"حرب" أحمد فروزنده.. جنرال صنع شهرة سليماني وأشعل الفوضى بالعراق
موقع "ديلي بيست" الأمريكي يكشف تفاصيل عمليات القتل والتهريب التي قامت عليها حرب فيلق القدس في العراق
كشف موقع "ديلي بيست" الأمريكي في تقرير مطول عمليات تفاصيل القتل والتهريب التي قامت عليها حرب "فيلق القدس" الإيراني بالعراق، وضباطه الذين أداروا تلك العمليات وكان لهم الفضل في شهرة قائده قاسم سليماني.
وقتل سليماني القائد السابق لفيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية ببغداد مطلع العام الجاري، لكن موته فتح الباب أمام تساؤلات بشأن الحرب بالوكالة التي شنتها طهران على واشنطن في بغداد.
وتمكن الموقع الأمريكي من رسم صورة عن تلك العمليات من خلال وثائق حصل عليها، تناولت العمليات التي نفذتها عناصر فيلق القدس؛ من تعقب العراقيين العاملين مع التحالف الذي قادته الولايات المتحدة وقتلهم، وملاحقة من اعتبرتهم معادين للنفوذ الإيراني عن طريق "فرق الموت".
كما عملت هذه الفرق على تهريب جواسيس وأموال وأسلحة إلى داخل العراق وذرعت بذور الفوضى في جميع أنحاء البلاد خلال فترة الغزو الأمريكي.
وقال الموقع الأمريكي في تقريره المطول إنه رغم الاهتمام الكبير الذي أولته وسائل الإعلام الغربية بسليماني، كان ضباط آخرون من الحرس الثوري هم من أداروا حرب الفيلق هناك.
أحد أولئك الضباط هو الجنرال أحمد فروزنده، حيث عرضت الوثائق التي رفعت عنها السرية وحصل عليها "ديلي بيست"، تفاصيل جديدة بشأن حملة العنف التي شنها فروزنده داخل العراق نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، كما تكشف الدور الذي لعبه هو والحرس الثوري في نقل الأسلحة والأموال والجواسيس إلى العراق، واغتيال أمريكيين وعراقيين.
كما تقدم الوثائق إشارات بشأن الرجل الذي ساعد إيران في قتل مئات الأمريكيين خلال فترة حرب العراق، مشيرة إلى أنه ربما لم يتقاعد حقا منذ عدة أعوام كما ادعى، ولكن واصل دوره الاستشاري لرئيسه السابق لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب.
من هو أحمد فروزنده وفيلقه؟
ترأس الجنرال أحمد فروزنده فيلق رمضان، وهو جزء من فيلق القدس، بعد إدارته عمليات حرب العصابات خلال فترة الحرب بين العراق وإيران.
وذكر "ديلي بيست" أنه على الرغم من أن قاسم سليماني كان مهندس تلك الاستراتيجية الأوسع نطاقًا، كان مساعدوه الأقل شهرة هم من أداروا تلك العمليات وأشرفوا عليها، بحسب ما قاله أفشون أوستوفار الأستاذ بكلية الدراسات العليا البحرية الأمريكية.
وأوضح أوستوفار أن فروزنده كان واحدا من أبرز وكلاء فيلق القدس في العراق، غير أن اسمه لم يكتسب شهرة كبيرة في هذا الوقت.
وتبين الوثائق أن فيلق رمضان، الذي يترأسه فروزنده، "يتكون من قيادة استخبارات إيرانية تقدم التوجيه والتمويل للعراقيين التي جندتهم من (جيش المهدي)، ومنظمة بدر، وحزب الفضيلة، وغيرها من الأحزاب الطائفية العراقية، والمليشيات التي قامت بعمليات اغتيال ضد الأعضاء السابقين بحزب البعث، عراقيون يعملون مع (قوات التحالف)، والعراقيون الذين لا يدعمون النفوذ الإيراني في بغداد".
ونقل الضباط الإيرانيون الأعضاء العراقيين بفرق الاغتيال إلى الأحواز في إيران، مقر قيادة وحدة "فجر رمضان"؛ من أجل التدريب، الذي يستمر لمدة 10 أيام، ويتضمن توجيهات بشأن "جمع المعلومات لدعم استهدف قوات التحالف في العراق، وعمليات الاغتيال، واستخدام أنظمة الإطلاق غير المباشرة؛ مثل صواريخ كاتيوشا ومورتر".
كما دربت إيران وكلاءها على استخدام "ما وصف بمتفجرات متطورة للغاية يمكنها اختراق أسلحة (قوات التحالف)"، في إشارة إلى ما يبدو للقذائف إيرانية الصنع التي قتلت مئات من أفراد القوات الأمريكية وشوهتهم.
وأوضحت الوثائق أنه عندما يحين وقت اتخاذ القرار بشأن من سيجرى قتله، يضع ضباط فيلق القدس عملية للنظر في أهداف عملية الاغتيال، ويعطون الحلفاء العراقيين دورًا في العملية.
وأشارت الوثائق إلى أن العراقيين من الوكلاء الإيرانيين مسموح لهم وضع قوائم بمن سيتم اغتيالهم، ومعظم هؤلاء المصرح لهم باتخاذ قرارات تتعلق بمن ستقتله "فرقة القتل الذهبية" هم أعضاء بالحكومة العراقية وقوات الأمن.
وأفادت تقارير بأن لقاءات فرقة القتل جرت في مكتب محافظ البصرة؛ حيث كان أعضاء استخبارات شرطة البصرة "يحضرون بشكل دوري".
وصنفت الولايات المتحدة فروزنده إرهابيا، وقال لشبكة إخبارية إيرانية إنه تقاعد من عمله بفيلق القدس عام 2008، وإنه يعمل على مشروع تاريخي حول مسقط رأسه.
لكن وثائق أخرى أكدت أنه ربما لم يتقاعد، وأنه واصل على الأقل دوره الاستشاري في عمليات فيلق القدس.