منتدى المرأة الإماراتية يحتفي بعشر سنوات من الإنجاز والتمكين

تحتفل دولة الإمارات، الخميس، بـ"يوم المرأة الإماراتية" الذي يصادف 28 أغسطس/آب من كل عام.
وبرعاية حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة وبحضور الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، نظّمت مؤسسة دبي للمرأة اليوم "منتدى المرأة الإماراتية"، تزامناً مع مرور 10 سنوات على بدء الاحتفال بـ "يوم المرأة الإماراتية"، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسؤولين والخبراء والأكاديميين وأكثر من 700 من القيادات التنفيذية بالجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الخاص في الإمارات.
وتضمّن المنتدى، الذي عُقدت أعماله في فندق ريتز كارلتون، مركز دبي المالي العالمي، تنظيم 10 جلسات حوارية سلّطت الضوء على المسيرة الإماراتية الناجحة في دعم المرأة وإنجازاتها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى عدة فعاليات ذات صلة بطبيعة المناسبة التي تعكس مدى الرعاية التي توليها القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية وتقدير إسهاماتها النوعية والمميزة في مسيرة التنمية الشاملة.
وفي هذه المناسبة، أعربت حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، عن بالغ الشكر والتقدير إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لكل ما يقدمانه من دعم وتحفيز للمرأة للوصول بها إلى آفاق جديدة من التميز والتفوق في كل المجالات، ولرؤيتهما التي كانت وستظل مصدر إلهام وركيزة أساسية لما حققته المرأة الإماراتية من نجاحات على الصعيدين المحلي والدولي.
وقالت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم إن "دولة الإمارات بادرت منذ تأسيسها على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ”طيّب الله ثراه"، إلى منح المرأة الفرصة الكاملة لتأخذ مكانها الطبيعي في مواقع القيادة وصُنع القرار، وفي ميادين العلوم والمعرفة وساحات العمل الإنساني والمجتمعي، واليوم نجني ثمار نهج مُلهِم أرسته قيادتنا الرشيدة، ونلمسه في كل إنجاز تحققه المرأة الإماراتية.. ونرى أثره في كل موقع تترك فيه بصمة فارقة من الفضاء إلى الحكومة، ومن الاقتصاد إلى الثقافة ومن التعليم إلى الفنون".
وأشادت بالدعم اللامحدود والرعاية الكريمة التي توليها الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، للمرأة الإماراتية أسرياً واجتماعياً وتعليمياً ومهنياً، ما كان له الأثر البالغ في الوصول بها إلى أرقى المناصب.
وأضافت أن الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت وما زالت الداعم الأول لمسيرة المرأة الإماراتية، ومُلهِمة الأجيال بقيم العطاء والإيمان الراسخ بدور المرأة في بناء المجتمع.. فجهودها التاريخية وضعت الأسُس التي ننطلق منها اليوم نحو آفاق أوسع من التمكين والريادة.
وقالت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم: "في هذا اليوم، نحتفي بفخر واعتزاز بالإنجازات المشرّفة التي حققتها المرأة الإماراتية في مختلف ميادين العمل بدعم وتشجيع من قيادتنا الرشيدة، ومن الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" فالمواقع الريادية التي شغلتها المرأة الإماراتية بنجاح في قطاعات حيوية كالتعليم، والصحة، والاقتصاد، والتكنولوجيا، والفضاء والاستدامة، أثبتت جدارتها وكفاءتها في كل ما تولته من مسؤوليات في ضوء تمكين نوعي لها في مواقع صُنع القرار، ومشاركة فاعلة في رسم ملامح المستقبل".
وأضافت: "يأتي تنظيمنا لمنتدى المرأة الإماراتية في إطار الجهود المتواصلة والمبادرات النوعية لمؤسسة دبي للمرأة على مدى نحو 20 عاماً لتعزيز دور المرأة شريكاً فاعلاً في التنمية وبناء المستقبل، وكمنصة وطنية تسهم في دعم توجهات الدولة وحرصها على الاستثمار في الكفاءات الوطنية، ومنح المرأة ما تستحقه من دعم وتشجيع، كما يجسّد الحدث التزام المؤسسة بالمشاركة الفاعلة في تطوير الممارسات الداعمة، من خلال طرح موضوعات حيوية للنقاش، وتبادل الخبرات، واستشراف الفرص ورصد التحديات، ضمن حوار استراتيجي يضم صُنّاع القرار في القطاعات الرئيسية والخبراء والمعنيين".
