مطالب بالكشف عن حسابات سياسيين لبنانيين في بنوك أوروبا
المطالب كان من ضمنها إحالة الملف بالكامل للقضاء اللبناني، فيما يقرر لاحقا مصيرها إن كانت سليمة أو منهوبة من أموال الشعب
كشف المحلل العسكري اللبناني ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد المتقاعد هشام جابر تفاصيل مهمة بشأن "اللقاء المطول" الذي جمعه اليوم بالرئيس اللبناني ميشال عون.
وقال جابر، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إنه اقترح على الرئيس تكليف النائب العام بالكشف عن حسابات جميع السياسيين اللبنانيين بالداخل، ورفع السرية المصرفية عنها.
وأضاف أنه طالب أيضا بالبدء في تشكيل حكومة انتقالية مدتها 6 شهور برئاسة سعد الحريري، وهي الاقتراحات التي أبدى "عون" اقتناعه وترحيبه بها، حسب جابر.
وأكد المحلل العسكري "التقيت رئيس الجمهورية عون صباح اليوم ونقلت له همومي وهموم الشارع، وأيضا مقترحاتي للخروج من المأزق اللبناني الحالي".
وأضاف "الرئيس بدا خلال الحديث معي أنه يريد تخليص لبنان من هذه الأزمة على الفور، لكنه مقيد".
واستعرض جابر تفاصيل ما جاء في اللقاء، قائلا: أبلغت الرئيس إذا أراد إخراج المتظاهرين من الشارع فعليه أن يصدر سريعا قرارا بحجز أموال السياسيين اللبنانيين، والكشف عن حساباتهم في الداخل.
وأكمل "اقترحت على عون أن يطلب من الاتحاد الأورربي وسويسرا بتجميد حساباتهم المقدرة بـ300 مليار دولار وليس إعادتها للبنان، بل حجزها".
وتابع "فيما يقرر القضاء اللبناني لاحقا مصيرها إن كانت سليمة أم منهوبة من أموال الشعب".
واستطرد: دعوت الرئيس أيضا أن يطلب من جميع القوى السياسية أن تتنحى جانبا، وتحصل على استراحة محارب، مع السماح بتشكيل حكومة تكنوقراط (خبراء) لا علاقة لها برجال السياسة والطبقة السياسية، على أن تكون حكومة انتقالية لمدة 6 أشهر تستطيع تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية.
قال جابر إنه طلب من الرئيس اللبناني دعوة مجلس النواب إلى إقرار قانون انتخابات بشكل سريع، وإجراء انتخابات مبكرة حسب قانون عصري خلال شهرين بإشراف دولي.
وواصل رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات: أكدت للرئيس اللبناني أن خروجه للجماهير بهذه القرارات ستكون بمثابة "صدمة إيجابية" من أجل تخفيف حدة الاحتقان وهدوء الشارع اللبناني.
غير أنه اشار إلى أن المشكلة التي تواجه البلاد تتمثل في إيجاد رئيس جديد لهذه الحكومة؛ لأن حزب الله يرفض استقالة سعد الحريري، ويرى أن الاستقالة ستجر إلى زحزحة أركان النظام".
وانتقد جابر محاولات عناصر حزب الله وحركة أمل ما وصفه بـ"إجهاض" الحراك السلمي في ساحات لبنان، مشيرا إلى أن هذه العناصر تخطئ كثيرا بهذه المحاولات الفاشلة.
وأردف "نحن أمام ثورة.. والجميع يتمنى حتى المؤيدين للمقاومة، ألا يتعرض أفراد حزب الله وحركة أمل للبنانيين الذين يعبرون عن رأيهم".
واعتدت عناصر من مليشيا حزب الله، الجمعة، على متظاهرين بساحة الشهداء في بيروت ما أسفر عن إصابة شخص بالإضافة إلى شرطيين اثنين من قوات مكافحة الشغب اللبنانية.
وإزاء هذه الاعتداءات، قال هشام جابر إن "قوة حزب الله ليست في سلاحه فقط، بل في البيئة التي تدعم المقاومة، ومنذ أسبوع وحتى الآن خسر حزب الله 50% من هذه البيئة".
وأوضح "أنا بن مدينة النبطية، وترشحت من قبل في الانتخابات النيابية في وجه حزب الله، واليوم النبطية ثارت بجميع أبنائها شيبها وشبابها على السلطة الحاكمة بما فيها حزب الله وحركة أمل، وعلى الجميع أن يدرك أن الأوضاع تغيرت، وأن ما يحدث في لبنان ثورة حقيقية".
وتابع: نحن أمام دائرة مفرغة، والقرارات الأخيرة للحكومة لن تجدي نفعا أمام حالة الحراك الكبير حاليا، فما لا يدركه البعض أن لبنان أمام ثورة حقيقية.
وكان مجلس الوزراء أقرّ، الإثنين الماضي، حزمة من الإصلاحات الاقتصادية لنزع فتيل الأزمة وفي محاولة تهدئة لأكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات.
وتتضمن الإصلاحات إلغاء الضرائب الجديدة، وخفض رواتب كبار المسؤولين إلى النصف.
وبشأن ما اقترحه الرئيس عون في خطابه الأخير بشأن استعداده للقاء وفد يمثل المتظاهرين، قال العميد جابر: هذا الأمر في غاية الصعوبة، لأن المظاهرات والحراك السلمي الحالي ليست له قيادة موحدة.
ولليوم التاسع على التوالي، لم يختلف مشهد الشارع اللبناني المنتفض ضد السلطة رغم 4 خطابات، بدأت بطلب مهلة لرئيس الحكومة سعد الحريري، ثم كلمة لحسن نصر الله أمين عام مليشيا حزب الله، مرورا بالمبادرة الإصلاحية للحريري، وصولا لخطاب الرئيس اللبناني ميشال عون، اعتبرها مراقبون جاءت متأخرة وزادت من سكب زيت الغضب على نيران الاحتجاجات.