تصاعد العنف.. قتلى باشتباكات بين المتظاهرين والأمن العراقي
استمرار المصادمات والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في العديد من محافظات العراق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
أعلنت مصادر طبية عراقية مقتل 4 متظاهرين خلال احتجاجات، اليوم السبت، في محافظتي بغداد والناصرية بالعراق.
وقتل متظاهر وأصيب آخرون في اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي البلاد.
- صدامات بين الأمن والمتظاهرين ببغداد.. والتيار الصدري ينسحب
- قوات الأمن تطلق النار على متظاهرين وسط بغداد
وأعلنت قيادة شرطة ذي قار العراقية إصابة قائد بقوات الأمن وعدد من العناصر، بعد التعرض لهم بالحجارة من قبل "عناصر منفلتة".
وذكر بيان لقيادة الشرطة تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "شرطة ذي قار وقيادة العمليات، وبالاتفاق مع عدد من المتظاهرين السلميين، اتفقوا على فتح طريق بديل لمرور الحالات الطارئة بدلاً من الطريق الدولي الذي تم إغلاقه".
وأضاف أنه أثناء فتح الطرق البديلة، سادت حالة من الفوضى والتعرض للشرطة من "المنفلتين"، أدت إلى "إصابة قائد الشرطة وعدد من أفراد الشرطة بعد التعرض لهم بالحجارة".
وأضاف البيان أنه "لا نية لشرطة ذي قار على استخدام العنف ضد أخوتهم المتظاهرين أو فض الاعتصام بالقوة، ولا توجد أي قوات قادمة من خارج المحافظة ولم تسجل أي إصابات في صفوف أبنائنا من المتظاهرين".
وأكد أن "هناك اجتماعاً لبحث أفضل الوسائل لتنظيم المظاهرات وعدم التأثير في الحالة المرورية العامة".
وأشار البيان إلى أنه "لا صحة لرفع حالة الإنذار (ج) ولا يوجد أي تأهب والأمور طبيعية، وهناك تعاون مشترك بين شرطة ذي والمتظاهرين لإدامة السلم الأهلي".
ودعا البيان "الإعلاميين ومنصات التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة والمصداقية وأخذ المعلومة من مصادرها لعدم تضليل الرأي العام".
وفي بغداد اندلعت، صباح السبت، مصادمات بين الشرطة العراقية ومتظاهرين، عندما حاولت القوات الأمنية إعادة فتح ساحة الخلاني وإزالة الحواجز الأسمنتية بوسط بغداد، مع انسحاب أتباع التيار الصدري.
وأفاد مصدر أمني عراقي، السبت، بتسجيل ثماني حالات اختناق وإصابة قرب ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد.
وقال المصدر لـ"السومرية نيوز" إنه "تم تسجيل 8 حالات اختناق وإصابة خلال الأحداث المستمرة منذ صباح اليوم السبت، قرب ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد".
وأظهرت صور قوات الأمن العراقية وهي تحتشد لاقتحام الساحة، وسط رفض المحتجين، الخروج منها لاستكمال مظاهراتهم السلمية.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن أطلقت العديد من قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إصابات بينهم، فيما نجحت في اقتحام الساحة.
وقامت قوات الأمن في الصباح بمحاولة إعادة فتح ساحة الخلاني وإزالة الحواجز الأسمنتية بوسط بغداد، مع انسحاب أتباع التيار الصدري.
واستخدمت قوات جهاز مكافحة الشغب الرصاص الحي، ما أسفر عن مصادمات ما زالت متواصلة، وهناك عدد كبير من المصابين بحالات اختناق جراء استنشاق الغازات المسيلة للدموع.
وفي وقت سابق، ذكر بيان لقيادة عمليات بغداد أنه تمت إعادة فتح جميع الطرق المحيطة بساحة التحرير المركزية للمظاهرات في المدينة، واستئناف الحركة فيها.
وفي السياق نفسه، أفاد متظاهرون، السبت، بأن أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انسحبوا منذ الليلة الماضية من ساحات التظاهر المركزية في ذي قار والبصرة وميسان، وتم رفع خيام الاعتصام ومغادرة الساحات.
وأصدر أتباع الصدر بياناً في ساحة الحبوبي أعلنوا فيه الانسحاب الكامل من ساحة الاعتصام والتظاهر.
وأضاف البيان أن "قوات مكافحة الشغب متوجهة من ساحة الوثبة باتجاه ساحة الخلاني".
كما شهدت كربلاء أيضاً اشتباكات بين القوات الأمنية العراقية محتجين حاولوا قطع طريق وسط المحافظة.
وقال مصدر أمني عراقي إن "مصادمات اندلعت بين القوات الأمنية ومحتجين حاولوا قطع طريق شارع الضريبة وسط كربلاء"، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وكان مصدر أمني أفاد، ظهر اليوم، برفع عدد من خيام الاعتصام من ساحة التظاهر في كربلاء.
والأسبوع قبل الماضي، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق (تابعة للبرلمان)، أن إجمالي ضحايا المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها البلاد منذ انطلاقها حتى الآن بلغ 429 قتيلاً ونحو 23 ألف مصاب.
وقال علي البياتي، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، إن عدد المعتقلين تجاوز 2900 معتقل؛ منهم 93 فقط قيد الاحتجاز حالياً.
وأضاف أن "عدد المفقودين بلغ 58 شخصاً، في حين بلغت حالات الاغتيال التي تنال الناشطين والمتظاهرين والإعلاميين 37 حالة".
وكانت المظاهرات الاحتجاجية في العراق انطلقت في الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي في بغداد وتسع محافظات جنوبي العراق ضد توسع نفوذ إيران بالبلاد.
وما زالت المظاهرات متواصلة للمطالبة بإصلاح العملية السياسية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، لمواجهة حالات الفساد المستشري هناك ومعالجة البطالة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز