اشتباكات "العين السخونة".. أياد قطرية تعبث جنوبي تونس

اشتباكات دامية جنوبي تونس في ظاهرها صراع بين قبيلتين على "عائدات مياه"، إلا أن مصادر أكدت وجود أياد قطرية تعبث من خلف الستار.

حالتا وفاة و70 جريحا خلفتها المواجهات بين قبيلتي "الحوايا" و"المرازيق"، (جنوب) إثر نزاع حول الانتفاع بمياه عين معدنية بمنطقة "العين السخونة" (تفصل بين محافظتي قبلي ومدنين).

وأفادت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية" بأن المواجهات بين أهالي القبيلتين اتخذت أشكالا خطيرة، وتطورت إلى استعمال الأسلحة ما أوقع قتلى وجرحى من الطرفين وحرق ممتلكات خاصة وعامة. 

• معركة مفتوحة ضد القرضاوي بتونس.. اعتصام جديد لـ"الدستوري الحر"

وأشارت إلى أن هناك مخاوف من تسرب عدد من الإرهابيين لتسجيل عمليات خطيرة خلال المواجهات المباشرة بين أبناء الوطن الواحد.

سبب الأزمة

ويعود سبب المواجهات المسلحة بين القبيلتين إلى نزاع عقاري على منطقة "العين السخونة" التي تقع بالعمق الصحراوي، حيث تريد كل قبيلة الانتفاع بعائدات العين المعدنية، وفق المصدر ذاته.

وعلمت "العين الإخبارية" أن رئيس الحكومة هشام المشيشي دعا إلى اجتماع طارئ للقيادات الأمنية والعسكرية وتشكيل خلية أزمة لمتابعة أحداث العنف بالجنوب التونسي.

ومنطقة "العين السخونة" ترجع إداريا إلى محافظة قبلي (تبعد 600 كلم عن العاصمة تونس) وهي عبارة عن مصدر للمياه الاستشفائية بالجنوب. 

وتتميز "العين السخونة" المتنازع على استغلالها بدرجة ملوحة عالية تتجاوز 11 غراما في اللتر، علاوة على احتوائها نسبة كبيرة من الكبريت وارتفاع درجة حرارة مياهها.

ويقصدها الأهالي للتداوي من بعض الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم اعتقادا منهم في صحّية مياهها ونجاعتها في معالجة هذه الأمراض.

قطر وراء الأزمة

عدد من المراقبين أكدوا أن الصراع المتفجر حول "العين السخونة" سببه رؤوس أموال قطرية، حاولت استغلال مياه العين عبر نشر النعرات الجهوية.

وكتب الكاتب التونسي، محمد ذؤيب، على صفحته الرسمية: "الأمر أعمق من صراع عروش، فيبدو أن صراع العروش (قبائل) والجيوش بين الحوايا والمرازيق وراؤه أيادٍ قطرية".

وأضاف: "تقول رواية أحد الثقاة إن مستثمرا قطريا قد تحصل على العين هناك بالدينار الرمزي من الدولة التونسية مما أثار حفيظة أحد العرشين الذي قام بطرده فسعى البعض لتأجيج نار الفتنة".

وتابع: "ها قد وقعت الفأس في الرأس.. لو فتح تحقيق جدي في الموضوع سيثبت تورط أحد الأطراف السياسية النافذة هناك في الصفقة مع المستثمر القطري".