وأثنت الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم على مستوى المُشارَكة المتميزة في المنتدى، ما يعكس التزام الحكومة المستمر بدعم المرأة، ويؤكد مدى الوعي بأهمية دور المرأة ويمنح المنتدى بعداً وطنياً مؤثراً، كما يسهم في تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية والخاصة بشأن تعزيز إسهامات المرأة في مختلف القطاعات".
مشاركة نوعية
وناقش المنتدى، الذي عُقدت أعماله في فندق ريتز كارلتون، مركز دبي المالي العالمي، بحضور منى غانم المري، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، جوانب مهمة من المسيرة الإماراتية الناجحة في دعم المرأة وإنجازاتها في العديد من القطاعات، كما تضمن الحدث فعاليات متنوعة ذات صلة بطبيعة المناسبة والتي تعكس مدى الرعاية التي توليها القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية وتقدير إسهاماتها النوعية والمميزة في مسيرة التنمية الشاملة.
وضمت قائمة المتحدثين الرئيسيين المشاركين في المنتدى كلاً من سناء بنت محمد سهيل، وزيرة الأسرة بالإمارات، وحصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي، والفريق محمد أحمد المري، المدير العام للإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، وآمنة فكري، سفيرة دولة الإمارات لدى فنلندا وإستونيا، وهالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعائشة ميران، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، وشيماء يوسف العوضي، وكيل وزارة الموارد البشرية والتوطين لتطوير وتنظيم سوق العمل بالإنابة والوكيل المساعد للاتصال والعلاقات الدولية، وخالد النعيمي، مدير المؤسسة الاتحادية للشباب، وآمنة السويدي، المدير التنفيذي لقطاع موارد المستقبل بالإنابة ومدير إدارة السياسات ودعم البرامج بدائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، وسُعاد جمال السركال، المؤسِسَة والمديرة التنفيذية لشركة كومكيشن للاستشارات، إضافة إلى عائشة العبيدلي، أصغر شيف إماراتية، وغاية الأحبابي، أصغر سفيرة يونيسيف لمؤتمر الأطراف COP28.
في السياق، قال خالد النعيمي، مدير المؤسسة الاتحادية للشباب، إنّ المرأة الإماراتية تُمثّل عنصراً محورياً لا غنى عنه في معادلة البناء والتنمية.
وأضاف أن تمكينها يُشكّل ركيزة أساسية ضمن الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو مستقبل أكثر شمولاً وتقدماً، حيث برهنت المرأة على قدرتها في الإسهام الفعّال بمختلف الميادين، والاقتصاد، والتمثيل الدولي، والابتكار، والعمل الاجتماعي، ما يجعل دعمها واستثمار طاقاتها أولوية وطنية تعكس توجهات القيادة في تعزيز التوازن المجتمعي والاستفادة من جميع الكفاءات الوطنية في دفع مسيرة التنمية المستدامة.
وتابع النعيمي، خلال جلسة "الشباب في قلب الأجندة الوطنية للريادة" ضمن فعاليات منتدى المرأة الإماراتية، الذي عقدت أعماله اليوم في دبي بتنظيم مؤسسة دبي للمرأة، أنّ تمكين الشابة الإماراتية يُشكّل محوراً استراتيجياً في رؤية المؤسسة الاتحادية للشباب، التي تُؤمن بأهمية دورها الحيوي في صياغة مستقبل الوطن.
