم وجود إعفاءات للاعبين والمدربين والفرق، إلا أن البيان لم يذكر الجماهير، ما يخلق حالة من الغموض والقلق لدى المشجعين الراغبين في الحضور.
انعكاس القلق
ووفقا للتقرير، فإن هذا القلق بدأ ينعكس بالفعل. ففي ناتشفيل، تجنّبت مجموعة مشجعين من أمريكا اللاتينية حضور مباراة في الدوري الأمريكي بسبب نشاط وكالة مكافحة الهجرة في المدينة، رغم أن ملعب "جيوديس بارك" سيستضيف ثلاث مباريات من كأس العالم للأندية.
كما أن التصريحات الصادرة من المسؤولين الأمريكيين لم تُطمئن الجماهير. فعلى سبيل المثال، صرّح نائب الرئيس جي دي فانس: "نريدهم أن يأتوا، ويحتفلوا، ويشاهدوا المباريات. لكن عندما ينتهي الوقت، عليهم العودة لبلادهم. وإلا، فعليهم التحدث مع وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم."
واعتبر مراقبون إن هذه التصريحات منفّرة، مضيفًا أن مشجعي كرة القدم الذين يسافرون لمسافات طويلة لحضور مباريات دولية عادةً ما يكونون من ذوي الدخل العالي والمخاطر الأمنية المنخفضة.
دعاية محدودة
وعلى الرغم من وعود رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، الذي زار عدة مدن لاستنهاض الحماس، إلا أن الترويج للبطولة لا يزال محدودًا. ففي سياتل، على سبيل المثال، لم تُرَ سوى لافتة واحدة داخل محطة قطار خفيف تعلن عن البطولة.
وقال هانز هوبسون، المدير التنفيذي لجمعية كرة القدم في ولاية تينيسي، أن كثيرًا من الأندية المشاركة غير معروفة للمشجع الأمريكي العادي. "ليست من الدوريات التي يتابعونها. لو كانت فرقًا من الدوري الإنجليزي الممتاز أو البوندسليغا، لكانوا قالوا: 'نعم، نعرف هؤلاء اللاعبين، دعونا نذهب.'"
وفي ناتشفيل، تُباع تذاكر مباراة لوس أنجلوس إف سي ضد الترجي الرياضي التونسي في 20 يونيو/حزيران بأسعار تبدأ من 24 دولارًا فقط.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMzcg جزيرة ام اند امز