مسؤول أمريكي يدعو أوروبا لتصنيف حزب الله "إرهابيا"
نرفض التمييز الزائف بين جناحيه العسكري والسياسي المزعوم، نحن نعلم أن حزب الله منظمة إرهابية من الجذور حتى الفروع
دعا مسؤول أمريكي، الجمعة، الاتحاد الأوروبي إلى اعتبار حزب الله اللبناني ككل منظمة إرهابية وعدم التفريق بين جناحيه السياسي والعسكري، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل التصدي للتنظيم المتطرف.
وقال منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، ناثان سيلز، إن إعلان ألمانيا في أبريل/نيسان حظر أنشطة حزب الله الإرهابي الموالي لإيران على أرضها يعتبر تطورًا تاريخيًا يوضح أن باقي دول العالم تنضم لجهود واشنطن في عزل التنظيم العنيف والتصدي له.
وأضاف سيلز، في مقال بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أدركت منذ البداية أن حزب الله هو الوكيل الإرهابي الأكثر خطورة للنظام الإيراني؛ خاصة وأنه على مدار عدة سنوات كان يجمع المعلومات الاستخباراتية، ويخزن الأسلحة، ويبني مخابئ المتفجرات، ويخطط لهجمات في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وعن نشاط التنظيم في الولايات المتحدة، قال إنه بين عامي 2017 و2019، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ثلاثة عملاء تابعين لحزب الله كانوا يراقبون منشآت تابعة للجيش الأمريكي ووكالات إنفاذ القانون، والبنى التحتية الحيوية، والمعالم العامة بمدينة نيويورك وبوسطن والعاصمة واشنطن.
وأشار إلى أن أحد هؤلاء العملاء أدين العام الماضي وحكم عليه بالسجن 40 عامًا، في حين لاتزال الإجراءات القانونية ضد الآخرين مستمرة.
وأوضح سيلز أن نفوذ حزب الله الخبيث لم يقتصر على الإرهاب، بل عمل خلال السنوات الأخيرة، عناصر التنظيم عن كثب مع فيلق القدس الإيراني لدعم المليشيات الموجودة في العراق واليمن.
وقال إن الولايات المتحدة صنفت حزب الله تنظيمًا إرهابيًا بأكمله عام 1997، إذ أنه لأكثر من 20 عامًا "رفضنا التمييز الزائف بين جناحيه العسكري السياسي المزعوم"، مضيفًا: "نحن نعلم أن حزب الله منظمة إرهابية من الجذور حتى الفروع".
وأشار إلى أن حزب الله بنفسه اعترف بالأمر، مستشهدًا بما قاله أحد قيادات التنظيم عام 2012، بأنه "ليس لدينا جناح عسكري وآخر سياسي.. كل عنصر من عناصر حزب الله في خدمة المقاومة، أولويتنا المقاومة وليس شيء آخر."
وتابع السفير الأمريكي: "لسوء الحظ، ولمدة طويلة، رأت العديد من الدول التهديد بشكل مختلف"، مشيرًا إلى أنه عام 2013 وبعد التفجيرات النكراء التي نفذها حزب الله في بلغاريا، صنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للتنظيم إرهابيًا.
وأوضح أن ذلك كان بمثابة تطور محمود، لكن ظل حزب الله حرًا في جمع الأموال وتجنيد وإدارة شبكات في أوروبا، ولمدة طويلة تدعم عمله "الخيري"، وكان ذلك ثغرة؛ حيث إن المال يمكن استبداله، وأي دعم لحزب الله يمكنه المساعدة في شراء القنابل والصواريخ.
ومن أجل التصدي لهذه الثغرة بالغة الأهمية، أوضح سيلز أن إدارة الرئيس ترامب شنت حملة دبلوماسية رفيعة المستوى على مدار السنوات الماضية تشجع فيها على اتخاذ قرار حاسم ضد حزب الله.
وقال إنهم شجعوا شركاءهم على الاعتراف بالواقع وفرض عقوبات على حزب الله بأكمله، مشيرًا إلى أنهم يفعلون ذلك بالضبط.
وأشار إلى أن حظر ألمانيا حزب الله العام الماضي، جاء بعد تصنيف بريطانيا له منظمة إرهابية، وأن البلدين اتخذا إجراءات تتخطى ما تبناه الاتحاد الأوروبي، حيث كانت العقوبات الأوروبية بمثابة الأرضية، والدول الأعضاء أحرار في فرض قيود أشد صرامة على المستوى الوطني، وكذلك أدرجت كوسوفو حزب الله على قائمتها للتنظيمات الإرهابية عام 2019.
كما أوضح أن شركاء الولايات المتحدة في جنوب أمريكا وأمريكا الوسطى فرضوا عقوبات على التنظيم.
وفي يوليو/تموز الماضي شاركت الأرجنتين والولايات المتحدة في استضافة ورشة عمل حول مكافحة الإرهاب تزامنت مع الذكرى السنوية الـ25 لهجمات حزب الله على جمعية آميا اليهودية في بوينس آيرس.
وخلال هذا اللقاء، أعلنت الأرجنتين تصنيفها حزب الله منظمة إرهابية، وتبعتها باراجواي في أغسطس/آب، ثم في يناير/كانون الثاني من العام الجاري، بورشة مكافحة الإرهاب التالية، أعلنت كولومبيا وهندوراس تصنيفهما لحزب الله.
سيلز أكد أنه لازالت هناك دول لم تصنف حزب الله منظمة إرهابية بعد، قائلًا إن الولايات المتحدة تدعو الاتحاد الأوروبي لتوسيع نطاق تصنيف حزب الله الصادر عام 2013 ليطوله بأكمله، والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على حزب الله بموجب القوانين الداخلية واتخاذ إجراءات حاسمة لتقييد مساحات عمله.
وأكد السفير الأمريكي أن الولايات المتحدة ستواصل قيادة الجهود العالمية في التصدي للتنظيم الإرهابي، وأن هناك حاجة لقيام الآخرين بدورهم.