وأكد حرص المؤسسة على إشراك المرأة والشابة الإماراتية في مختلف المبادرات والمجالس والبرامج الوطنية، انطلاقاً من إيمانها بأنّ حضور المرأة في مواقع التأثير ليس فقط ضرورة مجتمعية، بل رافعة تنموية تُسهم في تحقيق التوازن، مشيراً إلى أنّ مشاركة المؤسسة في "منتدى المرأة الإماراتية" تأتي تأكيداً على التزامها بتهيئة البيئة المحفزة التي تُمكّن الشابة من تطوير مهاراتها، وتعزيز قدراتها، بما يُتيح لها إحداث تأثير إيجابي ومستدام في المجتمع، ويجعل منها شريكاً فاعلاً في صناعة التغيير الذي يتوافق مع التوجهات الوطنية المستقبلية لدولة الإمارات.
وأوضح مدير المؤسسة الاتحادية للشباب أنّ الشابات الإماراتيات يُشكّلن أكثر من 73% من أعضاء المجالس المحلية للشباب، كما أنّ عدد الشابات المشاركات في المبادرة العالمية لشباب الإمارات بلغ 48%، لافتاً إلى أنّ الشابة الإماراتية تُشارك في مبادرات انسانية دولية وهي تحمل معها القيم الإنسانية الإماراتية.
وقال خالد النعيمي إنّ المرأة الإماراتية شريكة الحاضر وصانعة المستقبل، وهي تتقدم بثقة في كل ميادين العلم والعمل، وتشارك في بناء مستقبل الوطن، إذ أصبحت الشابة الإماراتية اليوم نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم لأنّها تمتلك المهارة والكفاءة التي تؤهلها لهذه المكانة.
تمكين المرأة في الصدارة
وأكدت سناء بنت محمد سهيل، وزيرة الأسرة بالإمارات أن ملف الأسرة يشكل أولوية وطنية في دولة الإمارات، ومنذ تأسيسها، باعتبار الأسرة أساس التنمية الوطنية، وقد حظي باهتمام كبير من المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيّب الله ثراه”، ومن الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، لافتةً إلى أن إنشاء وزارة الأسرة شكّل محطة مهمة في هذه المسيرة الملهمة.
جاء ذلك خلال جلسة حملت عنوان "من البيت تبدأ الحكاية: المرأة والأسرة ونهضة الوطن"، ضمن جلسات منتدى المرأة الإماراتية، الذي نظمته اليوم مؤسسة دبي للمرأة، تحت رعاية حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، تزامناً مع مرور 10 سنوات على بدء الاحتفال بـ "يوم المرأة الإماراتية".
وأشادت سناء سهيل بالجهود المميزة التي تبذلها الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم لدعم المرأة في مختلف المجالات، كما أثنت على تنظيم مؤسسة دبي للمرأة للمنتدى، وقالت إنه يشكل إضافة مهمة تؤكد الدور المحوري للمرأة، كشريك أساسي في مسيرة التنمية الوطنية، وركيزة للاستقرار الأسري والتلاحم المجتمعي.
وأضافت سناء سهيل أن المرأة الإماراتية أثبتت على مدار عقود، قدرتها على الجمع بين دورها الحيوي في رعاية الأسرة، ومساهمتها الفاعلة في النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وانطلاقاً من هذه المكانة، فإن وزارة الأسرة تضع تمكين المرأة في صدارة أولوياتها، عبر برامج تستهدف تعزيز دورها في الأسرة والعمل والمجتمع، مضيفةً أن هذه البرامج تتشمل توفير بيئات عمل صديقة للأمهات، وتوسيع خدمات رعاية الأطفال، وتعزيز الصحة النفسية للمرأة بعد الولادة، إضافة إلى ضمان مساواتها في فرص التعليم والتطوير المهني.
وقالت في الجلسة التي أدارها الإعلامي يوسف عبدالباري من مؤسسة دبي للإعلام " إننا نؤمن بأن نجاح المرأة يعني نجاح الأسرة، ونجاح الأسرة يعني نجاح الوطن، وسنواصل العمل مع جميع الشركاء، لضمان بيئة داعمة للمرأة الإماراتية، تُمكّنها من أداء أدوارها المتعددة بثقة واقتدار، بما يعزز مكانة الإمارات كنموذج عالمي في تمكين المرأة والأسرة معاً".
