كيري في تسريب صوتي: أوباما راهن على داعش لإسقاط الأسد
تسريب صوتي لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري يكشف عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما راهن على انتشار داعش لإسقاط بشار الأسد
كشف تسريب صوتي للقاء جرى أواخر العام الماضي بين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وعدد من النشطاء السوريين، عن أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، راهن على انتشار تنظيم داعش الإرهابي لحصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإسقاطه أو دفعه للتفاوض مع واشنطن.
وبحسب صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية جاء ذلك في ملف صوتي تم تسريبه لاجتماع مغلق بين جون كيري ونشطاء سوريين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي.
ورغم انتشار بعض التفاصيل الخاصة بذلك الاجتماع المغلق من قبل، لم يلتفت أحد لمناقشة كيري حول الاستراتيجية الأمريكية لاستغلال انتشار داعش في سوريا والعراق كعامل ضغط ضد الأسد.
وتعليقا على التسريبات، نفت وزارة الخارجية أمس أي إشارة إلى أن الإدارة كانت لديها سياسة تعتمد على استغلال نفوذ تنظيم داعش.
ولكن تلك التسريبات أثارت حالة من السخط والعديد من التساؤلات حول المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الإدارة الأمريكية وبشأن جدوى سياستها في التعامل مع الأزمة السورية.
وفي الملف الصوتي الذي تم تسريبه قال كيري: "لقد تدخلت روسيا لأن قوة داعش كانت تتزايد، كما تزايدت احتمالية قدرتها على التقدم صوب دمشق وما بعدها.. وكنا نراقب الموقف.. وكنا نعتقد أن تزايد قوة داعش يهدد الأسد، ويمكن أن يدفعه للتفاوض، ولكنه بدلا من التفاوض حصل على دعم بوتين". وأضاف كيري: "إنه أمر معقد للغاية".
وأشار كيري إلى أنه اصطدم مع بعض القيادات في إدارة أوباما نظرا لأنه كان يدافع عن تدخل الولايات المتحدة عسكريا ضد الأسد قبل التدخل الروسي في سوريا في سبتمبر/ أيلول 2015.
وكانت "سي إن إن" قد نشرت الفيديو المسرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ثم رفعته معللة ذلك بأنه تم بناء على طلب بعض المشاركين في اللقاء لحمايتهم.
وبالأمس ألحّت الواشنطن تايمز في سؤال لوزارة الخارجية الأمريكية عن تصريحات كيري، فرد جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية رافضا فكرة أن تكون الإدارة الأمريكية قد سمحت بتزايد قوة داعش في سوريا قائلا: "إن أي تلميح إلى أن الإدارة كانت تدعم بأي شكل من الأشكال وحشية داعش هو تلميح مخالف للحقائق ويتنافى مع قيادتنا للتحالف الدولي الذي أنشئ لهزيمة تلك الجماعة الإرهابية".
من جهة أخرى، قال مسئول كبير بالخارجية الأمريكية رفض الكشف عن هويته أن "حوار كيري لا يعني أن الإدارة الأمريكية كانت تدعم داعش أو تستغل توسعها في سوريا، فقد كان كيري يحلل الأوضاع ويتحدث عن الوقائع".
ولكن الصحيفة أشارت إلى مذكرة خاصة بوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية تفيد برصد المسئولين الأمريكيين حركة التنظيم الإرهابي منذ 2012 ورغبتهم في أن يحدث ذلك السيناريو في سوريا.
فوفقا لتلك المذكرة التي تم نشرها في مايو/أيار الماضي، قدم المحللون بوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في بغداد مذكرة في أغسطس/ آب 2012 تشير إلى أن "السلفيين" هم القوة الرئيسية التي تقود حركة التمرد في سوريا والتي تتضمن الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في العراق.
وأشارت المذكرة إلى أن القوى الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة كانت تدعم تلك القوى في سوريا، فيما يدعم آخرون بما في ذلك روسيا والصين وإيران نظام الأسد.
ووفقا للمذكرة: "فإذا ما تطور الوضع، تزيد احتمالية تأسيس إمارة في شرقي سوريا، وذلك بالضبط هو ما ترغب فيه القوى المؤيدة للمعارضة لكي تتمكن من عزل نظام الأسد".
ولكن تلك الخطة التي تعتمد على محاصرة الأسد وعزله فشلت في دفع الأسد إلى طاولة المفاوضات خاصة بعدما حصل على دعم روسيا، وهو ما جعل بعض كبار المسئولين الأمريكيين مثل المستشار السابق لسياسات الشرق الأوسط بإدارة أوباما يؤكدون أن الإدارة الأمريكية بحاجة ماسة إلى مراجعة مقاربتها بشأن سوريا.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS4xNzEg جزيرة ام اند امز