أندوكاي.. مقتل فنان شعبي في السودان يعمق جراح غرب دارفور
قبل أن تجف دماء مئات الأشخاص ضحية اشتباكات قبلية بغرب دارفور، فجعت المنطقة بمقتل فنان شعبي كان رمزاً للسلام والتعايش.
وطالت أيادي الإجرام، فجر الثلاثاء، الفنان الشعبي والممثل المسرحي محمد يوسف الشهير بـ"أندوكاي"، إذ تهجمت عليه عصابة نهب في منزله بمدينة الجنينة وقتلته طعناً بسكين.
وبحسب شهود عيان بالمنطقة تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن الفقيد تصدى لمجرمين هاجموا منزله، لكنهم سددوا له طعنات بالسكين فارق على أثرها الحياة.
وعاشت "الجنينة" حالة حزن على مقتل "أندوكاي"، نظراً للبصمة التي تركها، إذ كانت أغنياته ومسرحياته، التي يعقدها في الهواء الطلق في المدينة ومناطق سودانية أخرى، تحض على التسامح والتعايش.
وتسابق نشطاء سودانيون على نعي المطرب الشعبي الراحل، معددين مآثره وما قدمه من أعمال أرست قيم التسامح والتعايش السلمي في كثير من البقاع السودانية.
واشتهر محمد يوسف بأغنيات تراثية يرددها بلهجات محلية لسكان دارفور غربي السودان، جميعها تدعو للسلام الاجتماعي والسياسي على حد سواء، كما تحمل في طياتها تعريف بثقافات الإقليم وتقاليد سكانه.
وشارك الراحل في برنامج "مسرحية على الهواء" تقدمها إحدى الفضائيات المحلية.
وبثت أعماله على كثير من المحطات، فيما فتحت له الدراما السودانية والمسرح القومي بالخرطوم أبوابه، لكنه، وفق مقربين، آثر البقاء في مدينة الجنينة.
وجاءت حادثة مقتل "أندوكاي" بعد أيام من أحداث دامية شهدتها مدينتي الجنينة وكرينك بولاية غرب دارفور خلفت 200 قتيل على الأقل، وإصابة 98 آخرين وتشريد الآلاف، ما يعمق جراحات المنطقة.
وسعى الفنان محمد يوسف دائما لترسيخ السلام الاجتماعي وإيقاف نزيف الدم، لكنه غادر الحياة قبل أن يتحقق هذا الحلم، تاركاً إقليم دارفور يتأسى بجراحاته.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA= جزيرة ام اند امز