حميات غذائية قاتلة.. قائمة بأشهرها ومخاطرها الصحية
قبل أيام، توفيت شابة روسية مصنفة "مؤثرة" على "السوشيال ميديا" بعد اتباع نظام غذائي متطرف، لتفتح الواقعة باب الجدل بشأن الحميات القاتلة.
وخلال العقد الأخير علت الأصوات المحذرة بشدة من اتباع الحميات الغذائية القاسية، والتي تزايد عددها مؤخرا، وبدأت الأبحاث تناقش بجدية مخاطرها على صحة الإنسان.
المؤثرة الروسية زانا سامسونوفا، وهي نباتية، اتبعت نظاما غذائيا لمدة 10 سنوات يركز على الفاكهة الخام وبراعم بذور عباد الشمس وعصائر الفاكهة، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقالت والدتها إن ابنتها ماتت متأثرة من عدوى تشبه الكوليرا التي تفاقمت بسبب النظام الغذائي المتطرف، خاصة أنها كانت تمارس في بعض الأوقات "الصيام الجاف" وتمتنع عن تناول الطعام والشراب لأيام متتالية.
مخاطر الحميات الغذائية القاسية
وصف موقع Betterhealth الأنظمة الغذائية القاسية بـ"الحميات البدائية المبتذلة"، مشددا على كونها تسبب مشاكل صحية خطيرة، ومن أبرز الأعراض التي تظهر على متبعيها ما يلي:
- جفاف.
- ضعف وتعب.
- الغثيان والصداع.
- إمساك.
- نقص تناول الفيتامينات والمعادن.
وشدد الموقع أيضا على أن "الحميات المبتذلة تقيد بشدة مجموعات الطعام أو العناصر الغذائية،وتفوت على صاحبها التأثيرات الصحية الوقائية التي توفرها خطة الأكل المتوازنة".
وذكر: "لا نعرف بعد ما إذا كانت الحميات الغذائية المبتذلة آمنة على المدى الطويل، أو ما إذا كانت تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مختلفة".
أنواع الحميات الغذائية القاتلة
أعد موقع "popsci" قائمة بعدد من الأنظمة الغذائية غير المتوازنة والتي أطلق عليها "حميات قاتلة"، مؤكدا أن تلك الأنظمة الصارمة تكسب فيما بعد وزنا أكبر وتضر بأنظمة الجسم الحيوية.
وقال: "يجد الناس أمامهم أنظمة ذات قواعد صارمة مع وعود كبيرة بإنقاص الوزن، لكن الحقيقة أنها ليست عديمة الجدوى فحسب بل إن معظمم يستعيدون أرطالهم مع إمكانية أن تلحق الضرر بأنظمتهم الحيوية".
وحلل الموقع بعضها من الأنظمة الشائعة، واستعرض مخاطرها استنادا لآراء الأطباء، كالتالي:
- نظام Raw
هذا النظام الغذائي يقوم على مقولة "لا تأكل شيئًا مطبوخًا"، وهو ما وصفه كريستوفر جاردنر، عالم التغذية في جامعة ستانفورد، بأنه "غير مستساغ على الإطلاق".
وقال: "لا يؤدي طهي المنتجات إلى جعلها ألذ طعمًا فحسب، بل أظهرت الأبحاث أن تسخينها يمكن أن يساعد أيضًا في الهضم وتعزيز مضادات الأكسدة، مثل الأحماض الفينولية".
وجدت إحدى الدراسات أن 25% من النساء و15% من الرجال الذين أكلوا نيئًا لمدة تزيد عن 3 سنوات كانوا نحيفين للغاية، ونحو 30% من النساء توقفت لديهن الدورة الشهرية نتيجة لقلة الدهون في الجسم.
أيضًا، يمكن أن يكون كل شيء طازجًا محفوفًا بالمخاطر: منتجات الألبان غير المصنعة يمكن أن تسبب عدوى الليستريا، ويمكن أن يحمل البيض النيء السالمونيلا، واللحوم غير المطبوخة تستدعي مجموعة من البكتيريا الشائكة وحالات الإسهال المميتة.