وأكدت أن دعم المرأة الإماراتية ليس مجرد مبادرة اجتماعية، بل هو استثمار إستراتيجي في مستقبل الوطن. فهي الحاضنة الأولى للقيم والهوية الوطنية، ومربية الأجيال، وملهمة المجتمع بإنجازاتها وريادتها وتميزها.
وقالت إن الوزارة عملت في مرحلة تأسيسها على تطوير إستراتيجية متكاملة للأسرة بالتعاون مع الشركاء الإستراتيجيين وتركز في رؤيتها على القيم الراسخة للأسرة كعامل أساسي لتحقيق مجتمع يزدهر بجميع أفراده، مشيرة إلى أن الوزارة تركز في المرحلة المقبلة على إشراك جميع القطاعات لتكون الأسرة ضمن أولوياتها.
وحول التحديات التي تواجه الأسرة حالياً في ظل التطور التقني والتكنولوجي وانفتاح الشعوب على بعضها وسرعة إيقاع الحياة، قالت إن هذه التحديات لا تتعلق بدولة معينة بل تشترك فيها الكثير من المجتمعات، لكننا في دولة الإمارات تعودنا أن نحول التحديات إلى فرص والتعامل معها بإيجابية وتفاؤل، ونؤمن بأن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع.
وأشارت إلى أن كل شخص يجب أن يكون ملهماً وقدوة للمحيطين به، ولهذا من المهم أن يتحلى الجميع بالمسؤولية لاسيما على وسائل التواصل الاجتماعي نظرا لانتشارها الواسع وتأثيرها الواضح في المجتمع.
وحول الرسالة التي يمكن أن توجهها للفتيات والشباب، قالت سناء سهيل: "أتمنى أن يروا الأسرة كاستثمار وأولوية وطموح، فالأسرة القوية هي الأساس للدولة القوية".
ريادة دبلوماسية
وأفرد منتدى المرأة الإماراتية جلسة خاصة استضاف خلالها آمنة فكري، سفيرة الإمارات لدى فنلندا وإستونيا، للحديث عن مسيرتها في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية، والدور الريادي التي تؤديه المرأة الإماراتية في تمثيل الدولة بصورة مشّرفة في المحافل الدولية، بفضل ثقة القيادة الرشيدة في قدراتها وإسهاماتها.
وخلال الجلسة، التي جاءت تحت عنوان "سفيرات الإمارات: تمثيل مُشرِّف على الساحة العالمية"، أكدت أن ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات في مختلف المجالات ما كان ليتحقق إلا بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة وجهودها الدؤوبة، لتصبح دولة الإمارات اليوم دولة رائدة عالميًا في هذا المجال، لا سيما في مجال الشؤون الدولية والدبلوماسية وهي المكانة التي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، يواكبها بروز إسهام المرأة في مجال العمل الدبلوماسي بشكل ملحوظ، حيث تناط إليها مسؤوليات دولية رئيسية بشكل متنامي.
وقالت: “ما حققته اليوم المرأة الإماراتية من نجاحات هو نتيجة مباشرة لالتزام دولة الإمارات الراسخ بدعم المرأة منذ عهد والدنا المؤسس، المغفور له ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ”طيّب الله ثراه"، واليوم، يواصل صاحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، المضي قدمًا في تأكيد أهداف هذه الرؤية وتحويلها إلى إنجازات ملهمة على الصعيد الدولي".
وأضافت أن "إسهامات الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، شكلت نموذجاً مُلهماً لكل إماراتية لدورها الرائد في العمل النسائي محلياً وعالمياً، وفي دعم المرأة كشريك أساسي في التنمية الشاملة لدولة الإمارات، وتعزيز حضورها وعطائها الإيجابي على الصعيدين المحلي والدولي".
وحول تجربتها في السلك الدبلوماسي واهتمامها منذ وقت مبكر بدراسة العلاقات الدولية، أشارت آمنة فكري إلى نشأتها في أسرة محبة للسفر والعِلم والقراءة، وتحفيز أسرتها الدائم لها على الوصول إلى أعلى المراتب، مشيرة إلى أن مجال العلاقات الدولية لم يكن متاحاً في كل الجامعات، لكنها أصرّت على دراسة هذا التخصص لتحقيق حلمها بأن تكون سفيرة لدولة الإمارات في المستقبل.
