قنبلة بميكروفون وذراع «بلا حراك».. قصة محاولة اغتيال خامنئي
قبل 43 عاما، وتحديدا في 27 یونیو/حزيران عام 1981، كان المرشد الإيراني الحالي علي خامنئي على موعد مع محاولة اغتيال، كادت تنهي حياته.
وعاشت إيران في السنوات الأولى بعد ثورة الخميني عام 1979، حالة أمنية متردية، شهدت خلالها البلاد العديد من محاولات الاغتيال، بما في ذلك الاغتيال الفاشل لعلي خامنئي، المرشد الإيراني الحالي.
کان خامنئي عقب اندلاع ثورة الخميني التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي آخر ملك حكم البلاد قبل أكثر من 40 عاما ممثلا لسلفه الخميني فيما عرف حينها باسم مجلس الدفاع الأعلى، وإماما للجمعة في العاصمة طهران.
وجاءت محاولة الاغتيال الفاشلة لعلي خامنئي، الذي كان إمام الجمعة في طهران، قبل يوم واحد بالضبط من قتل محمد حسين بهشتي رئيس السلطة القضائية الإيرانية الأسبق و72 شخصية قيادية إثر تفجير استهدف مقر الحزب الجمهوري الإسلامي في طهران.
جاء ذلك أثناء انعقاد اجتماع للقيادة الإيرانية، وكان من بين القتلى وزراء الصحة، والنقل، والاتصالات، والطاقة، إضافة إلى 17 نائبا في مجلس الشورى، والعديد من المسؤولين الحكوميين الآخرين.
من نفذ محاولة الاغتيال؟
ورغم نجاة علي خامنئي من محاولة الاغتيال الفاشلة التي قام بها تنظيم مسلح عرف حينها باسم "جماعة الفرقان"، إلا أنه أصيب بجروح خطيرة في ذراعيه وساقيه.
ووفقا للموقع الرسمي لخامنئي، أصيب المرشد الإيراني الحالي بعد انفجار ميكروفون ملغم خلال خطبة له في مسجد أبو ذر بطهران.
وتسببت شظايا متطايرة في إصابته بكتفه الأيمن، وكسرت الترقوة وتقطعت عدة أوردة وأعصاب، مما تسبب في مشاكل بيده اليمنى التي فقد القدرة على تحريكها للأبد.
ونقل موقع خامنئي في تقرير أرشيفي له عن رئيس فريق حراسة خامنئي حينها بخصوص حادث الاغتيال الفاشل: "خطورة الإصابة كانت واضحة من الملابس، لقد تقطعت الشرايين ووقعت كسور بالذراع والكتف، والترقوة. إحدى الشظايا كانت تحت حلقه مباشرة".
ماذا قال عن استهدافه؟
ويروي علي خامنئي في خواطر له عن هذا الحادث: "عندما نجوت من الاغتيال في 27 يونيو/حزيران شعرت أنني نجوت للقيام بمهام جسيمة. في ذلك الوقت، تمنيت أن أتمكن من قضاء بقية حياتي المتعافية في المجالات الصعبة".
وذكر حينها راديو طهران أن "خامنئي أُصيب في انفجار قنبلة موقوتة زرعت في جهاز تسجيل، بينما كان يلقي خطابا بعد صلاة الظهر في مسجد أبو ذر في العاصمة الإيرانية".
إعدام «الجناة»
وفي سبتمبر/ أيلول عام 1981، ألقي القبض على محمد متحدي ومسعود تقي زاده المنتمين لجماعة الفرقان والمتهمين بتدبير محاولة اغتيال خامنئي الفاشلة.
وفي يناير/كانون الثاني عام 1982، بعد الانتهاء من التحقيقات واعترافات المتهمين بتدبير محاولة اغتيال خامنئي، حكمت محكمة الثورة في طهران برئاسة رجل الدين محمدي جيلاني على مسعود تقي زاده ومحمد متحدي بالإعدام وتم تنفيذ حكم الإعدام في تبريز.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز