جبران باسيل.. "متسلق" على مقصلة الغضب اللبناني
باسيل هو رئيس التيار الوطني الحر وصهر الرئيس ميشال عون ويعد الرجل الأكثر جدلا بالساحة اللبنانية بعد أمين عام مليشيا حزب الله
صورة أثارت الكثير من التهكم والسخرية لوزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل حاملا بيده قذيفة من العيار الثقيل، تسلمها هدية من مسؤولين في مليشيا حزب الله بمنطقة جبيل، مطلقا سيلا من الوعود من قبيل "لن يصعب علينا أن نعالج الأزمة الاقتصادية".
حدث ذلك في مايو/أيار الماضي، أي منذ أشهر قليلة قبل أن يجيبه المحتجون اللبنانيون في ساحات الغاضب بجميع أرجاء البلاد، بهتاف "هيلا هيلا هو"، متهمين إياه بالفساد والكذب.
- لبنانيون يردّون على اتهامات نصر الله بهاشتاق "أنا ممول الثورة"
- دعوات لبنانية لـ"سبت الساحات" في اليوم العاشر للمظاهرات
باسيل هو رئيس التيار الوطني الحر وصهر الرئيس ميشال عون والرجل الأكثر جدلا بالساحة السياسية اللبنانية بعد الأمين العام لمليشيا حزب الله حسن نصر الله، حتى إن اسمه يعد مصدر توتر وإزعاج للكثير من اللبنانيين ممن يعدونه "الصهر المدلل" و"رئيس الظل" و"المتسلق" الذي شق طريقه بواسطة المحسوبية والفساد.
يتهمه كثيرون أيضا بالعنصرية والطائفية، ويلاحقه سجل من النعوت غالبا تفشل في استفزاز شخصية باردة نادرا ما تنفتح شهيتها للرد أو التوضيح أو حتى تحمل مشقة طمأنة أنصاره ومنتقديه على حد السواء.
شعارات وشتائم
خلال زيارة أجراها إلى قضاء كسروان في مايو/أيار الماضي، قال باسيل: "نحن وحزب الله تاريخنا ليس ملطخا بالفساد ولا مستقبلنا سيكون كذلك"، مضيفا "لن يصعب علينا أن نعالج الأزمة الاقتصادية، والأخيرة لن تكون أقوى منّا مع كلّ ما يرافقها من نيات سيئة في الداخل ومن الخارج".
تصريحات بدت مستفزة في وقت تفند فيه مؤشرات الواقع والاقتصاد اللبناني المتهاوي كلماته العائمة على صفيح تجاهله التام حقيقة معاناة اللبنانيين، وسعيه لذر الرماد على العيون بخطابات جوفاء منفصلة عن جوهر الأزمة والحقائق على الأرض.
استفز اللبنانيين بصورته تلك وهو يحتضن القذيفة، ورفع منسوب إحباطهم بتصريحات تعودوا على شحنة العداء الناضحة من صاحبها، وهو الذي يقول عنه كثيرون إنه يجد متعة في إثارة العداوات حوله والاستفزاز، ويهوى الصِدامات السياسية ويفرح بالخصومات.
وافد جديد إلى الصف الأول السياسي في لبنان، معتمدا على دعم هائل من صهره الذي لم ينجب غير 3 فتيات، ما يفسر تعلقه الكبير بباسيل "الولد الذي لم ينجب".
وبشكل ما تحيط بباسيل شبهات فساد في العديد من الملفات التي تكشف بعض تفاصيلها من حين لآخر، قبل أن تخمد في مهدها مدعومة في ذلك بواقع بلد غارق في أتون الفساء والمحاصصة الطائفية.
تلك الطائفية التي تجعل من كل مكون سياسي مجبرا على التمويه والتكتم خوفا على مصالحه وطائفته، وهذا ما قد يفسر السبب الذي جعل باسيل هدفا من قبل المحتجين ليس بالشعارات، كما حصل مع بقية الوجوه السياسية الأخرى، وإنما بالشتائم.
باسيل "الثعلب" كما يصفه مناوئون، ورغم أنه نادرا ما يرد على أي اتهامات أو انتقادات، فإن الشعار الذي بدأ بـ"هيلا هيلا هو.." لينتهي بشتيمة من العيار الثقيل، أثار حفيظته ودفعه للرد.
وظهر فيديو لوزير الخارجية وسط عدد قليل من أنصاره وهم يرددون الشعار نفسه، ولكن بعد استبدال الشتيمة بهتاف مؤيد لباسيل الذي حاول طمأنتهم، ما اعتبره ناشطون دليلا على القلق الكبير الذي ينتاب التيار الوطني الحر من تصاعد المظاهرات واستهدافه بشكل شخصي بالشتائم.
صعود صاروخي غير عادل
وسلك باسيل دهاليز السياسة رغم أنه كان يطمح في طفولته دخول عالم الرهبنة والكهنوت حين يكبر، وصعد بشكل صاروخي بفضل دعم غير محدود من صهره، ليصبح الشخصية المركبة التي يمقتها قسم واسع من اللبنانيين.
ولد باسيل عام 1970، وهو مهندس حاصل على شهادة الهندسة المدنية في عام 1992، وعلى الماجستير في المواصلات من الجامعة الأمريكية في بيروت، وتخصص في مجال البناء والاستثمار العقاري منذ 1994.
في 2005 ترشح باسيل للانتخابات البرلمانية عن دائرة البترون، غير أنه مني بهزيمة قاسية، قبل أن يقرر الترشح من جديد في عام 2009 عن الدائرة نفسها، لكنه انهزم مرة أخرى أمام ذات منافسيه أنطوان زهرا وبطرس حرب.
وحين أصبح ميشال عون رئيسا للبلاد، انتخب باسيل بالتزكية في أغسطس/آب 2015 رئيسا لـ"التيار الوطني الحر"، في إطار صفقة متعددة الأطراف جرت بمباركة مليشيا نصر الله.
ومنذ عام 2008 تقلد باسيل العديد من الحقائب الوزارية في حكومات كل من فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي، تمام سلام، وسعد الحريري.
مسار سياسي يرى مراقبون أن باسيل لم يحققه بكفاءته وإنما اعتمادا على صهره، حيث بدأ مهندسا بسيطا قبل أن يلتقي شانتال ابنة عون ويتزوجها، لتتغير حياته بنسبة 180 درجة، ويحصل على مناصب منحته إمكانية النفاذ إلى ملفات وصفقات مشبوهة عدة، وفق تقارير إعلامية محلية.