واشنطن تايمز: مؤشرات على جدية كيم في إخراج كوريا الشمالية من عزلتها
مسؤولون وخبراء أمريكيون وكوريون جنوبيون أكدوا وجود مؤشرات قوية تظهر جدية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في إخراج بلاده من عزلتها.
أكد مسؤولون وخبراء أمريكيون وكوريون جنوبيون أن ثمة مؤشرات قوية تظهر جدية الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في إخراج بلاده من عزلتها الدولية، والاستجابة إلى مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى اتفاق يُفضي إلى نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، في تقرير لها عن هاكسون بايك، رئيس معهد سيجونج، وهو مركز أبحاث رائد في سيول، قوله إن كيم "تغير بمقدار 180 درجة تقريبا باتجاه التعاون مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في النهاية".
وأوضح بايك أن الزعيم الكوري الشمالي "يبدو جادا في التزامه بنزع السلاح النووي، لأنه يظهر جدية كبيرة بشأن تنفيذ استراتيجية لبقاء وتنمية كوريا الشمالية في القرن الـ21".
وحسب الواشنطن تايمز، فإن المتفائلين بتغيير كوريا الشمالية لسلوكها تلقوا دفعة إيجابية جديدة من خلال ما توصلت إليه قمة أخيرة جمعت مسؤولين من الكوريتين هذا الأسبوع.
والتقى كيم شخصيا وفدا من كوريا الجنوبية، ووافق على تحديد الـ18 من سبتمبر/أيلول موعدا لاجتماع قمة ثالث مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن.
وقال مسؤولون من سيول التي ضغطت بقوة من أجل التقارب بين واشنطن وبيونج يانج، للصحفيين في عاصمة كوريا الجنوبية، الخميس، إن كيم لا يزال ملتزما بنزع السلاح النووي قبل نهاية ولاية ترامب الأولى، وأن لديه رسالة شخصية للرئيس الأمريكي.
وبحسب الدبلوماسيين الكوريين الجنوبيين فإن كيم يشعر بالإحباط بسبب التشكيك في استعداده للتخلي عن أسلحته النووية، وأنه لا يزال يحمل ثقة قوية بوعود ترامب بإنهاء عقود من العلاقات العدائية مع بلاده.
ورد ترامب على هذه الرسالة، عبر "تويتر"، مبديا امتنانه لكلمات نظيره الكوري الشمالي، وأكد أن الزعيمين سينجحان في هذا المسعى، رغم قراره الأخير بإلغاء رحلة كان من المقرر أن يقوم بها وزير خارجيته، مايك بومبيو لبيونج يانج، بسبب ما وصفه بعدم كفاية الخطوات الملموسة من جانب كوريا الشمالية منذ قمة سنغافورة.
جوزيف دي تراني، وهو ضابط سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، عمل كمبعوث خاص خلال محادثات سابقة مع كوريا الشمالية، تحدث كذلك بشكل إيجابي عن نتائج المحادثات مع بيونج يانج.
وقال: "انظر إلى أين وصلنا مقارنة بسنة مضت. نحن في مكان أفضل. كيم جونج أون يسأل نفسه، هل أريد أن أعيش بقية حياتي في مواجهة تهديد أمريكي، ومحاولات من كوريا الجنوبية لزعزعة نظامي؟ هل أريد أن أظل بلدا معزولا، تطعم الصين شعبي؟".
وأضاف دي تراني: "كيم شاب درس في سويسرا، وظني أنه ربما كان جاداً بشأن محاولة تعزيز اقتصاد بلاده والخروج من العزلة التي تواجهها منذ وقت طويل".
وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذه الآراء الإيجابية تأتي مدعومة بحقيقة أن كوريا الشمالية لم تنفذ أي أعمال استفزازية في الشهور الأخيرة.
ومن ناحية أخرى، تقول الصحيفة الأمريكية، إن ثمة مؤشرات لم تلق الاهتمام الكافي من وسائل الإعلام الغربية، كإعلان كيم رغبته في إجراء إصلاحات اقتصادية واسعة النطاق. كما أن وسائل الإعلام التي تخضع لسيطرة النظام تظهر الآن للكوريين الشماليين صورا من العالم الخارجي، كما تظهر الثروة والسلع الاستهلاكية التي لا يسمع عنها قطاع كبير منهم.
وأوضحت الصحيفة أنه خلال قمة سنغافورة، بثت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية فيلما وثائقيا مطولا عن رحلة كيم، ركزت خلالها على سنغافورة والازدهار الواضح من خلال شوارع هذه المدينة، الدولة الصغيرة.
وتزامن هذا مع الضغط القوي الذي يمارسه كيم من أجل إجراء إصلاح اقتصادي ينطوي على فرص أكثر للأسواق المحلية وزيادة النمو الاقتصادي.
وتلفت الواشنطن تايمز إلى أن كيم زار أكثر من 12 مزرعة ومصنعا في أنحاء كوريا الشمالية في الفترة من يونيو/حزيران إلى نهاية أغسطس/آب، وأصدر أوامره للمسؤولين الحكوميين الأصغر رتبة بالعمل بقوة من أجل التنمية الاقتصادية.
وقال محللون كوريون جنوبيون كبار، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إن رغبة كيم في تأمين شرعية نظامه عبر تحسين حياة شعبه، من غير المرجح بشكل كبير أن تجعله يتراجع عن انفتاحه الدبلوماسي مع واشنطن وسيول، الذي ما كان ليبدو أمرا مقبولا قبل عام.
ويتوقع الخبراء أن كيم سيواصل المفاوضات من منطلق قوة، اعتمادا على ثقته بأن نظامه نجح بالفعل في بناء الأسلحة التي تضمن له البقاء وردع أي هجوم من واشنطن وحلفائها.
وقال بايك، رئيس معهد سيجونج، إن كيم أوضح التزامه بنزع السلاح النووي بشكل كامل في شبه الجزيرة الكورية، فقط مقابل ضمانات أمنية من الولايات المتحدة وتسوية سلمية مع الجنوب.
aXA6IDMuMTMzLjExNy4xMDcg جزيرة ام اند امز