فلسطينيون يطلقون صاروخا سقط شمال تل أبيب بعد أيام من تركيز الدعاية الانتخابية لأحزاب الاحتلال على ملفات الفساد الموجهة إلى نتنياهو.
عاد قطاع غزة إلى تصدر واجهة الانتخابات الإسرائيلية، إثر صاروخ أطلقه فلسطينيون وسقط شمال تل أبيب، بعد أيام من تركيز الدعاية الانتخابية للأحزاب على ملفات الفساد الموجهة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأصيب 7 إسرائيليين، بينهم اثنان إصابتهما متوسطة، بعد سقوط الصاروخ على منطقة "كفار سابا"؛ حيث أشارت تقديرات عسكرية إسرائيلية إلى أن الصاروخ تم إطلاقه من جنوب قطاع غزة وقطع مسافة 100 كيلومتر قبل أن يسقط على أحد المنازل.
من جانبها، حسمت مصادر عسكرية إسرائيلية الموقف بإعلانها أن فصيلين فلسطينيين اثنين يمتلكان هذا النوع من الصواريخ؛ هما حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وأطلق الصاروخ من قطاع غزة، بعد أسبوع واحد من سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة بتل أبيب الكبرى، دون وقوع إصابات أو أضرار، إلا أن حماس والجيش الإسرائيلي أكدا آنذاك أن الصاروخ أطلق بالخطأ.
ولكن ينظر في إسرائيل إلى صاروخ كفار سابا بشكل أكثر خطورة من سابقه، وسط تقديرات بردود عنيفة من قبل سلطات الاحتلال.
هذا ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قرر اختصار زيارة له إلى واشنطن، قائلا: "إطلاق الصاروخ من غزة كان عبارة عن اعتداء إجرامي على إسرائيل وسنرد عليه بقوة".
وأضاف نتنياهو: "على ضوء الأحداث الأمنية قررت اختصار زيارتي للولايات المتحدة. سألتقي مع الرئيس دونالد ترامب بعد عدة ساعات ثم على الفور سأعود إلى البلاد لإدارة عملياتنا عن كثب".
وكانت تقديرات إسرائيلية سادت بعدم رغبة نتنياهو في التحرك عسكريا ضد قطاع غزة قبيل الانتخابات العامة المقرر انعقادها في 9 أبريل/نيسان المقبل.
وقدرت أوساط الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أن فترة الانتخابات الإسرائيلية تعد الأنسب للضغط على نتنياهو من أجل التخفيف من حصار القطاع المفروض منذ أكثر من عقد على غزة.
ولكن سقوط الصاروخ على منزل وإصابة إسرائيليين قد يقود الموقف إلى أمور عسكرية بالمنطقة لا يرغبها الفلسطينيون وفي قطاع غزة بشكل خاص.
وبعد تركيز دعاياته الانتخابية على ملفات الفساد التي تواجهه، فإن المنافسين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتوا منذ صباح اليوم يركزون على قطاع غزة وعلى ما سموه "الفشل الأمني" لنتنياهو في التعامل مع القطاع.
وقال زعيم حزب أزرق أبيض بيني جانتس، المنافس الرئيسي لبنيامين نتنياهو: أولئك الذين لم يردوا بقوة وبدلا من ذلك دفعوا لحماس وتجاهلوا الهجمات على سكان الجنوب وقللوا من شأن الهجوم على تل أبيب، يحصلون الآن على صواريخ في منطقة الشارون".
وأضاف في انتقاد لنتنياهو: "هل ما زال راضيا عن إعلان حماس عن خطأ أم أنه سيركز أخيرا على أمن مواطني الدولة وليس على شؤونه القانونية؟".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق والقيادي في تحالف "أزرق أبيض" موشيه يعالون، فقال: "لقد حوّل نتنياهو مواطني إسرائيل إلى أسرى في أيدي حماس، لقد خسر المعركة من أجل أمننا واستسلم للإرهاب".
وأضاف يعالون: "لقد حان الوقت لقيادة قوية وذات خبرة ومسؤولية تعيد الأمن لمواطني إسرائيل".
وفي مؤشر على تدهور أمني سريع للأوضاع، فقد أعلن الجيش استدعاء المزيد من القوات إلى حدود قطاع غزة.
وقال أفيخاي أدرعي، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، في بيان له الإثنين: "حماس نفذت عملية إطلاق الصاروخ من قطاع غزة باتجاه وسط إسرائيل.. الحديث عن صاروخ من إنتاج ذاتي لحماس أطلق من منطقك إطلاق تابعة لها. نحمّل الحركة مسؤولية ما يحدث في القطاع أو ينطلق منه".
وأضاف: "أنهى رئيس الأركان سلسلة اجتماعات لتقييم الوضع. يتم استدعاء لواءيْن عسكريين ومقر قيادة فرقة. مستعدون لكل الاحتمالات".
وأغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، معبري كرم أبوسالم وبيت حانون (إيريز)؛ رداً على إطلاق صاروخ من قطاع غزة تجاه شمال تل أبيب.
من جانبه، ألغى يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، مؤتمراً صحفياً كان من المقرر أن يعقده الإثنين للحديث عن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها قطاع غزة.
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز