15 صورة مبهرة.. الزي والحلي يزينان انتخابات الرئاسة بكينيا
الكينيون بدأوا الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة بين الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا ومرشح المعارضة رايلا أودينجا
بدأ الكينيون، الثلاثاء، الإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة تشهد تنافسا محموما، ولا سيما في سباق الرئاسة بين الرئيس المنتهية ولايته أوهورو كينياتا، ومرشح المعارضة رايلا أودينجا، وسط أجواء من التوتر في البلد الذي يعد الأغنى في شرق إفريقيا.
وتنوعت شرائح الناخبين بين شبان يدلون بأصواتهم للمرة الأولى إلى مسنين، فضلا عن سكان المناطق الحضرية ومحاربين من عرقية سامبورو، حيث تدفق الآلاف إلى مراكز الاقتراع، بعضهم حتى قبل بزوغ الفجر بكثير، للإدلاء بأصواتهم.
وبدأت الانتخابات بشكل سلس مع بعض التأخير والأعطال التقنية وهطول للأمطار تسبب بتباطؤ في العملية في بعض مراكز الاقتراع البالغ مجموعها 41 ألفا، في حين أكدت اللجنة الانتخابية أنه يتم التعامل مع الوضع.
وأفاد رئيس اللجنة وافولا تشيبوكاتي: "سنمدد ساعات التصويت لنفس المدة التي ذهبت سدى قبل فتح" المراكز.
وفي أحد مراكز الاقتراع، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة للسيطرة على حشد من الناخبين أغضبه التأخير، قبل أن يعاود الناخبون التصويت سريعا.
وقال تشيبوكاتي: "نريد أن نؤكد لكم أن المسؤولين انتشروا لحل المسائل التقنية وتم إخبارنا بأن عملية التصويت تجري بشكل سلس".
وفي وسط البلاد، طُلِبَ من أفراد عرقية سامبورو المزينين بخرز ملون ترك رماحهم في الخارج قبل الدخول إلى مراكز الاقتراع ليتم التعرف عليهم من خلال بصمة اليد.
ترقب وحذر
وتتركز جميع الأنظار على نظامي التعرف على الناخب عن طريق البصمة وعد الأصوات اللذين فشلا بشكل ذريع عام 2013، ويعدان ضروريين لسير الانتخابات بشكل سلس وسط اتهامات المعارضة بوجود مخطط لتزوير النتيجة.
ولطالما عهد الكينيون الانتخابات المشوبة بالعنف، إذ تصاعد التوتر على خلفية الادعاءات بوجود تزوير، واغتيال المسؤول عن نظام التصويت الإلكتروني في آخر أيام الحملة.
وتأتي عملية الاقتراع الثلاثاء بعد مرور 10 سنوات على الانتخابات السابقة، التي سادتها حالة من الفوضى واتفق المراقبون الأجانب على وجود تجاوزات فيها وسط أعمال عنف أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص ونزوح 600 ألف آخرين.
وتم نشر أكثر من 150 ألف عنصر أمن من ضمنهم حراس الغابات والسجون استعدادا ليوم الانتخابات.
ومن جهته، يراقب المجتمع الدولي عن كثب الانتخابات التي تجري في بلد يعد معقل الاستقرار في شرق أفريقيا والشريك الأهم في محاربة حركة الشباب الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ويشرف على الانتخابات مئات المراقبين الأجانب، بينهم وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري ورئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو مبيكي، إلى جانب وفود من الاتحاد الأوروبي.
"إنها ديمقراطية"
وقال توم مبويا (43 عاما) والذي يعمل في مجال البناء وأدلى بصوته في كيبيرا، الحي العشوائي الأكبر في العاصمة، "اقترعت لصالح رايلا لأنه سيكون أفضل بكثير بالنسبة إلينا. ولكن في حال لم يفز، فلا بأس، إنها ديمقراطية في النهاية، لا حاجة للعنف".
ويخوض أودينجا (72 عاما)، زعيم "التحالف الوطني العظيم"، رابع وعلى الأرجح آخر محاولة له للوصول إلى الرئاسة، ففي عامي 2007 و2013، ادعى أن الانتخابات سرقت منه.
وقبل وقت قصير من الإدلاء بصوته، قال أودينغا "لن أحتاج إلى خطاب في حال خسرت، وهو الأمر غير المتوقع. سأتحدث من قلبي".
وأدلى هو وكينياتا بصوتيهما قبل الظهر بقليل.
وتسبب تعديل دستوري لتطبيق اللامركزية أُدخل بعد عام 2013 في تعقيد طريقة التصويت في محافظات كينيا الـ47 حيث يتعين على الناخبين الإدلاء بأصواتهم في ستة صناديق مختلفة.
وقد تؤدي انتخابات حكام المحافظات إلى اضطرابات محلية.
منافسة عائلية تعود لعقود
وستشكل الانتخابات المواجهة النهائية في منافسة عائلية استمرت على مدى أكثر من نصف قرن منذ تحول والدا المرشحين الرئاسيين، جومو كينياتا وجاراموجي أودينجا، من حلفاء في المعركة من أجل الاستقلال إلى خصوم.
وينتمي الرجلان إلى أهم مجموعتين عرقيتين في كينيا- كينياتا تتحدر من كيكويو (وهي المجموعة العرقية الأكبر) فيما تتحدر عائلة أودينجا من لوو.
وأمنا لنفسيهما تحالفات قوية مع مجموعات أخرى في البلد الذي يتم التصويت فيه بشكل قبلي بدرجة كبيرة.
ويسعى كينياتا (55 عاما) إلى أن يعاد انتخابة مرة جديدة عقب انقضاء ولايته الأولى التي شهدت تقدما كبيرا في البنية التحتية رافقها نمو اقتصادي بلغت نسبته أكثر من 5%.
ولكن كينياتا يواجه انتقادات بسبب ارتفاع أسعار الأغذية حيث قفزت بنسبة 20 % من سنة إلى أخرى في مايو/أيار، إضافة إلى الفضائح المرتبطة بالفساد التي وقعت أمام عينيه.
وأشارت روزا ليدا (48 عاما) والتي لفت نفسها برداء شعب الماساي الأحمر في الصباح البارد إلى أن "تكاليف المعيشة تزداد ارتفاعا، خاصة الدقيق والسكر، هذا أمر غير جيد بالنسبة للأشخاص الفقراء مثلنا، ونأمل بأن يغير أودينجا ذلك".
وهناك أكثر من 19 مليون ناخب مسجلين في البلد البالغ تعداد سكانه 48 مليونا، نحو نصفهم أعمارهم تحت الـ35.
ويبدأ فرز الأصوات مباشرة عقب انتهاء الاقتراع تمام الساعة 17،00 (14,00 ت غ) ويتوقع أن تصدر النتائج الأولى بحلول يوم الأربعاء، ولدى المسؤولين أسبوع للإعلان عن النتائج النهائية.
وقد تجري جولة ثانية إلا أن منظمي استطلاعات الرأي يستبعدون ذلك مع وجود 6 مرشحين آخرين غير معروفين قد يتقاسمون فيما بينهم 1% من الأصوات إن لم يكن أقل.