قمة باريس.. اختبار حقيقي لمصير «تحالف الراغبين» بشأن أوكرانيا

في خطوةٍ دبلوماسية محفوفة بالتحديات، يُواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اختبارًا حاسمًا لتماسك ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين".
ويسعى ستارمر خلال زيارته الحالية إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لحضور اجتماع -يضم ممثلين عن 30 دولة أوروبية- إلى تحديد ملامح قوة حفظ سلام دولية، يجري تشكيلها فور التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويرصد تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية أبرز التحديات التي تُواجه ستارمر والمتمثلة في تحديد التزامات الدول الأعضاء عبر إقناع الأعضاء بتوضيح مساهماتهم العسكرية أو المالية في حال تحقيق وقف إطلاق نار دائم، خاصة مع تردد معظم الدول في الإفصاح عن خطط ملموسة.
وسيتعين على ستارمر أيضا الحصول على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدمج القوة المقترحة في أي تسوية سلام، لا سيما بعد رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود قوات حلف الناتو على الأراضي الأوكرانية.
ويأتي الاجتماع في أعقاب اتفاقٍ روسي-أوكراني -بوساطة أمريكية- لوقف الهجمات على السفن في البحر الأسود، والذي يُنظر إليه باعتباره انتصارا كبيرا لبوتين.
ويؤكد هذا نجاح الرئيس الروسي حتى الآن في التعامل مع الرئيس ترامب، حيث تتردد الإدارة الأمريكية في انتقاد الدولة المسؤولة عن الحرب على الرغم من شن هجمات متكررة على زيلينسكي وأوكرانيا.
خطة هشة وسط تشكيك أمريكي وتململ أوروبي
يشكك خُصوم رئيس الوزراء البريطاني في جدوى خطته، ويُحذرون من اعتمادها المفرط على الموقفين الأمريكي والروسي. فباستثناء بريطانيا وفرنسا -اللتين تعهدتا بإرسال قوات إلى أوكرانيا- تتردد أغلب دول التحالف في تقديم ضمانات علنية، في حين يصر ستارمر على أن أي وجود عسكري بريطاني سيكون "مستدامًا فقط بدعمٍ أمريكي".
ولخص جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، الشكوك التي تُحيط بالتحالف، بوصفه إياه بأنه "تجمُّع لدول عشوائية" لم تخض حروبًا منذ عقود. وتُظهر تسريبات محادثاتٍ داخل الإدارة الأمريكية تذمرًا من "إنقاذ الأوروبيين مجددًا"، في وقتٍ تُركز واشنطن على التنافس مع الصين.
خلفية عسكرية: استعداداتٌ استباقية
يستند ستارمر في مفاوضاته إلى نتائج اجتماعات عسكرية مكثفة عُقدت في مقر العمليات العسكرية البريطانية في نورثوود، بمشاركة مئات من الخبراء حول العالم. وناقشت الجلسات -على مدى ثلاثة أيام- هيكلية القوة المستقبلية وآليات ضمان قدرة أوكرانيا على صد أي عدوان روسي محتمل.
ومن المقرر أن ينتقد رئيس الوزراء "التعتيم" الروسي في محادثات السلام، ويدعم جهود ترامب لإنهاء الحرب، ويؤكد أهمية مساهمة جميع دول التحالف، سواءً بالأسلحة أو المال أو القوات، في قوة حفظ السلام.
aXA6IDMuMTQ3LjEwMy4xNTcg جزيرة ام اند امز