بالصور.. الهدوء يعود إلى شوارع العاصمة السودانية بعد إزالة الحواجز
انسياب حركة المرور وسط الخرطوم جاء بعد قيام فريق من قوى الحرية والتغيير بالطواف على المحتجين وطلبوا منهم إزالة الحواجز الإسمنتية.
بعد ليلة حاشدة بالتوتر والقلق وتعليق المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير في السودان، عادت الحركة المرورية لطبيعتها في شوارع وسط الخرطوم والمنطقة المحيطة بساحة الاعتصام، خارج مقر القيادة العامة للقوات المسلحة.
- "العسكري" السوداني يعلق التفاوض لـ72 ساعة.. و"الحرية والتغيير": متمسكون بالسلمية
- المعارضة السودانية تزيل "الحواجز" من طرقات رئيسية بالخرطوم
وجاء انسياب حركة المرور وسط الخرطوم، الخميس، بعد قيام فريق من قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين مساء أمس بالطواف على المحتجين في موقع اعتصامهم وطلبوا منهم إزالة الحواجز الإسمنتية من الطرقات البعيدة عن منطقة الاعتصام والعودة إلى حدود اعتصام 6 أبريل.
وعاشت العاصمة السودانية (الخرطوم)، لحظات عصيبة، اليومين الماضيين، في أعقاب تعرض منطقة الاعتصام إلى إطلاق رصاص كثيف، منذ السادسة مساء الإثنين الماضي؛ حيث استمر حتى منتصف الليل، وأسفر عن سقوط نحو 7 قتلى ومئات الجرحى.
ولم يتم تحديد الجهة التي أطلقت النار بعد؛ لكن المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اتفقا في تصريحاتهما على اتهام جهة لم يعجبها سير المفاوضات حول السلطة الانتقالية، حسب قولهما، في إشارة إلى فلول نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وقال نائب رئيس المجلس العسكري قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان حميدتي، إن إطلاق الرصاص جاء من 3 اتجاهات، هي: (أعلى جسر النيل الأزرق قرب منطقة الاعتصام، ومن داخل النيل، وكذلك من داخل جامعة الخرطوم).
وشكل المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، ليل الثلاثاء، لجنة للتحقيق في الحادثة وتحديد هوية الجناة، كما قام فريق من الشرطة السودانية، برئاسة المدير العام، ونائبه ورئيس هيئة الشؤون الإدارية والتخطيط، ومدير المرور، الخميس، بجولة على الشوارع التي كانت مغلقة بواسطة المحتجين.
وأوضحت الشرطة أن الزيارة الميدانية لمديرها العام تأتي تمهيداً لنشر قوات تتبع الشرطة بما فيها المرورية ميدانياً عوضاً عن الجيش والدعم السريع التي تنتشر في هذه المنطقة منذ السادس من أبريل/نيسان الماضي.
وفي أعقاب أحداث يوم الإثنين 13 مايو/أيار الدامية، تصاعدت حركة الاحتجاجات وقام المتظاهرون بإغلاق الطرق الرئيسية وسط الخرطوم بالكتل الخرسانية وتشديد ما يعرف بـ"المتاريس"، مما أدى إلى شل الحركة تماماً.
ومساء الأربعاء، قامت قوة تتبع للدعم السريع بمحاولة فتح المتاريس لكنها اصطدمت برفض المحتجين مما تسبب في وقوع احتكاكات أطلقت بعدها القوات العسكرية الرصاص الذي أسفر عن سقوط جرحى وسط المحتجين.
وبعد تصاعد موجة التوترات بين المحتجين والقوات العسكرية في الشارع، دعا قادة الاحتجاجات المعتصمين إلى التراجع لحدود 6 أبريل/نسيان الماضي التي بدأ خلالها الاعتصام، قائلين إن تمدد مساحة الاعتصام قد تكون من جهات تريد إشعال الفتنة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ونسف الاتفاق بينهما على المرحلة الانتقالية.
وقام كل من القيادي البارز بتجمع المهنيين، د. محمد ناجي الأصم، والقيادي في قوى الحرية والتغيير، خالد عمر، ليل الأربعاء بالنزول إلى الشوارع التي يغلقها المحتجون وعقدا مخاطبات جماهيرية طالبا خلالها بإزالة "المتاريس" البعيدة عن ساحة الاعتصام، والعودة إلى ما كانت عليه حدود الاعتصام قبل ليلة 13 مايو/أيار الدامية.
وبعدها قام المحتجون بأنفسهم بإزالة الحواجز الإسمنتية من جميع الطرقات، وأبرزها "النيل والجامعة والجمهورية والبلدية والمك نمر"، لتنساب الحركة المارة بهذه الطرق.
ولأول مرة منذ السادس من أبريل/نيسان الماضي ينتظر أن تبدأ قوات الشرطة المرورية في الانتشار بمنطقة الخرطوم شرق، مقابل غياب قوات الدعم السريع التي كانت منتشرة منذ بدء الاعتصام.
وحسب مصادر تحدثت لـ "العين الاخبارية" فإن اتفاقاً تم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري على سحب قوات الدعم السريع من الشوارع المحيطة بالاعتصام مقابل وإزالة "المتاريس" فتح الطرقات أمام المارة.
وأعلن رئيس المجلس العسكري في وقت متأخر من ليل الأربعاء عن تعليق المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير حتى إزالة المتاريس من الطرقات وتهيئة الأجواء للحوار.
من جهتها، اعتبرت قوى الحرية والتغيير قرار تعليق المفاوضات بالأمر المؤسف، مؤكدة استمرارها في الاحتجاجات والاعتصامات خارج مقر قيادة الجيش بالخرطوم مواقع الاعتصامات بالولايات.
وتتوجه اليوم بعد "الإفطار" مواكب تسليم السلطة المدنية من مدن "الخرطوم وأم درمان وبحري وشرق النيل"، إلى القيادة العامة للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وفقاً لإعلان الحرية والتغيير.
aXA6IDMuMTQ1Ljk1LjIzMyA= جزيرة ام اند امز