- نظام الكيتون Ketogenic
طور أطباء الأعصاب النظام الغذائي الكيتون في عشرينيات القرن الماضي كأداة علاجية للأطفال المصابين بالصرع، ويقوم على فكرة حرمان الدماغ من الجلوكوز لتغيير تركيبته الكيميائية وتقليص النوبات.
لا أحد متأكد من متى أو لماذا أصبحت هذه الخطة أداة شائعة للتخلص من دهون الجسم، لكن إحدى النظريات تنسب الفضل إلى نظام أتكينز الغذائي، الذي يعتمد على مرحلة كيتو مدتها 14 يوما.
في غياب السكر يقوم الجسم بتحويل مخازن الدهون الخاصة به إلى أجسام كيتونية (منتجات ثانوية من الأحماض الدهنية تشبه هيكليًا الجلوكوز) لاستخدامها كوقود.
يتطلب الكيتو الكلاسيكي استهلاك 90% من السعرات الحرارية اليومية على شكل دهون، و7% بروتين و3% كربوهيدرات.
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص في مثل هذه الخطط يعانون من زيادة بنسبة 50% في انسداد الشرايين والدهون منخفضة الكثافة والدهون الثلاثية، وهي تأثيرات يمكن أن تستمر لمدة عام بعد التوقف عن النظام الغذائي.
أيضا يعاني ثلاثة أرباع المرضى من مشاكل الجهاز الهضمي مثل الارتجاع والإمساك، وتكون أحيانًا شديدة بما يكفي لتتطلب حقنة شرجية، كما أن أجسام الكيتون شديدة الحموضة وفي بعض الحالات تزداد مخاطر الإصابة بحصوات الكلى.
- نظام Whole30
لمدة شهر واحد، يتخلى أخصائيو الحميات في هذه الخطة عن السكر المضاف والكحول والحبوب والبقوليات ومنتجات الألبان، فضلا عن المواد الكيميائية.
ويدعي محبو هذا البرنامج أن هذه الأطعمة تفسد الأنظمة الأيضية وتساهم في الخلل المناعي واختلال التوازن الهرموني وحتى مرض السكري ويمكن أن يحدد الحساسيات الغذائية.
من المعروف أن ميكروبيومات الأمعاء تعتمد على قائمة متنوعة وتتغذى بشكل كبير على الألياف الموجودة في الحبوب والبقوليات، ويمكن أن يؤدي العبث بهذا الأمر إلى الإمساك الشديد، كما أن التخلص من منتجات الألبان يقلل المصدر الأول للكالسيوم.
- نظام باليو Paleo
يعتقد أنصار هذا النظام الغذائي أن الهضم البشري قد تطور من عادات الأكل للأجداد لذا يجب أن نستهلك اللحوم ونتجاهل الحبوب ومنتجات الألبان والبقوليات.
لكن هذا ليس صحيحا، فاللحوم تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة التي تسبب انسداد الشرايين مقارنة بمصادر البروتين النباتي، كما أن لحم الطهي الذي يزيد عن 300 درجة فهرنهايت ينتج الأمينات الحلقية غير المتجانسة المسببة للسرطان.
كما أن اللحوم الحمراء، على وجه التحديد، تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 17٪ لكل 3.5 أوقية يتم تناولها يوميًا.
- النظام الغذائي النباتي The vegan diet
بينما تؤكد الدراسات بعض الفوائد الجسدية للوجبات النباتية، فإن البحث ينطبق فقط على أولئك الذين يتبعون خطة متوازنة حرفياً.
لكن عندما يتم الاستغناء عن جميع المنتجات الحيوانية فإن ذلك يؤدي إلى حدوث نقص في الحديد وB12 والكالسيوم، وهي العناصر الغذائية التي نحصل عليها عادةً من اللحوم والمأكولات البحرية ومنتجات الألبان.
ويتعرض النباتيون لخطر متزايد من الإصابة بهشاشة العظام في وقت لاحق من الحياة، وعلى المدى القصير يمكن أن يؤدي القليل جدًا من فيتامين ب 12 إلى الضعف والإرهاق.