ملك بريطانيا و«جسر ميناي».. معركة السرطان تفرض أحكامها

تدهور الحالة الصحية لتشارلز الثالث تدفع قصر باكنغهام للاحتفاظ بخطة محدثة لجنازته، وسط معركة يخوضها ملك بريطانيا ضد السرطان.

ولا يزال الملك البالغ من العمر 75 عامًا بعيدًا عن الأضواء إلى حد كبير منذ إعلان تشخيص إصابته بالسرطان في فبراير/شباط الماضي.

وأكدت مصادر بريطانية متعددة لموقع "ديلي بيست" الأمريكي أن الوضع "ليس جيدًا".

ولم يكشف الملك تشارلز أبدًا عن نوع السرطان الذي تم تشخيص إصابته به، لكنه اعترف بأنه ليس سرطان البروستاتا، وهو أحد أكثر أشكال المرض قابلية للعلاج.

كما التزمت العائلة المالكة الصمت بشأن رحلته الطبية، لكن المطلعين والمعلقين السياسيين تحدثوا عن "استجابة الملك الجيدة للعلاج".

في الكواليس

بيد أن الأمر في الكواليس مختلف تماما، إذ يقوم مساعدو الملك تشارلز بمراجعة منتظمة لنسخ من وثيقة تتألف من عدة مئات من الصفحات تحدد خطط جنازته الملكية في حال وفاته، والتي يطلق عليها اسم "عملية جسر ميناي".

وقال موظف سابق له صلات مع رجال الحاشية العاملين داخل القصر لصحيفة "ديلي بيست"، إنه "تم تفعيل الخطط ويجري تحديثها بشكل دائم نظرًا لتشخيص إصابة الملك بالسرطان".

وأشارت الصحيفة إلى أن خطة دفن الملك تشارلز المفصلة وضعت في اليوم التالي لدفن الملكة إليزابيث في 8 سبتمبر/أيلول 2022.

وقام جميع أعضاء العائلة المالكة بالاطلاع على خطط الجنازة التي تم تصنيفها حسب كلمات مشفرة تعتمد على الجسور، ومن أشهرها "عملية جسر لندن" الخاصة بالملكة إليزابيث.

يشار أيضا إلى أن خطة وفاة أمير ويلز السابق الملك إدوارد حملت اسم الجسر المعلق الذي يربط جزيرة أنجلسي بالبر الرئيسي لويلز.

"على محمل الجد"

وقال مسؤول كبير مشارك في التخطيط للجنازات الملكية: "بالطبع إنهم يخططون لكل جزء من أجزاء جسر ميناي. كانت جنازة الملكة تسير كالساعة ووضعت سقفا مرتفعا. الأمر ليس شيئا عاطفيا، إنه عمل يؤخذ على محمل الجد".

وأضاف مسؤول آخر أن "التخطيط للأسوأ يدخل ضمن اختصاصات الجيش، عليك أن تتذكر حجم هذه الجنازة التي يتولاها قسم الأسرة بقيادة الميجور الجنرال جيمس باودر، حيث ستشارك سبعة أفواج من الحرس.

ثم يأتي تأمين منطقة لندن بأكملها، وأفواج الجيش الإقليمي ومدفعية الحصان الملكي، وذلك قبل أن تصل إلى البحرية أو القوات الجوية، إضافة إلى مشاركة فوج المظليين الذي ارتبط به تشارلز ارتباطا وثيقا لسنوات.

ثم تأتي بعد ذلك عملية تأمين تختص بها الشرطة نظرا لمشاركة كافة الأشخاص المهمين على هذا الكوكب في الجنازة، أي أن الأمر يتعلق بجميع التفاصيل بدءًا من الدفاع الصاروخي وحتى الحماية ضد أي خطر أو تهديد محتمل.