معرض الخرطوم للكتاب.. دورة استثنائية تحتفي بـ"القدال"
تعد دورة معرض الخرطوم المقبلة للكتاب استثنائية بلا شك كونها تأتي وسط انفتاح ثقافي بالبلاد لم تعهده منذ سنوات.
وستحتفي الدورة بالشاعر السوداني الراحل محمد طه القدال، الذي توفي في يوليو/تموز الماضي عن عمر يناهز 70 عاماً.
ويعد القدال واحدا من أبرز الشعراء السودانيين المرتبطين بالحركة الجماهيرية والنضالية في البلاد، حيث سخر قصائده لنقد الأنظمة الديكتاتورية وتحفيز الشعب على الكفاح لانتزاع حقوقه.
كما أنه ضمن 3 شعراء ألهبوا حماس السودانيين، وكانت قصائدهم تتردد بواسطة المتظاهرين السلميين في انتفاضتي أبريل/نيسان، التي أنهت حكم جعفر نميري 1985، والإخوان في 2019، ومعه محجوب شريف ومحمد سيد أحمد حميد.
وتقديرُ لرمزيته الوطنية وإسهاماته، آثرت اللجنة العليا المنظمة لمعرض الخرطوم الدولي، التي يرأسها وكيل وزارة الإعلام الدكتور جراهام عبدالقادر، أن يكون محمد طه القدال شخصية الدورة الـ17 للمعرض والتي ينتظر أن تقام خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وكانت لجنة معرض الخرطوم الدولي للكتاب ناقشت في اجتماع قبل يومين، الموضوعات المتصلة بخطط وتصورات اللجان الفرعية والشخصيات المؤثرة في الساحة الثقافية، التي ينبغي تكريمها، إلى جانب الدول ودور النشر المشاركة في الدورة، فضلا عن الجهات الراعية لها.
ويشير مهتمون إلى أن الدورة الحالية لمعرض الكتاب تأتي هذه المرة والبلاد تشهد انفتاحا كبيرا في المجال الثقافي، واتساعا لمساحة الحريات، وهو ما زاد التفاؤل والتوقعات بفعالية استثنائية هذا العام، شخصيتها الشاعر القدال.
ويمتاز القدال، الذي هجر دراسة الطب من أجل التفرغ للشعر، بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية التي نشأ فيها في منطقة "الجزيرة" وسط السودان، وصنفه الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي كواحد من أفضل الشعراء العرب.
وبدأ الراحل مسيرته الشعرية في نهاية ستينيات القرن الماضي، لكن نجمه سطع بقوة مطلع الثمانينيات حيث برز كشاعر ثوري وجد شعره صدى كبيرا في الشارع السوداني في ذلك الوقت.
وكان أيضا أحد الملهمين لانتفاضة أبريل/نيسان 1985 التي أطاحت بجعفر النميري، كما كان أيضا أحد الملهمين لثورة ديسمبر/كانون الأول التي أطاحت بنظام الإخوان في أبريل/نيسان 2019.
ويتعد هذه هي الدورة الثانية لمعرض الكتاب التي تقام في السودان وسط ترقب واهتمام كبير من قبل قطاع المثقفين في البلاد.
يأتي هذا وما تزال ذكريات التضييق والكبت الذي كان يمارسه نظام الحكم السابق بحق معرض الكتاب، حيث مصادرة الكتب ومنع دخول كثير من العناوين إلى البلاد بجحة مخالفتها للأعراف.