كما أشارت إلى الخبرة الكبيرة التي حصلت من خلال عملها في مكتب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، ودعمه اللامحدود للشباب الدبلوماسيين لاسيما المرأة، وحرصه على تمكينهم وصقل مهاراتهم وشخصياتهم الدبلوماسية حتى يتمكنوا من تمثيل الدولة بشكل مشرِّف في مختلف المحافل الدولية.
واستذكرت الفرصة التي تشرفت خلالها بلقاء الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، مع وفد من الدبلوماسيات الإماراتيات لاستعراض إنجازاتهن، وما شكله هذا اللقاء من علامة فارقة في مسيرتها الدبلوماسية بما لها من دور رئيسي ورائد في مجال العمل النسائي، ليس على المستوى المحلي فقط بل أيضاً على المستويين الإقليمي والدولي.
وحول التحديات التي تواجه المرأة خلال عملها في السلك الدبلوماسي، أكدت أنه لاشك أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المرأة خلال تمثيلها للدولة في الخارج، كاختلاف الثقافات والطقس والبُعد عن الدولة والأهل، لكن العاملين في هذا المجال يدركون هذه التحديات ويتجاوزونها، ويكون تركيزهم على التمثيل المشرِّف للدولة وبناء جسور التعاون مع الدول الخارجية.
وفي نهاية الجلسة وجهت آمنة فكري، سفيرة الإمارات لدى فنلندا وإستونيا، مجموعة من النصائح للراغبات في الانضمام للسلك الدبلوماسي في المستقبل، أوجزت خلالها أن المستقبل يحمل الكثير من النجاحات للمرأة الإماراتية، وأن الطريق مفتوح لكل من يجتهد ويعمل بجد ليكون على قدر الثقة التي تمنحها قيادتنا الرشيدة للمرأة في دولة الإمارات.
أكدت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي، أنّ المرأة الإماراتية نجحت في أداء رسالتها المجتمعية والمحافظة على العادات والتقاليد والهوية الوطنية، وعملت على ترسيخها في نفوس أبنائها، منوهةً إلى أهمية دورها في نقل المعرفة بين الأجيال، وصون الموروث الثقافي وحفظه، وتعزيز حضوره على الساحة العالمية.
جاء ذلك خلال مشاركتها في فعاليات منتدى المرأة الإماراتية، الذي نظمته مؤسسة دبي للمرأة، اليوم، بمشاركة واسعة من القطاعين الحكومي والخاص.
وقالت هالة بدري، خلال مشاركتها في جلسة "مسيرة المرأة الإماراتية في الإرث الثقافي"، التي أدارتها هند النقبي من مؤسسة دبي للإعلام، إنّ "منتدى المرأة الإماراتية يُعد منصة مبتكرة تُسلّط الضوء على إسهامات المرأة وتأثيرها في المجتمع".
وأشارت إلى أنّ ما حقّقته المرأة من تميّزٍ وإنجازاتٍ مهمةٍ في مختلف القطاعات الحيوية كان بفضل رعاية واهتمام القيادة الرشيدة، التي وضعتها في صدارة أولوياتها، ما عزّز مكانتها ورسّخ دورها الفاعل في صناعة القرار وتحقيق التنمية المستدامة.
وأضافت " يعكس المنتدى تفرّد التجربة الإماراتية في تمكين المرأة وإبراز قدرتها على القيادة والابتكار، والمساهمة في تحقيق رؤى الدولة وتطلعاتها المستقبلية، حيث يُركز على مشاركاتها الاستثنائية في بناء حاضر ومستقبل الوطن، ويبرز أدوارها التنموية التي عزّزت تواجدها في مختلف الميادين الاقتصادية والثقافية، ويعكس إبداعاتها التي ساهمت في تشكيل مستقبل القطاع الثقافي، ودعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية".
وأوضحت بدري خلال المنتدى الذي عقد في فندق ريتز كارلتون، مركز دبي المالي العالمي وأمام حشد من كبار المسؤولين والقيادات التنفيذية والخبراء والأكاديميين، أن الأم تُعرف دائماً بأنها المُعلّم الأول للثقافة، فدورها هو نقل المعرفة الثقافية والموروث الاجتماعي والثقافي إلى أبنائها وبناء مجتمع متماسك، مؤكدة أن الجدات يعتبرن حافظات للذاكرة والمرجع الأساسي للموروث الثقافي، وذاكرتهن تمثل جسوراً تربط الماضي بالحاضر.
وقالت إن المرأة القيادية هي من وسّعت الدور من البيت ونقلته إلى نطاق أرحب تشارك من خلاله في رفعة الوطن، حيث تسهم عبر التزامها بالقيم وعملها وإنجازاتها في مختلف المجالات في حفظ الموروث الثقافي، ونقله للأجيال القادمة، مشيرة في الوقت نفسه إلى العديد من النماذج والقيادات النسائية الملهمة التي ساهمت بأعمالها وإبداعاتها في قيادة القطاع الثقافي، وقدمت عبر السينما أعمالاً نوعية تعبر عن الهوية الوطنية، كما أسهمت في إثراء الساحة الأدبية من خلال ما قدمته من روايات وأعمال أدبية وثقت فيها الموروث الثقافي للدولة.
واختتمت مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي حديثها بإبراز اهتمام الهيئة وحرصها على دعم المرأة ومنحها الفرصة لتحقيق التميز، لافتة إلى أنها تشكل 95% من قيادات الهيئة، و53% من الوظائف في قطاع المتاحف والتراث، و78% في قطاع الفنون والتصميم والآداب، بينما تشكل المرأة أكثر من 60% من موظفي "دبي للثقافة".
قصة نجاح فتاتين إماراتيتين قدمتا إنجازات في سن مبكرة
تضمّن منتدى المرأة الإماراتية الذي عُقد اليوم في دبي، جلسةً بعنوان "الجيل الصاعد.. تميز وإنجاز"، والتي تم خلالها تسليط الضوء على قصة نجاح فتاتين إماراتيتين قدمتا إنجازات استثنائية في سن مبكرة.
فقد استعرضت الشيف عائشة العبيدلي، أصغر شيف إماراتية خلال المنتدى الذي نظمته مؤسسة دبي للمرأة في دبي بمناسبة مرور عشر سنوات على إطلاق يوم المرأة الإماراتية، رحلتها في فنون الطهي، منذ صغرها، وسلطت الضوء على رحلتها مع شغف التذوق والتعرف إلى أسرار وفنون الطبخ، وعالم المأكولات، لتصل بعدها إلى مرحلة دراسته التخصصية والاحتراف فيه لتكون قدوة ملهمة لأقرانها من الأطفال والشباب.
وقالت عائشة إنها تطمح إلى تطوير مهاراتها والمشاركة في مسابقات محلية وعالمية للطهي، مؤكدة أنها تهدف إلى أن تثبت للأطفال أن الأحلام تتحقق بالصبر والمثابرة والاجتهاد.
وأضافت “ في يوم المرأة الإماراتية، أستحضر قيم هذا الوطن التي منحت المرأة الثقة لتكون صانعة للتغيير وحاملة لرسالة الإبداع”
وتحدثت غاية الأحبابي أصغر سفيرة يونيسيف لمؤتمر الأطراف COP28 عن مشاركتها التاريخية كسفيرة لليونيسيف في هذا الحدث العالمي، إلى جانب رحلتها في مجال الاستدامة والبيئة منذ طفولتها.
وأكدت أن مشاركتها في المنتدى تمثل فخراً كبيراً لها كونها جزءاً من احتفال وطني يعكس تقدير القيادة الرشيدة لدور المرأة الإماراتية في مختلف الميادين، مشيرة إلى أن تجربتها هي رسالة إلهام للأطفال والجيل الصاعد لمواصلة العمل من أجل قضايا وطنية وعالمية تخدم الإنسانية.
