«تأشيرة كاي».. سلاح الصين الجديد لجذب عقول التكنولوجيا

في خطوة تعكس طموحها لترسيخ مكانتها كقوة رائدة في العلوم والتكنولوجيا، أطلقت الصين، يوم الأربعاء، برنامج تأشيرات جديداً يستهدف استقطاب المواهب الأجنبية، في وقت تتجه فيه الولايات المتحدة نحو تشديد سياسات الهجرة الخاصة بالعمالة الماهرة.
أعلنت بكين، التي كشفت عن هذه السياسة في أغسطس/آب الماضي، أن تأشيرة "كاي" ستبسّط بشكل كبير إجراءات الهجرة للمؤهلين، مقارنة بالتأشيرات التقليدية التي تفرض شروطاً معقدة على المتقدمين.
وقالت صحيفة بيبلز دايلي الرسمية، في مقال نُشر الثلاثاء: "على وقع انكماش بعض البلدان على نفسها وتهميشها للمواهب الدولية، استغلت الصين هذه الفرصة المهمة وتبنت فوراً هذه السياسة"، في إشارة غير مباشرة للولايات المتحدة.
وبخلاف الكثير من فئات التأشيرات الأخرى، لا تشترط "كاي" وجود دعوة مسبقة من جهة توظيف محلية، كما تمنح حامليها مرونة أكبر في عدد مرات الدخول، مدة الصلاحية، وفترات الإقامة داخل الصين، بحسب وكالة شينخوا.
وفقا لوكالة "فرانس برس" يتيح البرنامج الجديد للشباب من أصحاب المواهب الأجنبية في مجالي العلوم والتكنولوجيا التقدم للحصول على التأشيرة، غير أن المعايير الدقيقة المتعلقة بالعمر والخلفية التعليمية والخبرة المهنية لم تُعلن بعد.
كما أكدت شينخوا أن حاملي التأشيرة سيكون بمقدورهم المشاركة في أنشطة متنوعة تشمل التعليم، الثقافة، العلوم، التكنولوجيا، إضافة إلى ريادة الأعمال.
في المقابل، شهدت الولايات المتحدة تغييرات مفاجئة على تأشيرة H-1B الشهر الماضي، بعدما فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً باهظة تصل إلى 100 ألف دولار لمرة واحدة، وهو ما أحدث صدمة في قطاع التكنولوجيا الأميركي.
وتُعد تأشيرة H-1B إحدى أكثر الأدوات استخداماً في وادي السيليكون، إذ تتيح للشركات توظيف علماء ومهندسين ومبرمجي حاسوب من الخارج لفترات تصل إلى ثلاث سنوات قابلة للتمديد. ويشكّل الهنود نحو 75% من المستفيدين من هذه التأشيرة عبر نظام القرعة كل عام.
وردّت صحيفة بيبلز دايلي على ما وصفته بـ"الشائعات الغريبة" حول تسبب البرنامج الجديد بأزمة هجرة داخل الصين، مؤكدة أن هذه المخاوف غير مبررة، مضيفة: "ما يُطلق عليها أزمة الهجرة لن تتجسد. يجب أن تكون لدينا ثقة ثقافية."