فورين بوليسي: قوة احتجاجات لبنان في عدم وجود قائد لها
المحتجون قالوا إن الساسة سرقوا عشرات أو ربما مئات مليارات الدولارات من الخزينة العامة مدعومين بقوانين السرية المصرفية وشبكات المصالح
على مدار 10 أيام من أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة شهدها لبنان خلال أكثر من عقد، ظلت المظاهرات بلا قائد ولا قائمة طلبات رسمية.
وهي النقطة التي ترى فيها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أكبر قوة للحراك الاحتجاجي الشعبي، الذي تشير المجلة إلى أنه بدأ على نحو مختلف تماما.
وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم السبت، إنه بدلا من أن يدشن أبناء الطبقة المتوسطة فعالية مسبقة على موقع "فيسبوك"، تدفق الأفقر منهم إلى الشوارع في 17 أكتوبر/تشرين الأول.
وأتت هبة 17 أكتوبر/تشرين الأول العفوية في شوارع لبنان، عقب إقرار الحكومة سلسلة ضرائب جديدة، من بينها رسوم على المكالمات التي تُجرى باستخدام خدمات المراسلة المجانية، مثل تطبيق "واتساب".
- دعوات لبنانية لـ"سبت الساحات" في اليوم العاشر للمظاهرات
- مطالب بالكشف عن حسابات سياسيين لبنانيين في بنوك أوروبا
وأوضحت المجلة الأمريكية أن عقوداً من الفساد وسوء الإدارة والمحاباة دفعت اللبنانيين إلى حافة الانهيار الاقتصادي.
وقال المحتجون إن الساسة سرقوا عشرات أو ربما مئات مليارات الدولارات من الخزينة العامة، مدعومين بقوانين السرية المصرفية وشبكات المصالح.
وعلى الرغم من علم معظم اللبنانيين بهذا الأمر، شعر قلة بأن لديهم القوة لوقفه، لكن يبدو أن هذا الأمر تغير.
الآن، يقول معظم المحتجين أنهم يريدون استقالة الحكومة، وحتى حدوث ذلك، فهم باقون في الشوارع.
وقالت نور معتوق، إحدى المتظاهرات: "نجحنا بالفعل في شيء هو أن الحكومة الآن ترى شعبها. يرون أننا يمكننا الغضب. الآن، الحكومة تعتبرنا مواطنين."
وشكا أول الواصلين إلى الشوارع من البطالة وعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وهتف الشباب "لصوص.. لصوص".
وبحلول يوم السبت، كان اللبنانيون من جميع الأعمال وتقريبا كل دين وخلفية اقتصادية في الشوارع بجميع أنحاء البلاد يطالبون بنهاية الحكومة.
ونوهت المجلة الأمريكية بأن المحتجين لم تتم دعوتهم للذهاب إلى الشوارع، ويبدو أنه لا يمكن لأحد أن يقول لهم "عودوا إلى منازلكم"، لافتة إلى أنه عادة ما تدعو الأحزاب السياسية أو جماعات المجتمع المدني للاحتجاجات.
ووفقا لأحد المحتجين يدعى عمرو سكرية: "هذه المرة الأمر مختلف. جميع اللبنانيين يد واحدة تحت العلم اللبناني".
وأوضح سكرية أنهم لا يريدون قائدا واحدا، معللا بأن "هذا سيعيدنا إلى الشيء الذي نحاول الهرب منه"؛ إذ قال كثير من المتظاهرين إن قادتهم عززوا عن عمد الانقسامات الطائفية في البلاد لإبقاء الناس في حالة خوف واعتماد على أحزابهم السياسية.
ويرى كثير من المتظاهرين أن عدم وجود أحد يمكن للحكومة التفاوض معه هو بمثابة نقطة قوة، ففي عام 2015، شهدت شوارع لبنان احتجاجات لعشرات الآلاف بعد تكدس القمامة بقيادة حركة تسمى "طلعت ريحتكم"، التي اتسعت لتتضمن قضايا الفساد وسوء إدارة الحكومة، لكن انتهى الأمر بدون أي سياسة إصلاحية حقيقية.
لكن يقول البعض إن هذا كان أيضا نتيجة محاولات للنيل من قيادة الاحتجاجات وإشاعة الانقسامات بينهم، وأصبح هذا درسا للمحتجين الآن.
aXA6IDMuMTQ1LjgxLjI1MiA= جزيرة ام اند امز