وعن بداياتها، قالت غاية الأحبابي "بدأت خطواتي صغيرة وبسيطة لكنني آمنت دائماً أن الإصرار والالتزام بالعمل الجاد يمكن أن يصنعا الفارق.. اليوم أشعر بفخر كبير كوني أمثّل دولة الإمارات في دعم الطاقات الشابة وتمكينها محليا ودولياً. وأكدت أن المحافظة على البيئة وصون الطبيعة وحماية مواردنا هو أساس أي انجاز يتم تحقيقه في المجالات كافة.
المرأة العاملة في القطاع الخاص تمثل أكثر من 70% من عدد المواطنين العاملين
وعقدت ضمن فعاليات منتدى المرأة الإماراتية الذي نظمته اليوم مؤسسة دبي للمرأة، جلسة تحت عنوان "المرأة كمحرك للقطاع الخاص وتعزيز التوطين"، بمشاركة شيماء العوضي، وكيل الوزارة لتطوير وتنظيم سوق العمل بالإنابة والوكيل المساعد للاتصال والعلاقات الدولية في وزارة الموارد البشرية والتوطين، بحضور نخبة من كبار المسؤولين والقيادات التنفيذية في القطاعين الحكومي والخاص والخبراء والأكاديميين.
وأكدت شيماء العوضي خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية سماح العبار من مؤسسة دبي للإعلام أن المرأة الإماراتية أثبتت جدارتها في مختلف مواقع العمل بالقطاع الخاص، لتصبح اليوم عنصراً فاعلاً في دعم التنمية الاقتصادية وتعزيز تنافسية الدولة في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن تمكين المرأة يمثل ركناً أساسياً في مسيرة التوطين وتحقيق مستهدفات الدولة المستقبلية.
وأشارت إلى الدور المحوري لبرنامج "نافس" الذي أطلقته الحكومة لتشجيع المواطنين والمواطنات على الالتحاق بالقطاع الخاص، مؤكدة أن البرنامج مثّل نقطة تحول مهمة في توسيع خيارات العمل أمام المرأة الإماراتية، من خلال الدعم المالي والتدريب والتأهيل المستمر.
وأضافت أن المؤشرات الأخيرة أظهرت نمواً ملحوظاً في عدد النساء المواطنات العاملات بالقطاع الخاص، وهو ما يعكس نجاح السياسات الحكومية في خلق بيئة عمل جاذبة للكفاءات الوطنية النسائية، ودليلاً على وعي المرأة الإماراتية وإقبالها على خوض تجارب جديدة تتطلب الكفاءة والابتكار، حيث تحتل المرأة العاملة في القطاع الخاص أكثر من 70% من عدد المواطنين العاملين بهذا القطاع.
وفي السياق ذاته، ركزت على عمل المواطنات في مجالات تخصصية متقدمة، مثل الاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والصناعات الإبداعية، مؤكدة أن هذه القطاعات تمثل محركات أساسية للاقتصاد الوطني، وأن المرأة أصبحت شريكاً قيادياً أساسياً في هذه القطاعات.
واستعرضت العوضي، خلال الجلسة عدداً من المحاور الجوهرية، من أبرزها: نجاح المرأة الإماراتية في القطاع الخاص، وما حققته من إنجازات في قطاعات متنوعة مثل المال والأعمال، والتكنولوجيا، والصحة، والتعليم، مشيرة إلى قانون تنظيم علاقات العمل الذي وفر إطاراً متوازناً يحمي حقوق المرأة ويضمن تكافؤ الفرص بينها وبين الرجل في بيئة العمل، وتوفير بيئة داعمة للأم العاملة، من خلال سياسات إجازات الأمومة، والعمل المرن، والحضانة المؤسسية، بما يتيح لها التوفيق بين مسؤولياتها الأسرية والعملية.
واختتمت العوضي حديثها بالتأكيد أن مسيرة المرأة الإماراتية في القطاع الخاص ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي ترجمة لرؤية القيادة الرشيدة التي وضعت الإنسان – رجلاً كان أم امرأة – في صميم إستراتيجياتها التنموية، ليكون المحرك الأساسي لمسيرة الإمارات نحو المستقبل.