جو بايدن.. الاسم الأبرز الذي شغل العالم خلال الفترة الوجيزة السابقة.
والذي سيطر والانتخابات الأمريكية على أذهان الجميع حتى إنه قد حوّل انتباه العالم عن الجائحة التي تواجهه، وأفردت له وسائل الإعلام المحلية والدولية الجزء الأكبر، وتسابقت لتقديم تغطية شاملة للأحداث المتلاحقة المتعلقة به لحظة بلحظة.
بايدن ليس اسما جديدا في العمل السياسي، فقد كان عضوا رئيسيا في الفريق الخاص بالرئيس أوباما كما كان نائبا له، مما يعكس تقاربا بين سياساته المستقبلية وبين السياسات التي اتبعت سابقا من قبل باراك أوباما.
وعليه، فإن العالم ككل ومنطقتنا على وجه التحديد قد أصبحت على مشارف مرحلة قد لا يمكن اعتبارها جديدة، إذ إن ما سنمر به قد يكون مشابها إلى حد بعيد لما قد عاصرناه في عهد باراك أوباما، وإن كانت تلك المرحلة جديدة على بايدن كرئيس للولايات المتحدة، فهي رغم ذلك ليست جديدة عليه كسياسي اعتاد السياسة، ولعب دورا رئيسيا في المطبخ السياسي الأمريكي فيما مضى؛ إذ كان الفاعل الرئيسي إلى جانب هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية الأمريكية في عهد أوباما، ولعل البعض يدرك جيدا ما قد طمحا إليه من تطلعات جمة في منطقتنا، تلك التطلعات التي وقف عامل الوقت في عهد أوباما أمام تنفيذها، ولعل عودة هذا العهد بدخول بايدن البيت الأبيض هي بمثابة الوقت الإضافي حتى يتم لاحقا تنفيذ ما تم التخطيط له سابقا، فقط ولاية واحدة لبايدن كفيلة بتحقيق أكثر من التطلعات المخططة سابقا، فكيف إذن سيكون الحال إن نجح بايدن في الحصول على ولاية ثانية؟
وبالتالي، فإن المرحلة الجديدة قد تحمل في طياتها بصمات واضحة من سياسة أوباما وفريقه السابق، وستتضح أمامنا الصورة في الأيام المقبلة إذا ما تم اختيار هيلاري كلينتون في أحد المناصب السياسية أو الإشراف على بعض الملفات الخارجية، عندها لا محال سنعرف أننا أمام فريق خطط واليوم ينفذ.
أما الرئيس المنتخب جو بايدن إذا لم تكن له تطلعات وتوجهات جديدة فسيعود الوضع إلى مرحلة ما قبل ترامب وإكمال مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة وعودة الاتفاق النووي مع إيران، هذا الاتفاق الذي من المؤكد أنه ستتم الموافقة عليه من قبل إيران وعلى شروطه ظاهريا مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات التي لن يتم توجيهها إلى الداخل الإيراني الذي يعاني، بل إلى إشعال المنطقة عبر أذرعها الموجودة في اليمن وسوريا ولبنان وتمويل القاعدة وغيرها من الحركات الإرهابية، ناهيك عن القارة الأفريقية التي ستشهد في المرحلة المقبلة ظهور حركات جديدة ستكون مدعومة أيضا من إيران، كما أن عمليات السلام مع إسرائيل التي شهدتها المنطقة مع العديد من الدول مؤخرا قد تكون الأخيرة، لأنه لا يبدو أن إدارة بايدن تهتم بهذا الملف كما أظهرت سابقا.
ولكن مهما كانت التطلعات والخطط، فالشرق الأوسط لم يعد كما السابق، فقد أصبح جديدا بالفعل ولكن ليس كما تم التخطيط له، بل جديدا بشعوب أصبحت أكثر وعيا ودراية بنتائج ما كانوا يدعون له كما سمي "الربيع العربي" الذي قضى على استقرار العديد من الدول، هذا التحرك الذي قضى على استقرار العديد من دول المنطقة وعلى أمنها واستقرارها وما زالت تعاني إلى اليوم، لذلك مهما كانت الخطط فهي لن تجدي نفعا اليوم.
ورغم ذلك فكلنا أمل في أن يعم السلام والأمن والأمان في هذا العالم وأن تنتهي كل موارد الشر بإذن الله.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة