أنصار حزب الله يرهبون المتظاهرين والجيش اللبناني يتدخل
على الصعيد السياسي استنكر سياسيون كلمة نصر الله وما يقوم به مناصروه تجاه المتظاهرين السلميين وسط بيروت
لم يكد ينهي أمين عام حزب الله حسن نصر الله اتهامه لسفارات أجنبية بالتدخل في التحركات الشعبية التي يشهدها لبنان، معتبرا أن المظاهرات لم تعد عفوية، حتى بدأت الصدامات في أكثر من منطقة.
ونتيجة لقيام أنصار وعناصر الحزب باستفزاز المتظاهرين في وسط بيروت وعند مدخل الضاحية الجنوبية وفي بعلبك والبقاع، تدخلت القوى الأمنية لمنع المواجهات.
- جوتيريس يدعو إلى "الحوار" لحل الأزمة في لبنان
- خبير لبناني لـ"العين الإخبارية": اقترحت على الرئيس عون الكشف عن أموال السياسيين
وقبل نحو ساعة على بدء كلمته، عمد مجموعة من مناصري نصر الله إلى مهاجمة مظاهرة وسط بيروت، واصطدمت مع المحتجين والقوى الأمنية رافضة أن تشمل الشعارات المرفوعة نصر الله، ما أدى إلى وقوع جرحى.
ورغم إصرار حزب الله على القول: "إن تحركات مناصريه لم تتم بأمر منه"، طلب نصر الله في خطابه مساء اليوم من "شبابه الانسحاب من الساحات"، وقد وجد المتظاهرون فيه اعترافا بأن ما يقوم به مناصرو الحزب بتوجيهات منه.
تصريحات نصر الله لاقت انتقادات واستنكارات من جانب المتظاهرين الذين طالبوا من اللبنانيين مواجهة محاولة ترهيبهم وإفشال المظاهرات، من خلال التوافد إلى الساحة، وقد عكس ذلك تجاوبا لافتا، حيث سجل عدد المتظاهرين تزايدا في مختلف المناطق.
وفيما انتشر مقطع فيديو لمواجهة بين مناصري الحزب ومتظاهرين في بلدة الفاكهة بالبقاع، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام "رسمية" بحدوث إشكال وتلاسن في ساحة خليل مطران في بعلبك، ما استدعى تدخل القوى الأمنية التي حالت دون تطور الإشكال.
وعمدت عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إلى تطويق الساحة لعدم حدوث احتكاك بين المعتصمين والمواكب السيارة التي تجوب شوارع المدينة تأييدا لمواقف نصر الله.
وفِي بيروت، اتخذ الجيش اللبناني إجراءات مشددة في منطقة قصقص - الطيونة، عند مدخل الضاحية الجنوبية التي شهدت مظاهرات مؤيدة لنصر الله أيضا، حيث قطع السير في الاتجاهين وعمل على التدقيق بهويات المارة مانعا الدراجات النارية من سلوك هذه الطريق.
على الصعيد السياسي استنكر سياسيون كلمة نصر الله وما يقوم به مناصروه، إذ دان رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض بشدة الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها مناصرو "حزب الله" على المتظاهرين السلميين وسط بيروت.
وقال معوض عبر "تويتر": "أشد على أيدي الجيش اللبناني والقوى الأمنية للتشدد في حماية المتظاهرين ومنع الاحتكاكات"، مضيفا "أكرّر دعوتي التي أطلقتها منذ اليوم الأول للعودة إلى صوت العقل والشعب والذهاب نحو حل سياسي عبر الآليات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة شكلا ومضمونا عبر متخصصين ونظيفي الكف بما يطمئن اللبنانيين ويفتح الطريق أمام بدء الإصلاح الحقيقي".
بدوره حذر الوزير السابق أشرف ريفي حزب الله، وغرد على تويتر: "أحذركم من الغرق في الوحل اللبناني يُنهيكم على المدى المتوسط، وأحذركم من الغرق في الدم اللبناني ينهيكم فورا"، مضيفا "حزب الله يؤكد مجددا صورته البشعة.. اغتيالات، إجرام، بلطجة وفساد. إنه الإرهاب بعينه".
من جهته شدد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر" على أن "ضرورة حماية المتظاهرين واعتماد الحوار بين الفرقاء فوق كل اعتبار".
ومنذ صباح الجمعة، بدأت وسائل إعلام محسوبة على حزب الله بالترويج لمعلومات عن نية الحزب إنهاء المظاهرات بالقوة، حتى إنها وصلت إلى حد تحديد مهلة نهاية الأسبوع.
ويأتي ذلك في ظل تمسّك رئيس الحكومة سعد الحريري رفض فض المظاهرات بالقوة، وهي السياسة التي يتبعها الجيش اللبناني، محاولا قدر الإمكان عدم التصادم مع المحتجين.
ومنذ قليل كتبت وزير الداخلية والبلديات ريا الحسن على حسابها على تويتر قائلة: "الله يعطي العافية لكل عنصر من عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش الذين يبذلون كل جهد ويتفانون بكل مسؤولية ليحموا المتظاهرين والمواطنين ويحافظوا على الأمن، حتى تمر هذه المرحلة الصعبة على لبنان على خير".
ودخلت المظاهرات في لبنان يومها التاسع وسط تمسك مئات آلاف المواطنين بمطالبهم المتمثلة في استقالة الحكومة وتغيير كل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد والكذب.
وكان مجلس الوزراء أقرّ، الإثنين الماضي، حزمة من الإصلاحات الاقتصادية لنزع فتيل الأزمة وفي محاولة تهدئة لأكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات.
وتتضمن الإصلاحات إلغاء الضرائب الجديدة وخفض رواتب كبار المسؤولين إلى النصف.