"الفساد" يفجر خلافا بين حزب الله اللبناني و"التيار الحر"
تصريحات نائب التيار الوطني الحر أدت إلى ردود فعل غاضية من أنصار حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغت حد اتهامه بالعمالة.
فجرت تصريحات النائب زياد أسود عن "التيار الوطني الحر" اللبناني، الأخيرة خلافا مع "حزب الله" حليفه الأساسي، وذلك بعد أن قال إنه "لا يمكن أن يجمع بين الفساد والمقاومة، و لا يمكنه أيضاً أن يستمر في حمل السلاح والشعب اللبناني يعاني من الجوع".
وكان "التيار الوطني الحر" وقع تفاهما مع "حزب الله" عام 2006 سمي "تفاهم كنيسة مارمخايل"، أدى في عام 2016 الى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبناني، بعد سنتين ونصف من الفراغ الرئيسي نتيجه تمسك الحزب وحلفائه بدعم عون ومقاطعة جلسات البرلمان اللبناني.
وفي مقابلة له من على قناة "او تي في" التابعة للتيار الوطني الحر، قال أسود "لن نبقى مستمرين في حمل السلاح وشعبنا جائع"، مؤكداً "أنّ ثمن وجود سلاح حزب الله يدفعه كل اللبنانيين وبالتالي الحزب لا يمكنه الصمود بمفرده إذا لم يكن هناك تضامن وطني حوله، ولن يصمد لو بقي تحت مئة طابق بالضاحية الجنوبية".
وأدت تصريحات نائب التيار الحر إلى ردود فعل غاضية من أنصار حزب الله على مواقع التواصل الاجتماعي، بلغت حد اتهامه بالعمالة.
وفي محاولة منه لاحتواء ردود الفعل على تصريحه، وجه النائب زياد أسود رسالة لأنصار "حزب الله" قائلا على حسابه بموقع تويتر: "يبدو أن الجماهير الحزبية لا تسمع ما نقوله ولا تفهم معانيه، فتتحول إلى الشتم والتهديد".
وتابع: "التفاهم والتحالف ليسا طبق الأصل والرأي الآخر والانتقاد لا تعطي الحق للاخرين بالاتهام بالعمالة لأنها واضحة بالقانون. عندما يصل بلد إلى الهاوية ولا من يسمع، نكون أمام تعنت وغرور وليس حكم ومؤسسات".
ولاقت تصريحات أسود ردود فعل ليس فقط من أنصار حزب الله الذين شنوا هجومهم على حليفهم، إنما أيضا من المعارضين للطرفين.
ويرى محللون أن الخلاف بين الطرفين يعكس حقيقة العلاقة بينهما، وأن تحالفهما قائم على مصلحة.
وقال نائب معارض لـ"العين الإخبارية" تعليقا على تصريحات أسود، إن "تحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله قائم على معادلة واضحة المعالم، وهو توفير غطاء مسيحي لسلاح الحزب مقابل أن يوفر الأخير للتيار السلطة والنفوذ".
وتابع النائب الذي رفض الكشف عنه اسمه، أن "أي تباين يحدث بينهما يندرج في سياق تذكير الحزب أن أي تراجع من جانبه بخصوص الاتفاق مع التيار، سيؤدي إلى رفع الغطاء عنه، وتحديدا فيما يتعلق بدعم جبران باسيل في الانتخابات الرئاسية اللبنانية المقبلة".
ويرى باسيل أن "حزب الله يدعم حليفه المسيحي الثاني الوزير السابق سليمان فرنجية، لذا فالتصريحات عبارة عن رسالة للحزب مفادها إذا أردت دعم فرنجية، فليغطي لك سلاحك"، بحسب النائب.
وفي السياق ذاته، قال الكاتب اللبناني المعارض لحزب الله فارس خشان، على تويتر: "إن تشخيص زياد أسود لمخاطر حزب الله يتلاقى مع قناعاتنا الراسخة، إلا أن الحل الذي يقترحه يتقاطع مع محاولات تيار جبران باسيل الدائمة في ابتزاز الحزب للوقوف معه في معاركه السياسية الداخلية التي تتستّر بشعار خادع اسمه مكافحة الفساد".
بدوره كتب النائب اللبناني السابق والقيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، على حسابه بتويتر قائلا: "لأول مرة سمعت من النائب العوني (نسبة الى تيار رئيس الجمهورية ميشال عون)، كلاما مسؤولا ومنطقيا على عكس كل ما سبق من تياره وأظن انه بداية ممتازة، ولو كانت الصحوة ربما متأخرة".
وتابع: "كلامه ببساطة هو أول بارقة أمل لجميع اللبنانيين حول مصلحتهم المشتركة بدل المتاريس الطائفية الإقليمية".
كذلك علّق الصحفي اللبناني محمد نمر، على تويتر قائلا: "هل استيقظ زياد أسود؟ كلامه عبر قناة العهد (أو تي في) يستحق الإشادة".
وأوضح "لطالما قلنا إن حزب الله هو كارثة البلد"، مضيفا: "يذكرني كلام أسود بتصريح لباسيل لصحيفة الشرق الأوسط قبل وصول عون لرئاسة الجمهورية يطالب فيه بانسحاب الحزب من سوريا، كان حينها يغازل العرب لكنه بعدها تحول الى وزير خارجية حزب الله".