كيم كارداشيان وكراهية أردوغان.. سر العداء التاريخي
كيم كارداشيان تتباهي دائما بأصلها الأرميني ولطالما شاركت الأرمن الذكرى السنوية لإحياء مذبحتهم التاريخية التي ارتكبها أجداد أردوغان.
عداء تاريخي بين النجمة الأمريكية كيم كارداشيان وتركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، حيث يسكب حاليا الزيت على النار في أزمة تاريخية بين أرمينيا وأذربيجان، الدولتين السوفيتيتين السابقتين الواقعتين في منطقة القوقاز، على خلفية صراع ممتد منذ 3 عقود حول الأراضي.
ومنذ أمس الأحد، يشهد إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه، أعنف اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان منذ 2016، أسفرت عن مقتل عسكريين ومدنيين.
ويعود النزاع في قره باغ إلى فبراير/شباط عام 1988، عندما أعلنت مقاطعة ناغورني قره باغ للحكم الذاتي انفصالها عن جمهورية أذربيجان.
وفي سياق المواجهة المسلحة التي جرت في الفترة بين 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على ناغورني قره باغ وسبع مناطق أخرى متاخمة لها.
كلمة السر
وبالعودة إلى سر كراهية نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية كيم كارداشيان، لأردوغان وأجداده، فهي أزمة تعود إلى الحرب العالمية الأولى، وكان محورها بدولة أرمينيا، حيث ارتكب أجداد الأخير مجازر بحق أجداد كارداشيان فيما يعرف تاريخيا بـ" مذبحة الأرمن" أو إبادة الأرمن، وهي القضية التي لا تزال تطارد تركيا على الساحة الدولية.
وتملك دولة أرمينيا شتاتا واسعا ومؤثرا يتكون من أحفاد اللاجئين نتيجة القمع العثماني، حيث نجحت خلال الأعوام الأخيرة عبر اعتراف القوى الكبرى في العالم بمذابح الأرمن التي قامت بها الدولة العثمانية وجيشيها وتخصيص تلك الدول يوم 24 أبريل/ نيسان من كل عام لإحياء تلك الذكرى.
والإبادة الأرمنية والتي تعرف أيضًا باسم "المحرقة الأرمنية" أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى.
وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل القسري والتي كانت عبارة عن مسيرات صممت في ظل ظروف قاسية لتؤدي في النهاية إلى وفاة المبعدين، حيث يقدّر الباحثون أعداد الضحايا الأرمن بين مليون إلى 1.5 مليون شخصا.
وبخلاف النجمة الأمريكية كيم كارداشيان، فهناك عدة شخصيات شهيرة أخرى متحدرة من أصل أرميني حيث يوجد المغني الراحل شارل أزنافور، والمغنية والممثلة شير، وبطل العالم في كرة القدم مع منتخب فرنسا يوري دجوركاييف، وغيرهم.
وقد صار بعض هؤلاء سفراء غير رسميين ليريفان، على غرار كيم كارداشيان في ما يخص الإبادة، شارل أزنافور الذي جمع تمويلات لمساعدة أرمينيا عقب الزلزال المدمر الذي ضربها عام 1988.
كارداشيان والنضال ضد تركيا
تتباهي كارداشيان بأصلها الأرميني، ولطالما شاركت الأرمن آلامهم خلال الذكرى السنوية من كل عام لإحياء المذبحة التاريخية التي ارتكبها أجداد أردوغان.
كما تعتبر كارداشيان من أشد المناضلين لإنتزاع اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالإبادة الجماعية الأرمنية ولعبت دورا كبيرا في الضغوط التي مارسها اللوبي الأرمني في ديسمبر/ كانون الأول ،2010 لحث الكونجرس الأمريكي على إدراج مسألة الإبادة الأرمنية على لائحة النقاش.
ونجحت كارداشيان في ذلك بعد أن قادت حملة عبر صفحتها على "تويتر" لتحقيق غايتها، حيث وقفت مرارا ضد عدة فضائيات أمريكية ومنعتهم من إستقبال مواد إعلانية خاصة بتركيا.
وخلال مسيرة نضالها ضد تركيا تبنى الكونجرس الأمريكي في ديسمبر/ كانون الأول الماضي،، قرارًا يعترف بإبادة الأرمن التي وقعت قبل نحو 100 عام.
وهذه القضية تتسم بحساسية شديدة بالنسبة للأتراك، حيث ترفض الحكومة التركية ورئيسها أردوغان، استخدام تعبير "الإبادة الجماعية"، وتزعم أن المئات قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت خلال الحرب العالمية الأولى، والتي عانى منها الأتراك أنفسهم.
وفي مايو/ أيار الماضي، أحيت نجمة تلفزيون الواقع وسيدة المجتمع الأمريكي، الأرمنية كيم كارداشيان، ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية من خلال حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي إنستجرام.
ونشرت كيم كارداشيان مجموعة من الصور بمناسبة الذكرى 105 للإبادة، وعلقت عليها قائلة:" هؤلاء هم أجدادي، الذي تم تجويعهم واغتصابهم وذبحهم على أيدي الأتراك العثمانيين الذين انتقلوا بعد ذلك للسيدات والأطفال".
وللشيد المجتمع الأمريكية تصريح شهير بخصوص زواجها وعن هوية طفلها حين قالت "طفلي لن يكون إلا أرمنيا".
رفض عرض لأردوغان
في 30 أبريل/ نسيان 2017، تحدثت الصحافة الأرمينية عن أن أردوغان عرض على كيم كارداشيان مبلغ بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي، مقابل قبولها لدعوة وجهت لها للمشاركة في إحدى الفعاليات التي تنظمها الإدارة التركية في العاصمة الأمريكية واشنطن حينها.
ونقلت الصحافة الأرمنية عن محطة "بي بي سي" البريطانية ، بأن نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية أرمنية الأصل كيم كارداشيان رفضت عرض أردوغان.
وقالت الصحافة الأرمنية إن "كيم" تركت ردا جاء كالصاعقة للرئيس التركي، حيث قالت في رسالتها:" لا يمكنني أبدا الجلوس على نفس الطاولة مع شخص أياديه ملطخة بدماء شعبي".
وكانت فرنسا قررت إحياء ذكرى "الإبادة الأرمنية" في البلاد، وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، العام الماضي، أن بلاده قررت اعتبار يوم 24 أبريل"يوماً وطنياً لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية".
ووصل عدد الدول المعترفة بإبادة الأرمن، إلى 30 دولة بعد انضمام الولايات المتحدة إليهم، ومنهم فرنسا، والأرجنتين، وروسيا، والبرازيل، وألمانيا، وعددًا من المنظمات الدولية على رأسهم البرلمان الأوروبي.
ويسعى الأرمن للحصول على اعتراف دولي بتعرضهم لمجازر بين 1915 و1917 على يد الأتراك في إبادة جماعية حصدت أرواح نحو 1,5 مليون أرمني.
وفي وقت سابق اليوم الإثنين، أكدت أرمينيا، تلقي جارتها أذربيجان دعما سياسيا وعسكريا من تركيا، في ظل مواجهات دامية بين البلدين.
دعمٌ تركي يعكس نية الرئيس رجب طيب أردوغان في إذكاء نار المعارك المشتعلة بين باكو ويريفان، وسط دعوات دولية لوقف القتال والعودة لطاولة المفاوضات.
وفي بيان لها، قالت الخارجية الأرمينية إن الدعم العسكري الذي تقدمه أنقرة لباكو، يشمل مروحيات وطائرات مسيرة.