الملك سلمان في موسكو.. تنوع المسارات ومشاريع تنبئ بالكثير
روسيا تنظر للمملكة كعملاق اقتصادي قادم وزيارة الملك سلمان لموسكو ترسي قواعد قوية للتعاون بين البلدين في عدة مشروعات
بزيارته لروسيا يضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لبنة جديدة في جدار علاقات المملكة الدولية تؤكد ريادتها ودورها الكبير المبني على تنوع المسارات في العلاقات الدولية، علاوة على ما ترسيه الزيارة من مشاريع اقتصادية مشتركة تنبئ بالكثير.
واليوم وقد رفرف علم السعودية في موسكو فقد اضطلعت المملكة بدورها الريادي عبر المُضي قُدما نحو إنهاء جميع إشكاليات المنطقة، وتحولت بناظرها إلى ضرورة تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا والعراق واليمن ما يعيد المنطقة إلى سابق استقرارها، لتكون جميع تلك الملفات حاضرة وبشكل رئيسي في جدول مناقشات خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبذات القدر تتعدد الملفات الاقتصادية على طاولة اللقاء السعودي الروسي، وفي مقدمتها الملف النفطي وذلك قبل أيام من انعقاد اجتماع منظمة "أوبك"، حيث يُقر قطبا المنظمة صيغة لإعادة التوازن في سوق النفط العالمي، إلى جانب استعراض الرغبة الروسية في شراء أسهم في عملاق النفط السعودي "أرامكو" بحسب الخطط بعيدة المدى للمملكة وإطلاق عملية الخصخصة بدءا من العام المقبل.
وتشمل الملفات الاقتصادية على الطاولة الرئاسية التعاون في المجال النووي ومشاركة روسيا في بناء 16 محطة للطاقة النووية في المملكة.
فضلا عن عدد من عقود تطوير البنية التحتية وصفقات توريد أسلحة روسية متطورة وعالية الجودة وبناء وتحديث خطوط للسكك الحديدية، واستثمارات أخرى يقدر إجماليها استثماريا بحوالى 10 مليارات دولار.
كل هذه الأمور مقرونة بالإمكانات الضخمة تجعل من روسيا وبقية دول العالم تنظر للمملكة كقادم اقتصادي مهم وفقاً لما يمضي إليه المحلل السياسي خالد المطرفي، مشيراً في حديثه لــ "بوابة العين الإخبارية " إلى أن هذه النظرة ترسخت لدى العالم منذ إعلان رؤية 2030 واشتمالها على العديد من المسارات الاقتصادية الكبرى، وفي مقدمتها الإعلان عن مشروع البحر الأحمر وطرح العديد من المشاريع للخصخصة، موضحا أن روسيا دائما سباقة في اقتناص الفرص، فالاتحاد السوفيتي أول دولة اعترفت بتأسيس المملكة منذ 87 عاما وهي الآن أول دولة تعرض الشراكات الاقتصادية الطموحة.
ولفت المطرفي إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين جاءت بناء على دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأهمية ومكانة المملكة، ما يدفع بأي رأي يحلل دلالة اختيار التوقيت على المنحيين الاقتصادي والسياسي العالميين، موضحا أن موسكو تسعى لتطوير علاقتها مع الرياض على خلفية التقارب المتنامي بين البلدين.
وأشار إلى أن السياسة السعودية الجديدة تعمد إلى عدم المضي بسياستها في اتجاه واحد، وإنما مسارات متعددة مع "أمريكا وروسيا والصين وأوروبا واليابان"، ووضع توازنات تخدم مصالحها وتؤكد استقرار المنطقة من حولها، موضحا أن التقارب السعودي الروسي من شأنه حلحلة العلاقة مع إيران ووضع روسيا في حالة من عدم الميل إلى كفة دون الأخرى بما يحدث حالة توازن في مناطق النزاع المسلح.
في ذات السياق تؤكد المستشار في شؤون الأمن الوطني الدكتورة بينة الملحم أن الزيارة التاريخية تحمل بكل المقاييس اهتماما روسيّا بالغا بدعم العلاقات مع المملكة في ظل الظروف الإقليمية والعلاقات المميزة بين البلدين والمتمثّلة في أول زيارة رسمية لملك سعودي لموسكو.
وتوضح في حديثها، لبوابة "العين الإخبارية"، أن الزيارة من شأنها فتح آفاق التعاون الاقتصادي تحقيقا لرؤية المملكة ٢٠٣٠ بصورة عامة وعلى صعيد تطوير مفاعلات الطاقة النووية بصفة خاصة.
وتردف "أعتقد أنه من شأنها إحداث طفرة صناعية سعودية، فضلا عن توقيع عقد مشروع ضخم خلال اللقاء والتباحث حول الملفات التي تصب في مصلحة المملكة والمنطقة عامة".
aXA6IDMuMTM4LjE3OC4xNjIg جزيرة ام اند امز